ولبيرت يوقع "تحول فنزويلا إلى اشتراكية القرن الحادي والعشرين"

المؤلف غريغوري ولبيرت خلال حفل التوقيع-(تصوير: ساهر قدارة)
المؤلف غريغوري ولبيرت خلال حفل التوقيع-(تصوير: ساهر قدارة)

عزيزة علي

عمان - يعد كتاب "تحول فنزويلا إلى اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، وصفا لتجربة فنزويلا في تطبيق الاشتراكية والديمقراطية الشعبية، وما استطاع الرئيس هوغو تشافيز عمله، وما إذا كان لتجربته في الحكم أن تستمر من بعده، أو أن تنتكس.اضافة اعلان
قال ولبيرت في حفل توقيع الكتاب، الذي أقيم أمس في مقر سفارة فنزويلا، بحضور القنصل الفنزويلي فيكتور مينزانرس: "إن فكرة الكتاب جاءت بسبب نقص المعلومات في وسائل الإعلام الخارجي عما حصل داخل فنزويلا من تحولات سياسية واقتصادية أثناء حكم تشافيز.
وحول ترجمة الكتاب الذي صدر عن دار "ورد الأردنية للنشر والتوزيع"، إلى اللغة العربية، أكد المؤلف أن الهدف هو اطلاع وتعريف القارئ العربي على فكرة الحكم في فنزويلا، وتقريب المسافة بين الشعوب العربية وشعوب أميركا اللاتينية.
وشدد ولبيرت على أن أهمية الكتاب الذي قام بترجمته بسام أبو غزالة تكمن في تقديمه التجربة الديمقراطية في فنزويلا، والتحولات التي حصلت فيها خلال حكم تشافيز، معتقدا أن كتابه يعرف القارئ العربي بشكل أوسع بهذه التجربة وهذه التحولات.
وأشار المؤلف إلى أن الكتاب يتحدث عن التحول الديمقراطي في فنزويلا، والسياسات الاشتراكية فيها، وسياسة الحكم وخاصة ما يتعلق بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث كانت الحكومة تتبع سياسات إبداعية تتجاور المؤسسات الرأسمالية وتعتمد على مشاركة المواطنين في تشكيلة واسعة من مؤسسات الحكم.
وبين ولبيرت أن التجربة الاشتراكية في فنزويلا مثيرة، لأنها تحاول معالجة الأخطاء التي وقعت فيها الدول الاشتراكية سابقا. فهي تحاول إشراك الشعب بأكمله فيما أسمته "الديمقراطية التشاركية"، بحيث يكون الشعب سيد القرار في البلاد، فلا يكتفي بمنح صوته لممثلين عنه، يقدمون له برامجهم أثناء الحملة الانتخابية، ثم يغيبون عنه أربع سنوات، فلا يكاد الشعب يعلم بما يفعلون أثناءها.
وقال ولبيرت إن فنزويلا في عهد تشافيز قطعت شوطا طويلا في طريق إرساء الديمقراطية الاقتصادية، وفي استفادة المواطنين هناك من عوائد النفط، حيث عمل تشافيز على خلق مجتمع تشاركي، لإرساء الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ويتناول الكتاب السياسات التي انتهجتها فنزويلا فيما يتعلق بالحكم ونظرته إلى القضاء والاقتصاد الاجتماعي، وصناعة النفط، وكذلك سياسة التعليم والصحة والإسكان، والضمان الاجتماعي، وملكية الأرض، وغيرها من السياسات المطبقة في البلد.
وقال ولبيرت إنه بعد كتابة هذا الكتاب في العام 2006، حدث الكثير في فنزويلا، فقد أعيد انتخاب تشافيز في أواخر العام بهامش فوز كاسح، وشكل حزبه اشتراكية جديدة. وقد وقعت أزمة مالية عالمية، وأقيمت أربعة انتخابات واستفتاءات، وقدمت حكومته كثيرا من البرامج والسياسات الجديدة، كما أصيب تشافيز بالسرطان.
ونوه المؤلف إلى أنه عندما كان يؤلف هذا الكتاب كان يعد لإعادة انتخابه في تشرين الأول (اكتوبر) في العام 2012، لكن ليس في كل هذا ما يغير جوهر العملية التي يطلق عليها أنصاره اسم "الثورة البوليفارية".
ويتناول الكتاب الذي جاء في ستة فصول جدلية الثورة المضادة والأصولية، وسياسة الحكم: الدستور والقضاء والجيش والديمقراطية التشاركية، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية وصناعة النفط، والسياسة الاجتماعية من خلال إصلاح ملكية الأرض والتعليم والصحة والإسكان والضمان الاجتماعي، والسياسة الخارجية في أميركا اللاتينية، كوبا، كولمبيا، الولايات المتحدة، العالم المتعدد الأقطاب، وأخيرا الفرص والعقبات والتوقعات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب الذي صدرت منه الطبعة الأولى باللغة الإنجليزية، وترجم إلى الإسبانية، تصدر اليوم طبعته العربية الثانية بهدف إفادة العالم العربي بهذه التجربة، والتعرف على التحول الذي حدث في بلد صغير يتطلع نحو القرن الواحد والعشرين.
وتحدث الكاتب الذي يزور الأردن لإلقاء مجموعة من المحاضرات في الجامعة الهاشمية، وغيرها من المؤسسات، عن مستقبل فنزويلا، مبينا أنها تتجه نحو المحافظة على أفكار تشافيز، وعلى تلك العلاقة القوية التي تربطه مع العالم العربي.
وأشار إلى الربيع العربي بالقول إنه يمكن أن يحقق أهدافه نحو الحرية والديمقراطية، مع الإشارة إلى الاختلاف في التجربتين، الفنزويلية والعربية، حيث إن فنزويلا كان لديها مشروع وطني كبير نحو إنقاذ الفقراء ومشاركتهم في الحكم.
واستهل القنصل الفنزويلي في عمان فيكتور مينزانرس المؤتمر بالحديث عن العلاقات الثقافية بين الأردن وفنزويلا، مبينا أنه يتم الاستعداد لإقامة معرض للفلكلور والتراث الخاص بالمرأة، بالتعاون مع مؤسسة نهر الأردن، إلى جانب إقامة مهرجان سينمائي لأفلام أميركا اللاتينية، في شهر تموز (يوليو) المقبل، وكذلك معرض حول متحف الفنون الفنزويلية، وغيرها من البرامج.

[email protected]