وغاب محمد طمليه، الرحّالة الساخر

توسدك الموت وسلمك مفتاح الباب الخلفي للدنيا، ومضيت إلى حتفك حتى أطبق جفن الحياة على عينيك, فليست كل عين ترى ما تراه عيناك بين السطور يا سيد الكلمات الصعبة في الزمان الصعب المملوء بالخذلان. لن يقصّر مادحوك، فأنت ساحر الكلمات، وأنت لسان البلاغة في زمن الأفكار البكماء. ايها الرحّالة الساخر, مضيت مرة أخرى قبل أن يشب تمردك على الصور وعلى تماثيل الحياة وجنون البشر، وقبل أن ترى في المرآة وجه الأرض التي أحببت والأرض التي طالما لها اشتقت. البارحة يا محمد أقحموا حديدهم في بطن التراب ليبنوا لك بيتا... ظنوا انك نمت في الموت.... ولم يعرفوا كيف توسدك التراب ونام بين يديك المتعبتين، ولم يعرفوا كيف بانت نواجذك حين ارتاح اللسان. لم يعرفوا يا صاحب المتحمسين الأوغاد أنك ستسخر منا وأنت هناك... ولم يسألوك اين تريد البيت... وحي محمود درويش قد افسح لبيتك مكانا, وعلى بوابات الطريق ستجد مؤنسا وبدرا لك منتظرين. لعلك رحلت لنمشي في موكب كلماتك ونرى وحدة أحلامك, أيها المسافر، ويا الذي "لم ينم منذ قرون" قد صدقتَ حين قلتَ "لم ننجبل على الخطر... مع ان الخطر تحت الإبط". لن يقصر مادحوك ولكن... لا يتسع المقام إلا أن نعتذر من سخريتك، فقد نسيت تقصيرنا قبل رحيلك. سلام لك وعليك يا محمد ولا عزاء لكلماتك وحروفك المتمردة العزاء لصمتنا المخنوق ودمعنا السيّال. اضافة اعلان

[email protected]

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا