وثائقي يستعرض تاريخ مسرح أبولو ودوره البارز في إثراء ثقافة السود

نيويورك - بات مسرح أبولو في نيويورك الذي شكّل منصة لانطلاق مسيرة نجوم عالميين، من أمثال بيلي هوليداي وجيمس براون ولورين هيل، محورا وثائقيا يستعرض تاريخ هذا الصرح الفني الشهير.اضافة اعلان
وقدّم العرض الأول من "ذي أبولو" مساء الأربعاء خلال مهرجان ترايبيكا السينمائي. وهو يتمحور حول مسار تحوّل هذا الموقع الذي يكتسي رمزية كبيرة في حيّ هارلم من ناد للعروض التهريجية في بداية الحرب العالمية الأولى إلى صرح فني خطا فيه الكثير من الموسيقيين خطواتهم الأولى في الثلاثينيات واستحال معقلا للفنانين السود الذين كانوا رأس الحربة في مكافحة التمييز العنصري.
وما يزال أبولو حتّى اليوم يزخر بالفرص الواعدة والتنوّع، بحسب ما قال الممثل روبرت دي نيرو الذي شارك في تأسيس مهرجان ترايبيكا، قبل عرض الفيلم.
وصرّح الممثل المعروف بنقده اللاذع للرئيس دونالد ترامب "في هذه الأوقات العصيبة التي تقوم خلالها الحكومة بتأجيج الانقسام والتمييز، نؤكد رفضنا لذلك من خلال وجودنا هنا".
وأردف دي نيرو الذي أسس مهرجان ترايبيكا في العام 2002 لمساعدة نيويورك على النهوض بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2011 أن "أبولو هو نيويورك".
ويستعرض الفيلم المزمع عرضه هذا الخريف عبر "اتش بي او" تاريخ هذا الصرح العريق الذي يعدّ رمزا للحسّ الفني والابتكاري خصوصا في أوساط السود.
ومن بين الفنانين الذين حطّوا رحالهم فيه، نجم السول جيمس براون الذي سجّل فيه أحد ألبومات "التسجيلات الحيّة" الأكثر شهرة في التاريخ مع أغنية "ساي إت لاود، آيم بلاك اند آيم براود" حول اعتداد أسود بأصوله التي اختزلت النضال من أجل الحقوق المدنية في فترة مفصلية من تاريخ الولايات المتحدة.
وقال المغني ومنتج موسيقا السول سموكي روبنسون (79 عاما) قبيل عرض الفيلم إن "أبولو هو معلم كبير.. لا بدّ من الحفاظ عليه. وهو من دعامات ثقافة موسيقا السود وجزء لا يتجزأ من تاريخها".
ويظهر أحد مشاهد الفيلم نجمة الهيب هوب لورين هيل في صباها وهي تواجه استياء جمهور أبولو المعروف بصرامته.
ويقع أبولو في حيّ هارلم في شمال مانهاتن الذي شكّل معتركا للنضال من أجل الحقوق المدنية ومسرحا لأعمال الشغب التي أتت كردّ فعل على قمع السود.
وقال مخرج الفيلم رودجر روس وليامز "إنه تاريخ نضال الأميركيين السود. فنحن نلجأ إلى الموسيقا للتصدّي للعنف. وهنا كانت البداية".
وبالإضافة إلى استعراض التاريخ الذي شهد عليه أبولو، يثير هذا الوثائقي مسألة مستقبل المسرح وقدرته على البقاء قلبا نابضا للإبداع الفني. فقد كان أبولو على وشك الإفلاس في السبعينيات قبل إدراجه في قائمة التراث الرسمي لنيويورك، ولايةً ومدينةً، العام 1983. وهو بات اليوم تحت إدارة مؤسسة تابعة لولاية نيويورك.
وقدّمت فيه العام الماضي نسخة مقتبسة من كتاب "بيتوين ذي وورلد أند مي" (2015) للكاتب تا-نيسي كوتس حول صعوبات السود في الولايات المتحدة.
وقال كوتس الذي أجريت معه مقابلة في إطار الوثائقي إن أبولو هو ملك للسود وهو ما يزال يضطلع بدور بارز في الثقافة الأميركية، مضيفا "حتى هؤلاء الذين يقمعونكم لا يتوانون عن المجيء للغناء معكم". - (أ ف ب)