سوسن مكحل
عمان- حظي فيلم "وبعد الطوفان" الذي عرض في افتتاح مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمان مؤخرا لمخرجه حازم متولي والذي تدور أحداثه في إطار درامي سياسي حول طبيبة نفسية أدت دورها الفنانة حنان مطاوع، بإشادة واسعة.
وتقول الفنانة المصرية الشابة حنان مطاوع لـ "الغد" حول الدور الذي أدته في الفيلم؛ إنه يهدف إلى تعرية الفساد من جذوره، والبحث عن الحجم الهائل للفساد عبر شخصية الفاسدين في العصر (اللامباركي) كما تقول، أي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتضيف بطلة مسلسل "أزمة سكر" الذي لاقى نجاحا في الموسم الرمضاني الماضي أن فيلم "وبعد الطوفان" تجربة لم تكن تتوقع حجم الفساد الذي بدأ يظهر خلال تأدية فريق العمل، الذي ينتمي إلى واقع حقيقي عايشه الكثير من الشعب المصري، نتيجة لأمراض نفسية متعلقة بمن تسلّم النفوذ في العهد السابق لحكم مصر.
وترى مطاوع، التي تفاعلت مع أحداث ثورة 25 يناير، وكانت من ضمن الفنانين المتواجدين بالميدان أنها تعرضت للضغوط العائلية والفنية كي تتنحى عن المشاركة، إلا أن وطنيَّتَها دفعتها إلى الإصرار رغم احترامها لاختلاف الآراء بين الفنانين الآخرين، الذين لم يشاركوا لأسباب مختلفة فكما تقول "بالنهاية هم إخواننا".
الوعي الكبير حاليا يدفع الشعب المصري، من وجهة نظر مطاوع، لاستكمال مسيرته في رفض ما لا يتناسب مع واقعه، مبينة أنها تشارك ضد إسقاط الدستور مع احترامها للرئيس المنتخب محمد مرسي، إلا أنها تسعى مع مواطنيها لتحقيق مطالبهم الدستورية من وجهة نظر مشتركة ولا تقتصر على فكر "الإخوان المسلمين" في مصر.
وترفض مطاوع، وهي ابنه الفنان الراحل كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي، أن تشارك في أي عمل فني يهدف إلى التضليل ويعمل على إثارة الغرائز، مبينة أنها تحبذ المشاركة في أعمال تكشف الحقائق وتصوّر الواقع وتعالجه بشكل أو بآخر من خلال العمل الفني.
فيما يتعلق بوصف بعض الفنانات والممثلات بأنهن ملتزمات وغير ملتزمات تبيّن مطاوع أن البشر بطبعهم مختلفون، ولهم مبادئ تميزهم عن بعضهم، لذا فهي تحترم ولا تدين أي فنانة أو فنان يلجأون إلى تقديم الإغراء أو الإثارة، بهدف إيصال رسائل ما، إلا أنها تفضّل أن تبقى بعيدا عن خدش حياء طفل صغير أو عائلة ما تقوم بمتابعة أحد أعمالها؛ لأنها ببساطة لا تريد أن تخدش حياء نفسها. وتقول "ما لا أقدمه في الحياة من أساليب إثارة وإغراء لا أستطيع تقديمه من خلال الكاميرا".
وتوضح مطاوع أن ما تداولته وسائل الإعلام حيال موقفها من العمل في فيلم "كف القمر" هي ووالدتها سهير المرشدي مع المخرج المصري خالد يوسف، لا علاقة له بالدور الذي تؤديه وشموله على لقطات إغراء وغيره، موضحة أن السبب يعود لظروف خاصة لا علاقة لها بقضية الدور الذي تقدمه؛ لأنه لم يكن يحتوي أي مشاهد خادشة.
وتشيد مطاوع بأداء الكثير من المخرجين والفنانين العرب، ومنهم نجوم حاليا على الساحة العربية والمصرية، ومنهم المخرج؛ محمد أمين، شوقي الماجري، هالة خليل، حاتم علي، إلى جانب إعجابها بأدوار الفنانين؛ خالد الصاوي، إياد نصار، اسر ياسين، فتحي الهداوي، مي سكاف، منى زكي، منة شلبي وغيرهم.
واعتبرت مطاوع نفسها محظوظة؛ لأن والدتها هي الفنانة سهير المرشدي ووالدها الفنان الراحل كرم مطاوع، مبينة أنها لم تعتمد على علاقات والديها بعالم الفن؛ لأنها ضد فكرة التوريث بدون جهد، ولأجل عدم ظلم أي مواطن يستحق مكانه في عالم الفن.
وتضيف أنها تركت مصر في ظروف مؤلمة ووسط احتشاد المواطنين المصريين للمطالبة بتعديل الدستور، إلا أنها سعيدة بزيارة المملكة التي تهتم في نشر الوعي للجمهور العربي والعالمي من خلال الفعاليات ومهرجانات متنوعة مثل؛ مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان.
ومطاوع مواليد 1979 وعملت في مسلسلات الأمبراطور، وشمس يوم جديد، وأميرة في عابدين، وحديث الصباح والمساء، ونجمة الجماهير، وعملت في الفيلم القصير الطيارين، أزمة سكر، أغلى من حياتي.
