وحده المال لا يكفي

يقولون "المال يشتري النجاح إذا استثمر جيدا".. لكنه حتى اللحظة لم يستطع أن "يشتري" لقبا او أن يحقق حلما بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا بالنسبة لناديي باريس سان جرمان ومانشستر سيتي، بعد أن بلغ كل منهما المشهد النهائي في النسختين الأخيرتين، وخسرا بذات النتيجة "0-1" أمام فريقي بايرن ميونيخ وتشيلسي، وتحولت تلك الاحلام الوردية إلى كوابيس مزعجة ومحزنة.اضافة اعلان
أول من أمس، نجح فريق تشيلسي في إدارة دفة المباراة أمام مواطنه مانشستر سيتي كما يريد، وخرج من المباراة بالنتيجة التي كان يستحق ويشتهي، وتوج باللقب للمرة الثانية في تاريخه، حارما منافسه "السيتيزن" من طبع قبلاته على أهم مسابقة كروية على صعيد العالم مخصصة للأندية.
ثمة قاسم مشترك بين النسختين الأخيرتين تتمثل بالمدرب الألماني توماس توخل.. هذا المدرب الذي بكى حزنا ودفع ثمنا باهظا وأقيل من منصبه مدربا لفريق باريس سان جرمان بعد الفشل في التتويج بلقب "التشامبيونزليغ" في النسخة الماضية، رقص مطولا أول من أمس وهو يقود فريقه الجديد تشيلسي إلى اللقب الأوروبي الأعظم متفوقا على فريق لم يختلف كثيرون على أنه كان الأقرب إلى طبع قبلاته على اللقب.
جوارديولا وتلاميذه تعلموا درسا قاسيا حين أدركوا متأخرين أن حسابات "البيدر" قد تأتي مختلفة عن حسابات "الحقل"، فجاءت النتيجة النهائية لتؤكد مجددا بأن بإمكان الفرق غير المرشحة أن تتفوق على نفسها والمنافسين وتحقق هدفها أمام أعين المتابعين.
مشروعا باريس سان جرمان ومانشستر سيتي الأوروبيين لم يتكللا بالنجاح، رغم حجم الانفاق المالي الاستثنائي وتغيير المدربين وكثرة النجوم، وبحث كل منهما عن لاعب واحد يعتقدان أن بإمكانه جلب "الكنز" والدخول في نادي الأبطال.. المشروع بني على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي واصل الاخفاق مع ناديه إسبانيا وأوروبيا، وحتى اللحظة ليس معروفا فيما إذا كان "البرغوث" سيبقى في برشلونة أم سيختار باريس او مانشستر مكانا لإنهاء مسيرته كلاعب.
تشيلسي تجاوز محنة العقوبات وعدم إمكانية إتمام الصفقات قبل فترة وجيزة، واستغل الظروف لبناء جيل شاب من اللاعبين، سرعان ما عززه بعدد من النجوم المؤثرين، بعد أن سُمح لـ"البلوز" إجراء الصفقات والتعاقدات.
برأيي أن ناديي باريس سان جرمان ومانشستر سيتي يمكن أن يحقق أحدهما الهدف الأوروبي المنشود ويخفق الآخر، شريطة أن تتوفر لهما مقومات الفوز، فثمة معطيات عديدة وتفاصيل دقيقة وصغيرة تلعب عليها المباريات، وتتحق من خلالها الاهداف ولا أقول المعجزات.