واشنطن تؤكد استمرار الحرب على "داعش" و"النصرة" في سورية

قيادي أميركي يشرح الأهداف التي تم قصفها خلال الحرب على "داعش" في سورية -(ا ف ب)
قيادي أميركي يشرح الأهداف التي تم قصفها خلال الحرب على "داعش" في سورية -(ا ف ب)

عواصم -  أكدت الولايات المتحدة الاميركية أمس، أن ضربات التحالف التي استهدفت فجر امس مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" في سورية ستتواصل، مشيرة إلى أن وتيرة هذه الهجمات ستعتمد على طبيعة الأهداف.اضافة اعلان
وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن الضربات ضد "تنظيم الدولة" انطلقت من سفن حربية في المياه الدولية في البحر الأحمر وفي شمال الخليج العربي، وقد استخدم فيها أكثر من 160 صاروخا ضد أهداف في الأراضي السورية.
وأضافت أن دولا عربية تشارك في الهجمات الجارية، وهي السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر.
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن الغارات أوقعت 120 مسلحا على الأقل و11 مدنيا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية شن نحو 40 غارة ضد مواقع تنظيم الدولة في سورية، موضحا أن العملية أسفرت عن مقتل 120 مسلحا، هم نحو 70 عنصرا من تنظيم الدولة و50 آخرين من جبهة النصرة.
وتحدث المرصد عن إصابة نحو 300 عنصر من تنظيم الدولة بجروح، بينهم أكثر من 100 حالتهم حرجة ونقلوا إلى العراق.
بدورها أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 11 مدنيا، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في القصف الذي استهدف قرية كفر دريان الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الغارات التي شنت، وهي الأولى من نوعها، شملت إطلاق أكثر من 160 صاروخا، بينها 47 صاروخ توماهوك.
وأوضحت الوزارة في بيان أن الغارات تمت بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات بدون طيار، وذكرت أن بعض الصواريخ أطلقت من سفن أميركية في البحر الأحمر ومنطقة الخليج.
وجاء في البيان أن "الضربات دمرت أو ألحقت أضرارا بعدة أهداف للدولة الإسلامية، بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية".
وطالت الغارات أهدافا في الرقة معقل تنظيم الدولة في سورية، إلى جانب أهداف على الحدود بين سورية والعراق في دير الزور والحسكة والبوكمال.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما امس في مؤتمر صحفي إن واشنطن "ستفعل كل ما هو ضروري" لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبر أن المعركة ضد هذا التنظيم ليست معركة أميركا لوحدها "بل هي معركة كل الدول في الشرق الأوسط الرافضة للإرهاب".
وقال أوباما -في المؤتمر الذي جاء عقب ساعات من تنفيذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن عشرات الغارات التي استهدفت لأول مرة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة للمرة الأولى في سورية- إن واشنطن ستواصل جهودها لبناء تحالف دولي لضرب تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب مواجهة النظام السوري.
وبيّن أن تحالف الدول العربية التي شاركت في أول هجمات جوية أميركية في سورية تظهر أن الولايات المتحدة "ليست وحدها" في محاربة تنظيم الدولة.
واعتبر أن من وصفهم بـ"الإرهابيين" لن يجدوا أي ملاذ آمن في العراق وسورية، كما ذكر أن جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ستستغرق وقتا طويلا، في ظل وجود عدد من التحديات.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه سيواصل بناء تحالف بغرض محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ولفت إلى أن قوة التحالف الذي يضم خمس دول عربية تظهر أن الحرب ضد الدولة الإسلامية ليست أميركية فقط.
وأوضحت مصادر متطابقة أن أعنف غارات التحالف شنت على البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود العراقية السورية، كما سجلت ثلاثون غارة ضد منجم بريف دير الزور الغربي يضم معسكرات لتنظيم الدولة ومصنعا لإنتاج أسلحة.
وفي ريف الرقة نفذت غارات قرب سد الفرات على مقرات تابعة لتنظيم الدولة، وقال الأخير إنه لم يتكبد أي خسائر في صفوف مقاتليه هناك، وأوردت شبكة سورية مباشر أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من مدينة الميادين بريف دير الزور عقب الضربات الجوية.
وفي مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية بسورية، استهدف قوات التحالف أربعة مقرات لتنظيم الدولة، ولم تخلف الغارات أي خسائر في صفوف مقاتليه أو المدنيين- وفق ناشطين-، حيث عمد التنظيم قبل أيام إلى إخلاء المقرات تحسبا لتوجيه ضربات جوية إليه، وقال مسؤولون أميركيون إن تنظيم الدولة كان يستخدم تلك المباني مقرات لتخزين السلاح.
وفي ريف إدلب، أغار التحالف الدولي على جبهة النصرة في بلدة كفردريان، وأفاد مراسل الجزيرة بأن نحو 45 شخصا بينهم نساء وأطفال قُتلوا وجُرح عشرات آخرون في سبع غارات على البلدة في ريف إدلب الحدودية.
وأدت الغارات إلى مقتل 13 من مقاتلي الجبهة، فضلا عن دمار كبير في حيين سكنيين بكفردريان، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة في البلدة، وقالت الجبهة إن مقارها في ريف المهندسين تعرضت لقصف جوي.
كما استهدف غارات التحالف جبهة النصرة في ريف حلب الغربي، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثلاثة مقار للجبهة على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب تعرضت لضربات جوية، مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن سبعة مقاتلين من الجبهة وثمانية مدنيين.
