وادي الأردن: غياب الصيانة ينهك الطرق الزراعية

1655387113827350800
1655387113827350800

حابس العدوان

الشونة الجنوبية – التخفيف على المزارعين للوصول الآمن الى مزارعهم، مطلب مضى عليه عشرات السنين، فيما المؤشرات لا تبشر بالخير، بعد ان تحول السير على الطرق الزراعية في مناطق وسط وشمال وادي الاردن خلال عقود من الاهمال وغياب للصيانة الى مصدر تهديد يعرض سلامة المزارعين للخطر.اضافة اعلان
ووفق مستخدمين لتلك الطرق، فإن غياب صيانة الطرق الزراعية التي شيدت قبل عقود، بات يهدد سلامة مستخدميها، ويتسبب بمعاناة يومية، نتيجة لتكرار الحوادث المرورية.
ويشير مزارعون إلى ان معظم هذه الطرق، بحاجة لصیانة مستمرة، لضمان بقائها بأفضل حال، بخاصة وان بقاءها على حالها، يفاقم معاناتهم اليومية نتيجة الأضرار التي تلحق بمركباتهم، مشددين على إعادة تأهيل هذه الطرق وصيانتها وفتحها بسعتها الكاملة، والقيام بحملة لقص الأشجار التي تقلص من سعتها.
ويبين فالح الشطي ان غالبية الطرق التي أنشأت كطرق زراعية باتت تخدم تجمعات سكانية ما زاد حجم الضغط عليها، موضحا ان هذه الطرق شيدت سابقا بدون استخدام الخلطات الإسفلتية الساخنة ما آسهم بتآكلها على مر السنين وأحال بعضها الى أزقة وطرق ترابية.
ويضيف أن معاناة الأهالي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء اذ تتسبب مياه الأمطار بتسريع عملية تآكل البنية التحتية وتزيد من حجم الحفر المنتشرة، لافتا الى ان الأهالي ومنذ سنوات يطالبون سلطة وادي الأردن بضرورة صيانة هذه الطرق وتعبيدها بخلطات إسفلتية للحفاظ على بنيتها إلا أنهم لم يجدوا أذانا صاغية.
ويؤكد المزارع غالب العدوان، أن أوضاع الطرق الزراعیة في مشروع 14.5 كم سیئة للغایة، اذ ان إنشاءها قبل 30 عاما لم يكن ضمن المواصفات المطلوبة، ما أدى لتهالك بنيتها نتيجة مرور عقود على إنشائها وكثرة استخدام المركبات الزراعية، ناهيك عن عوامل أخرى مثل مياه الأمطار وأنابيب الري التي أسهمت بتآكل أجزاء كبيرة منها، مشيرا إلى أن كثرة الحفر والمطبات وتآكل الأكتاف، أحال معظم هذه الطرق إلى ترابية.
ويبين ان إهمال صیانة هذه الطرق منذ إنشاء المشروع، فاقم سوء أوضاعها ما انعكس سلبا على المزارعين الذين يستخدمونها للوصول لمزارعهم، موضحا ان غالبية المركبات التي يستخدمها المزارعون تتعرض عادة لأضرار كبیرة وبشكل دائم نتيجة أوضاع الطرق السيئة.
ويبين مزارعون أن بعض الطرق لا يزيد عرضها على 3 أمتار في أحسن الحالات مع تآكل أطاريفها وكثرة الاشجار التي تحفها من الجانبين، مشيرين الى أن غياب الاهتمام والمتابعة من قبل الجهات المعنية فاقم من معاناتهم اليومية والأوضاع الحالية لا ينفع معها سوى إعادة تأهيل تشمل فتح الطرق على كامل سعتها وتعبيدها بخلطات إسفلتية ساخنة لضمان ديمومتها مدة أطول.
ويوضح رائد العبادي، أن المركبة تعد عصب المزارع الرئيس، كونها تساعده في الوصول للمزرعة لمتابعة أمورها بشكل يومي ونقل الإنتاج إلى الأسواق، ما يتطلب الحفاظ على جاهزيتها على الدوام، مشيرا إلى أن الأوضاع المتردية للطرق الزراعية تحول دون ذلك بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بالمركبات، خاصة أنها تسلك هذه الطرق مرات عدة في اليوم الواحد.
ويضيف أن المزارع، في ظل الظروف الحالية التي يمر بها القطاع، يحاول جاهدا التقليل من الكلف للحد من الخسائر التي يتكبدها، لتأتي مشكلة الأضرار التي تخلفها الحفر والمطبات لتحمله أعباء لم تكن بالحسبان، مشددا على ضرورة الإسراع في تأهيل الطرق الزراعية في وادي الأردن للحد من معاناة المزارع ومنع تآكل ما بقي منها.
ويؤكد نائب رئيس مجلس محافظة البلقاء عبدالله العدوان، أن معظم الطرق الزراعية في وادي الأردن تحتاج إلى صيانة وتأهيل شامل، ما يتطلب مخصصات كبيرة، لافتا إلى أن تخفيض موازنة المجلس خلال الاعوام الماضية في ظل جائحة كورونا حال دون تخصيص مبالغ لصيانة هذه الطرق.
وبين انه سيتم طرح مطالب المواطنين على المجلس لإدارج عملية صيانة الطرق الزراعية على موازنة العام الحالي ليتم صيانة ما أمكن منها او على قلها الأكثر تضررا.
من جانبه، يؤكد مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى المهندس ماجد خريسات، ان السلطة تضع على سلم أولوياتها صيانة وتعبيد الطرق الزراعية، لكن العائق الوحيد، هو توافر التمويل، مبينا انه يتم كل عام التنسيق مع مجلس المحافظة لرصد جزء من ميزانيته لصيانة الطرق الزراعية في الوادي، وبناء عليه يتم طرح العطاءات.
ويؤكد ان السلطة، قامت خلال السنوات الماضية بعدة مشاريع صيانة وتأهيل للطرق الزراعية، منها تأهيل مشروع حسبان/ الكفرين، وصيانة الطرق الاكثر أهمية، والتي تخدم اكبر عدد من المستفيدين، مؤكدا أن السلطة، لن تألو جهدا بتقديم الخدمات لأبناء الوادي حسب الإمكانات المتوافرة.