وجود شاليط في تابوت مريح للقيادة الإسرائيلية

دانييل سيريوتي- اسرائيل هيوم


منذ نحو أربع سنوات وجلعاد شاليط يذوي في أسر حماس، وخلال كل هذه الفترة التزمت عائلة شاليط بسياسة "البقاء في الظل". والخط الذي يوجه خطاها: طالما لا تنتقد الحكومة علنا، فإن أصحاب القرار سيدفعون إلى الأمام تحريره. ولكن خلافا لهذه السياسة، في عشية يوم الذكرى لضحايا الجيش الإسرائيلي تحدث رئيس اللجنة النضالية، شمعون ليبمن علنا وبشكل مكشوف ضد القيادة في إسرائيل.

اضافة اعلان

في مناسبة عقدت في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا عشية يوم الذكرى، قال ليبمن أمام عشرات الطلاب الأمور التالية: يؤسفني ولكني أقترب من القول إن القيادة في إسرائيل كانت سترتاح أكثر لو أن جلعاد شاليط في تابوت، إذ أننا نتدبر أمرنا بشكل أفضل مع تابوت الدفن.

"نحن دولة تنكيس العلم. عندما ننكس العلم نتحد. ليس لدولة إسرائيل أي شيء واضح في موضوع تحرير جلعاد، وكل هذا في نظري هو نوع من التنكيل. فليكن في القيادة ما يكفي من الشجعان ليقولوا: "تنازلنا عن جلعاد – الأمر الذي يبدو قريبا جدا".

وأضاف ليبمن يقول أيضا: "بعد أن قرأت مقالا جاء في عنوانه "كل شيء قابل للرشوة"، فكرت أن طريق كفاحنا قد يكون غير سليم على الاطلاق، وكان ينبغي العمل بأدوات أخرى. وأنتم الحاضرون هنا فكروا وحدكم ماذا أقصد".

وانتقد ليبمن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وادعى أنه في نهاية ولايته "كان بوسع أولمرت أن يعقد الصفقة، ولكنه لم يفعل ذلك". وواصل الانتقاد لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وادعى أن اعتباراته حول الصفقة لتحرير جلعاد تنبع ضمن أمور أخرى من استطلاعات الرأي العام التي تفحص التأييد الجماهيري لصفقة من هذا النوع.

"الزعماء يتأثرون أساسا بالتغطية الاعلامية – كم معي وكم ضدي"، قال ليبمن، "نحن لسنا شعب احتجاج، لا نخرج إلى الشوارع بجموعنا. هذه طبيعتنا. والدليل هو أن جلعاد لم يعد ونحن لا نرى عودته في الأفق". ومع ذلك فقد أثنى ليبمن على نتنياهو لاختياره حجاي هداس في منصب المبعوث الخاص المكلف من طرفه.

كما انتقد ليبمن وزير الحرب إيهود باراك وبالمقابل أشار بالايجاب إلى رئيس الأركان الفريق غابي اشكنازي الذي يقول إنه "يجب عمل كل ما ينبغي لإعادة جلعاد".

وتطرق ليبمن في خطابه إلى الجمود في المفاوضات مع حماس وإلى الخطوات التي ستخوضها اللجنة النضالية من أجل تحرير جلعاد وقال "في الفترة الأخيرة لم تسمعوا منا لأننا أعطينا كل مجال العمل للمبعوث حجاي هداس. ولكن عائلة أراد أيضا أكدت غير مرة أمامنا بأن خطأها كان ثقتها بأصحاب القرار.

"بقدر علمنا، في أوساط قيادة حماس توجد خلافات جوهرية في موضوع الموافقة على تنفيذ الصفقة ولكن في نهاية الأمر تريد العائلة أن يعود ابنها وعليه فإننا نتحدث فقط مع صاحب السيادة ألا وهو حكومة إسرائيل".

"هذه نقطة جد مهمة. المسؤولية عن تحرير جلعاد توجد في القدس. اليوم حماس تفهم، من دون صلة بتحرير جلعاد شاليط بأن الأداة الوحيدة تجاهنا هي الاختطاف. نحن نحتفظ بآلاف السجناء الفلسطينيين، وتوجد هنا حرب بين الطرفين".