وقال مراسل الجزيرة إن تنظيم الدولة وعد بالرد على هذه الغارات من خلال المعارك المستمرة التي يخوضها للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) الإستراتيجية على الحدود السورية التركية، وقال عضو في التنظيم لوكالة رويترز للأنباء إن "من يلام على هذه الضربات هو المملكة العربية السعودية لأنها سمحت بحدوثها".
اوباما يلتقي مسؤولين عربا
ومن المقرر أن يكون الرئيس الاميركي التقى أمس بممثلين عن الدول العربية المشاركة في الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سورية، بحسب المتحدث باسمه.
وقال المتحدث جوش ايرنست للصحافيين على متن طائرة ايرفورس وان ان اوباما سيلتقي بمسؤولين من الأردن، والسعودية والامارات والبحرين وقطر بعد ان يصل الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وسيعقد الاجتماع وزير الخارجية الاميركي جون كيري المتواجد حاليا في نيويورك.
وصرح نائب مستشار الامن القومي الاميركي بين رودس للصحافيين انه كان من المهم "ان نرى ان هناك عددا كبيرا من الشركاء العرب الذين يقفون معنا".
فرنسا تطلب "مساهمات" وإيران تندد
إلى ذلك، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس امام نظيره الايراني حسن روحاني الذي التقاه في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان "جميع المساهمات" ضرورية لايجاد "الحلول السياسية" في الشرق الاوسط.
وقال الرئيس الفرنسي في بداية هذا اللقاء الذي استغرق 20 دقيقة وعقد في مقر البعثة الفرنسية في الامم المتحدة "نحن بحاجة لكل المساهمات للتمكن من ايجاد حلول سياسية".
بيد أن ايران نددت بانتهاك السيادة السورية بعد الضربات الجوية التي شنت أمس.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسن امير عبداللهيان "ان اي تحرك عسكري في الاراضي السورية بدون الحصول على اذن حكومة هذا البلد وبدون احترام القوانين الدولية غير مقبول".
تركيا ترحب
في غضون ذلك، رحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس بالضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية، مؤكدا ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا ولوجستيا للحملة العسكرية.
وقال اردوغان للصحفيين الاتراك في نيويورك في تصريحات نقلها التلفزيون التركي "انني انظر اليها (الضربات الجوية) بشكل ايجابي. ومن الخطأ ان تتوقف. يجب ان تستمر خريطة الطريق هذه".
وردا على سؤال حول المساهمة التركية في العمليات العسكرية، قال "سنتخذ اي خطوات ضرورية لمكافحة الارهاب".
واضاف ان ذلك يشمل "جميع انواع الدعم بما فيها العسكري والسياسي، انها تشمل الدعم السياسي واللوجستي".
وواجهت تركيا انتقادات بسبب عدم مساهمتها الكافية لمواجهة ظهور تنظيم الدولة الاسلامية التي سيطرت على مناطق واسعة من العراق وسورية وتقترب من حدود تركيا. وقال "يجب ان يكون هناك اجماع حول ضرورة مكافحة الارهاب في المنطقة".
واضاف "سنعقد اجتماعات مع الحكومة عند عودتي (من نيويورك) وسنواصل تقديم الدعم بحسب ما يقتضيه قرارنا".
السعودية تؤكد مشاركتها
وفي ذات السياق، اكدت السعودية انها شاركت امس في الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول العربية ضد جهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية".
ونقلت الوكالة السعودية الرسمية عن متحدث رسمي قوله ان "القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سورية ضد تنظيم داعش، لدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي".
واضاف المتحدث ان هذا التحالف يهدف الى "القضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتاً، ودعم الشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب".
بان كي مون يشدد
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان المقاتلين الجهاديين يشكلون "تهديدا للسلام والامن الدوليين" من دون ان يعلن دعمه بشكل مباشر للضربات الاميركية العربية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية بشكل خاص.
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك "مما لا شك فيه، والامر بات يواجه باجماع دولي، ان هذه المجموعات المتطرفة تشكل تهديدا مباشرا للسلام والامن الدوليين".
الا انه اوضح ان "كل الاجراءات المتخذة (ضد تنظيم الدولة الاسلامية) يجب ان تكون متطابقة تماما مع شرعة الامم المتحدة ومع القوانين الانسانية الدولية".
وطلب بان كي مون من قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية بـ"اتخاذ كل اجراءات الحيطة اللازمة لتجنب ايقاع خسائر في صفوف المدنيين".
واضاف ان دمشق "ابلغت مسبقا" بعزم الولايات المتحدة على توجيه هذه الضربات "التي جرت في مناطق لم تعد تحت السيطرة الفعلية للحكومة" السورية.
احترام قوانين الحرب
وفي جينيف ذكر مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في معرض سؤاله عن الضربات الاميركية الاولى في سورية أمس، بان على جميع الاطراف المشاركين في النزاعات المسلحة ان "يحترموا قوانين الحرب".
واكد روبرت مارديني مسؤول العمليات للشرق الاوسط في مؤتمر صحفي أن "النقطة الاهم" بالنسبة لمنظمته هي "ان يحترم كل طرف منخرط في نزاع القانون الدولي الانساني".
وقال ايضا "ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ما زالت قلقة جدا ازاء استخدام القوة المسلحة"، مشيرا الى ان هذه الضربات "ستضيف مزيدا من التعقيد" في نزاع صعب اصلا. -(وكالات)