وصول مساعدات جديدة إلى 3 بلدات سورية محاصرة

مضايا (سورية) - دخلت قافلة جديدة بأكملها من المساعدات الإنسانية إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة بحصار المدن باعتباره "جريمة حرب" وذلك عشية اجتماع عاجل لمجلس الأمن.اضافة اعلان
وقال بان كي مون "لنكن واضحين: إن استخدام التجويع سلاحا حربيا يشكل جريمة حرب" وذلك تعليقا على حصار مضايا وبلدات اخرى من قبل قوات النظام والمسلحين المعارضين. وقال إن الطرفين يصبحان مسؤولين عن ذلك "وعن فظاعات اخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية".
وطلبت باريس وواشنطن ولندن عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي للمطالبة برفع الحصار على البلدات المعنية بينها مضايا التي تحاصرها قوات الجيش السوري منذ 6 أشهر وأصبحت رمزا لمعاناة المدنيين في سورية.
كما دخلت قافلة المساعدات إلى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة إدلب.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي بافل كشيشيك إن "قافلتي المساعدات دخلت بأكملها إلى مضايا والفوعة وكفريا".
وكتب في تغريدة على تويتر "دخلت الشاحنات كافة وبدأ أفراغ الحمولة. نتحدث الآن مع الاهالي حول حاجاتهم".
وكان كشيشيك قال في وقت سابق إن قافلة مساعدات تضم 44 شاحنة غادرت دمشق إلى مضايا التي تؤوي نحو 42 ألف شخص، مضيفا أن "الأولوية هي لتوزيع الطحين ومستلزمات النظافة".
وشاهدت صحفية في وكالة دخول دفعة من الشاحنات المحملة بالطحين والمساعدات الطبية ومستلزمات النظافة عصر الخميس إلى مضايا بعد انطلاقها صباحا من دمشق.
وأوضحت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ماريان غاسر في بيان إن "كبار السن والنساء والأطفال هم أكثر من يعانون، وتحديدا من سوء تغذية حادة (...) ظروف معيشتهم من بين اصعب ما اتيح لي رؤيته خلال السنوات الخمس التي قضيتها في البلاد. وهذا الوضع لا يمكن ان يستمر".
وأكدت رنا صيداني، متحدثة باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لوكالة فرانس برس ان عددا من اختصاصيي التغذية من المنظمة دخلوا في عداد القافلة إلى مضايا.
وقالت "سيعملون على تقييم الوضع ومعالجة المرضى ميدانيا، ودراسة مدى خطورة حالتهم، وعلى ضوء ذلك نحدد المرحلة المقبلة".
وتزامن بدء دخول المساعدات إلى مضايا عصر الخميس مع دخول 3 شاحنات على الأقل في الوقت ذاته من أصل 17 إلى بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب، حيث يقيم نحو 20 ألف شخص، تحاصرهم الفصائل المقاتلة المعارضة منذ الصيف الماضي. وكشفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ليندا توم لوكالة فرانس برس ان هناك خططا لإدخال "دفعة ثالثة من المساعدات خلال الايام المقبلة" إلى مضايا والفوعة وكفريا.
وأضافت أنه يتم التخطيط لايصال المساعدات إلى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا في وقت لاحق.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انها تعتزم العودة إلى مضايا الاحد لتسليم كميات من الوقود.
وتشكل مضايا مع الزبداني والفوعة وكفريا اربع مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاق في أيلول (سبتمبر) بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة المسلحة باشراف الأمم المتحدة. وينص الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات واجلاء الجرحى والمقاتلين ويتم تنفيذه على مراحل.
ويعاني سكان الفوعة وكفريا ايضا من وضع إنساني صعب، الا انهم كانوا يتلقون مساعدات بشكل متقطع يلقيها النظام بواسطات طائرات مروحية من الجو.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في سورية يعقوب الحلو الخميس لصحفيين في دمشق إن التمكن من دخول البلدات المحاصرة كان أمرا "مشجعا"، مضيفا ان المطلوب "ان يستمر (دخول المساعدات) ونأمل مع التسهيلات والاتفاق بين الاطراف المعنية ان يستمر هذا الجهد".
وقال الحلو "هذا مشوار انساني نواصله بالتنسيق مع كل الجهات" لكنه اعتبر انه "في نهاية المطاف، فإن الحل الحقيقي لهذا المأزق ولمحنة المحاصرين في هذه البلدات هو رفع الحصار".
وأعلنت الامم المتحدة أن نحو 400 شخص يعانون من سوء التغذية و"مشاكل طبية" اخرى "مهددون بالموت" و"بحاجة إلى الإجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة".
وأكد الحلو أن منظمة الصحة العالمية وجهات اخرى عاملة في المجال الطبي بدأت "مفاوضات مع السلطات السورية لتسهيل عملية خروج الحالات الحرجة"، مضيفا "كلنا امل ان هذه العملية ستتم في الأيام القادمة".
وذكر أنه تم اخراج طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات كانت في حاجة ملحة إلى تدخل طبي مختص، وباتت "موجودة في مشفى دمشق مع أهلها".
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر برفع الحصار المفروض على أكثر من 400 الف شخص في سورية.
وقال مدير العمليات في اللجنة دومينيك ستيلهارت "هناك من دون شك اختراق اثر هذا الحدث الايجابي الذي سيتيح احراز تقدم كبير في اتجاه رفع الحصار (عن مناطق عدة) وانهاء هذا التكتيك العائد إلى القرون الوسطى".
ودعا مدير اللجنة في منطقة الشرق الاوسط روبرت مارديني إلى "توفير ممر سريع ودوري وغير مشروط للقوافل الانسانية إلى المناطق كافة ليتسنى انقاذ حياة السكان" إلى حين رفع الحصار عن المناطق كافة.
وأعلنت كل من موسكو وواشنطن ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري سيلتقيان في 20 كانون الثاني(يناير) في زوريخ لبحث الازمة السورية.
وكان مبعوث الامم المتحدة لسورية ستافان دي ماستورا اكد الاربعاء الرغبة في بدء مفاوضات السلام في 25 كانون الثاني(يناير) الحالي.
وكان مجلس الامن الدولي تبنى في منتصف كانون الاول(ديسمبر) 2015 قرارا ينص على خارطة طريق تشمل مفاوضات بين طرفي النزاع ووقف إطلاق نار وحكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا.
وبالتوازي مع ذلك أكد قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال ليود اوستين ان الهزائم التي مني بها تنظيم داعش في سورية والعراق ستدفعه على الارجح إلى ارتكاب اعتداءات جديدة كما حدث في بغداد واسطنبول وجاكرتا في الايام الاخيرة.-(أ ف ب)