وفاة الطفل أبو رمضان مؤشر على خلل في ثقافة التشجيع

تشييع جثمان الطفل حسن أبو رمضان في مقبرة سحاب أمس - (من المصدر)
تشييع جثمان الطفل حسن أبو رمضان في مقبرة سحاب أمس - (من المصدر)
مهند جويلس – فاجعة أليمة هزت أركان المجتمع المحلي والوسط الرياضي فجر أمس، بعد وفاة الطفل حسن أبو رمضان (12 عاما)، وذلك بعد سقوط “طوبة” عليه أثناء احتفاله بالقرب من منزله وتحديدا في منطقة ماركا الشمالية، بعد فوز فريقه الوحدات على الفيصلي ببطولة الكأس. القبض على حدث تسبب بقتل آخر في ماركا هذه الحادثة الصعبة والغريبة من نوعها في الرياضة المحلية، جعلت المجتمع في حالة تذمر، نتيجة ايصال الرياضة إلى هذه المرحلة المتدنية، وبدأت بتوجيه أصابع الاتهام نحو الرياضة أنها السبب الرئيسي في تفرقة أبناء الشعب الواحد، وذلك بعد فقدان طفل لم يذق شيئا من حلاوة الحياة. وأصدر الأمن العام أمس بيانا أكد من خلاله بإلقاء القبض على الجاني، وجاء نص البيان كالآتي: قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، إن بلاغا ورد يوم أمس لمديرية شرطة شرق عمان بتعرض حدث يبلغ 12 عاما للإصابة بجسم راض “طوبة”، سقط عليه من إحدى البنايات أثناء وجوده بالشارع العام برفقة مجموعة من الأشخاص بغرض الاحتفال، وما لبث أن فارق الحياة. وأكد الناطق الإعلامي بحسب البيان، أنه على الفور شكل فريق تحقيقي خاص تولى متابعة التحقيق، وتمكن من خلال جمع المعلومات والأدلة من المكان، من تحديد هوية حدث يبلغ 16 عاما يشتبه بإلقائه الجسم ، حيث أُلقي القبض عليه واعترف بفعله، بدافع غضبه من نتيجة المباراة، وستتم إحالته للقضاء، لينال عقابه الرادع. وتابعت “الغد” فور وقوع الحادثة بالذهاب للمكان، حيث انتشرت القوة الأمنية عند الدوار الذي توفي عنده الطفل، من أجل رصد الأدلة وجمع المعلومات من شهود عيان على الحادثة، مثلما حرصت الأجهزة الأمنية على الذهاب إلى منزل والد الطفل الذي لا يبعد كثيرا عن مكان الاحتفال، وجمعت تفاصيل الواقعة من خلال صديقه الذي رافقه لحظة الخروج من المنزل تجاه “دوار ميامي”، مع حضور العشرات من جماهير الكرة الأردنية في ساعة متأخرة من فجر أمس لمواساة أهل الفقيد. وشيعت المئات أمس جثمان الطفل حسن من منطقة ماركا إلى مقبرة سحاب الإسلامية، وسط حضور عدد من محبي الكرة المحلية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة نادي الوحدات، التي عبرت عن أسفها لما حصل مع الطفل المغدور. وبدأت شرارة الاحتقانات بين جمهوري الوحدات والفيصلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسبوع واحد على انطلاقة المباراة التي أقيمت أول من أمس، وذلك من خلال كلمات الوعيد والتهديد من هنا وهناك استعدادا للمواجهة التي توصف دائما أجواؤها بالمشحونة، لتقرر الأجهزة الأمنية مع اتحاد الكرة بمنع حضور الجماهير حفاظا على سلامة أركان اللعبة. هذا الأمر، دعا جماهير الفريقين التزام بيوتها لمتابعة المباراة التي انتهت بفارق الركلات الترجيحية لـ “الأخضر”، إلا أن الفوز الثمين على المنافس التقليدي على الألقاب بالنسبة لجماهير الوحدات، جعلها تخرج من بيوتها احتفالا بالتأهل وإبعاد حامل اللقب عن البطولة في أكثر من منطقة بالمملكة، لكن العديد من الاحتفالات لم تكتمل بسبب مشاجرات مع جماهير الطرف الآخر، واعتداء متكرر على الممتلكات العامة. وبحسب العديد من المتابعين بأن ستاد الملك عبد الله الثاني في القويسمة، لم يعد آمنا لحماية الجماهير، رغم خوض مئات المباريات عليه منذ بنائه أواخر القرن الماضي، إلا أن التعزيزات الأمنية التي كانت حاضرة في المنطقة، قادرة على استقبال الجماهير ومغادرتهم دون حدوث أي مشاكل، وذلك بحسب شهادة الحضور من صحفيين ومسؤولين في اتحاد الكرة وغيرهم، وقرار حرمان الجماهير كان سببا في تأجيل المشكلة وليس حلها. ولم تعد القضية التي رافقتها الأحداث الرياضية مؤخرا قضايا رياضية بحتة، بل تعدت حدود الرياضة، في مؤشر خطير يتطلب حزما أكبر وتعاونا بين مختلف الجهات للحفاظ على الرياضة وأجوائها.اضافة اعلان