واشنطن تسعى لاستمرار المفاوضات وإطلاق الأسرى

برهوم جرايسي

الناصرة - قالت مصادر اسرائيلية أمس الأحد، إن الإدارة الأميركية، تسعى من خلال مبعوثيها ووزير خارجيتها جون كيري، الى إيجاد حل وسط، يضمن تنفيذ الدفعة الرابعة من تحرير قدامى الأسرى الفلسطينيين، واستمرار المفاوضات حتى نهاية العام الحالي، من خلال ضمان دفعة خامسة لتحرير أسرى تحدد أسماءهم اسرائيل. ويشكك مسؤولون اسرائيليون في تنفيذ الدفعة الرابعة، إذا لم يوقع الرئيس الفلسطيني على "وثيقة كيري" التي تتضمن اعترافا فلسطينيا بما يسمى "يهودية الدولة"؟اضافة اعلان
فقد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن كيري والمبعوث مارتن أنديك، أجريا في نهاية الأسبوع اتصالات "ماراثونية" بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، "لمنع انفجار المفاوضات"، وإفساح المجال أمام تنفيذ التعهد الاسرائيلي بتنفيذ الدفعة الرابعة من تحرير قدامى الأسرى الفلسطينيين، التي كان من المفترض أن تتم يوم 29 الشهر المنتهي آذار (مارس)، وتضم 26 أسيرا من قدامى الأسرى، من بينهم 14 أسيرا من فلسطينيي 48.
وتشترط حكومة الاحتلال لتنفيذ الدفعة الرابعة بموافقة فلسطينية على قبول ورقة الإطار الأميركية التي تمدد المفاوضات حتى نهاية السنة وتتضمن اعترافا فلسطينيا بما يسمى "يهودية الدولة"، الأمر الذي يرفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويتضمن "حل الوسط" الأميركي، تعهدا اسرائيليا بتحرير اضافي للأسرى، "شرط أن تحدد هويتهم اسرائيل"، وحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية تمارس "ضغوطا شديدة" على الرئيس أبو مازن، ليبدي "مرونة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية قولها، إنه إذا ما وافق الجانب الفلسطيني على تمديد المفاوضات، والامتناع عن التوجه الى الأمم المتحدة لاستكمال انضمام فلسطين الى الهيئات الدولية، فإنه لن تكون دفعة رابعة من الأسرى، وعمليا تفجير المفاوضات، المجمدة أصلا منذ أكثر من شهرين.
وقالت المحافل ان إسرائيل قطعت شوطا كبيرا وأبدت مرونة بل وأعربت عن استعدادها لتحرير سجناء آخرين وقال مصدر اسرائيلي للصحيفة، "يحاول الفلسطينيون الآن ابتزاز أكبر قدر ممكن. نحن والأميركان معنيون باستمرار المفاوضات وهم يستغلونها. أبو مازن لا يريد مسيرة سلمية وغير مستعد للاعتراف بحق الشعب اليهودي بدولته الخاصة - فما معنى الاستمرار إذن؟".
وقال دبلوماسي أميركي للصحيفة، إنه "اذا انهارت المفاوضات ولم يكن حل، فإن الإدارة الأميركية لن تتمكن من منع الفلسطينيين من التوجه إلى الأمم المتحدة ومنظمات دولة أخرى للحصول على الاعتراف"، وحسب الصحيفة، فقد "تخلى وزير الخارجية كيري منذ الآن عن الهدف الذي أعلن عنه - تحقيق اتفاق بين الطرفين حتى نهاية نيسان (ابريل) وبات هدفه الآن هو صيانة المحادثات وتحقيق تمديد يمنع الطريق المسدود".
وتقدر مصادر دبلوماسية في واشنطن أنه سيوجد حل للأزمة الحالية، سواء بالضغط على إسرائيل للإيفاء بالتزامها وتحرير الأسرى، حتى لو استغرق ذلك بضعة ايام اخرى أو سيتم الوصول الى حدود وسط اخرى من إسرائيل والفلسطينيين تسمح باستمرار المحادثات.