وادي الأردن: تقنين مياه الري يهدد بحرمان الأسواق من المحاصيل الصيفية

زراعات صيفية في وادي الأردن تعاني الجفاف بسبب تقنين مياه الري - (الغد)
زراعات صيفية في وادي الأردن تعاني الجفاف بسبب تقنين مياه الري - (الغد)

حابس العدوان

وادي الأردن - يهدد تقنين مياه الري في وادي الأردن حاليا بسبب شحها، بغياب الزراعات الصيفية عن الوادي هذا الموسم والتسبب بأزمة حقيقية للقطاع، وسط توقعات بارتفاع أسعار محاصيلها في الأسواق بسبب ندرتها أو اللجوء الى الاستيراد.اضافة اعلان
وبحسب مدير تشغيل وصيانة الأغوار الوسطى في سلطة وادي الأردن المهندس مأمون الخرابشة، فإن الوضع المائي العام الحالي صعب، ما دفع السلطة إلى تقنين عملية توزيع المياه للأراضي الزراعية، لضمان توفير المياه لها طيلة فصل الصيف، وحتى فترة تجهيز الأرض للزراعة للموسم المقبل، والتي عادة ما تحتاج إلى مياه لري الأرض قبل وبعد الزراعة.
ويضيف أن السلطة لم تتخذ أي قرار بمنع الزراعات الصيفية، إلا أنها دعت المزارعين إلى التقليل منها لمواكبة التغير الذي طرأ على الوضع المائي، مؤكدا أن كميات المياه المسالة للأراضي الزراعية أقل مقارنة بالمواسم الماضية نظرا لتدني مخزون السدود.
وعادة ما تكون الفترة من حزيران (يونيو) وحتى منتصف تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام، الأثقل اقتصاديا على المزارعين لتوقف الإنتاج الزراعي، ما يدفع غالبيتهم إلى اللجوء لزراعة المحاصيل الصيفية، إلا أن شح المياه يقف حائلا حاليا.
ويبين رئيس جمعية مياه المضخة 55 وليد الفقير، أنه ورغم عدم وجود قرار رسمي بوقف الزراعات الصيفية، إلا أن الوضع المائي الصعب يحد من قدرة الجمعيات على تأمين الاحتياجات المائية للمزارعين خلال فصل الصيف، الأمر الذي سيزيد من معاناة المزارعين الذي أنهوا موسمهم بخسائر ثقيلة.
ويشير إلى أن الزراعات الصيفية مهمة للمزارع كونها الفرصة الأخيرة لإنقاذ وضعه الاقتصادي وتوفير السيولة اللازمة لزراعة الموسم المقبل، لافتا إلى أن أي عائق يمنعه من استغلال أرضه خلال الفترة الحالية سيكون لها آثار كارثية على الموسم الزراعي المقبل.
ويرى المزارع نواش العايد، أن معظم المزارعين يقاسون أحوالا معيشية صعبة خلال فترة الصيف لنقص السيولة المادية، الأمر الذي يدفعهم للبحث عن فرص أخرى لإدامة العمل الزراعي، غير أنه يقول "إن غالبية الزراعات الصيفية كالبامية والذرة والملوخية مهددة بالتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وتراجع كميات المياه المسالة للأراضي الزراعية، الأمر الذي يزيد من معاناتهم". وأشار الى أن ندرة الزراعات الصيفية من المرجح أن تتسبب بارتفاع أسعار محاصيلها في الأسواق قريبا.
ويضيف أن عددا كبيرا من المزارعين امتنعوا عن زراعة أراضيهم، خوفا من تعرضهم لخسائر جديدة، وبعضهم قلل المساحات المستغلة إلى
%25 من مساحة الأرض، ليوائم بينها وبين الاحتياجات المائية، لافتا إلى أن الوضع المائي الحرج جعل من الزراعة الصيفية مغامرة ومخاطرة أكثر من أي وقت مضى.
ويؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن الوضع المائي وتراجع مخزون السدود ينذر بأزمة حقيقية للقطاع الزراعي، الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعات الصيفية لتجهيز الأرض للموسم الرئيس، موضحا أن المزارع يجد في هذه الزراعات الفرصة للعيش وتوفير متطلبات الأسرة.
ويوضح أن الواقع المائي الحالي يشكل تحديا أمام المزارع الذي خرج لتوه مثقلا بالديون، إذ إن شح المياه وعملية التقنين في توزيعها تحول دون تمكنه من زراعة الأرض واستغلالها حتى بدء فترة التجهيز، الأمر الذي سيزيد من سوء أوضاعه الاقتصادية والمعيشية خلال الأشهر المقبلة.
ومن جانبه، يبين مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة، أن الزراعات الصيفية غالبا لا يكون لها جدوى اقتصادية، رغم أن نسبة زراعتها أقل بكثير من الزراعات الشتوية، موضحا "إلا أنها عادة ما تكون أكثر عرضة للمخاطر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أو لنقص مياه الري الزراعية ومنافسة الإنتاج في المناطق الشفوية".
ويؤكد أن هناك محددات للنهوض بالزراعة الصيفية في وادي الأردن؛ أهمها توفر كميات المياه الكافية للري وتوفر الأسواق الكافية لاستيعاب الإنتاج لكي لا يقع المزارع في مأزق الخسائر، مشيرا إلى أن أغلب الزراعات الصيفية في وادي الأردن تقتصر على محاصيل الذرة والملوخية والبامية.