أفريقيا ستفوز بكأس العالم "في غضون 15-20 سنة" بحسب قول وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب الذي كان قد اقترب أكثر من أي مدرب آخر من تحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره.

اضافة اعلان

وتحت إشراف الركراكي، أصبح "أسود الأطلس" أول فريق افريقي يخوض مباراة نصف نهائي في كأس العالم، حيث خسروا أمام الوصيفة فرنسا.

ويعتقد المدرب، البالغ من العمر 47 عاماً، أنه سيتم تعزيز الوجود الأفريقي في المستقبل، من خلال وجود أكثر من خمسة ممثلين عن القارة، لأول مرة اعتباراً من عام 2026 فصاعداً.

وقال الركراكي: "في كأس العالم المقبلة، سيكون لدينا تسعة مقاعد تسمح لنا بتعلم المزيد".

وأضاف: "في غضون 15 إلى 20 عاماً، أنا مقتنع بأن فريقاً أفريقياً سيفوز بكأس العالم. لأننا سنعود في كل مرة ونتعلم المزيد وبالتالي سيكون لدى شبابنا كرة القدم الخاصة بكأس العالم في حمضهم النووي".

وكان لأفريقيا خمسة منتخبات في النهائيات منذ 1994 وهو توزيع أقل بكثير من أوروبا (13)، وفريق واحد أكثر من أمريكا الجنوبية التي لديها عدد أقل بكثير ويصبح لديها نفس عدد المنتخبات المنتخبات الأسيوية (عندما لا تستضيف القارة البطولة).

ومع ذلك، فإن حصة أفريقيا ستتضاعف تقريباً في عام 2026 ويمكن أن تصل إلى 10، إذا نجح أحد فرقها في اجتياز مباراة فاصلة لكأس العالم العابرة للقارات لتحديد الممثلين النهائيين.

وغالباً ما عانت منتخبات القارة للوصول إلى مرحلة خروج المغلوب وفشلت في تحقيق ذلك في 2018. ومنذ عام 1994، تجاوز منتخب افريقي واحد تلك المرحلة باستثناء تأهل فريقين في كل من 2014 و2022.

وقال اللاعب المغربي الدولي السابق: "مشكلتنا كفرق أفريقية، هي أنه لدينا خمسة مراكز فقط، وهذا يعني أن مصر لم تستطع المشاركة هذه المرة، ولا نيجيريا أو جنوب إفريقيا أو مالي وغيرها".

أضاف: "لذلك، في كل مرة، لأننا نواجه بعضنا البعض (للتأهل)، يكون الأمر أكثر تعقيداً (لبناء خبرات لكأس العالم)."

بعد خسارة المركز الثالث يوم السبت أمام كرواتيا، التي وصلت الى منصة تتويج المنتخبات الثلاثة الأولى في نصف عدد نهائيات كأس العالم الست التي خاضتها، قال الركراكي إن حضورهم المنتظم يساعد في تفسير هذا السجل الرائع.

وقال الرجل الذي فاز بدوري أبطال أفريقيا في وقت سابق من هذا العام: "(جوزيه) مورينيو، أثناء وجوده في مانشستر يونايتد، تحدث عن الحمض النووي للنادي، لكنني أعتقد أن هذا النوع من الأشياء موجود أيضاً لدى المنتخبات الوطنية".

وأضاف: "لماذا دائماً تكون المنتخبات الأوروبية (في المراحل الأخيرة من كأس العالم)؟ الكروات، لماذا هزمونا وحصلوا على المركز الثالث؟ لأن لديهم خبرة أكبر في هذا المجال، فهم دائماً يتأهلون لكأس العالم".

وتابع: "تتيح المشاركة في كل كأس عالم ولعب هذه الأنواع من المباريات مراراً وتكراراً، لك التعلم ويتعلم اللاعبون الشباب من ذلك. يتيح ذلك للاعبين العودة بشكل أقوى في المرة المقبلة".

وبعد عرض جدير بالثقة في مونديال 2018، الأول له منذ 20 عاماً، عاد المغرب هذا العام لتسجيل بطولات متتالية لأول مرة منذ 1994-1998.

في قطر، حقق المغرب تقدماً مذهلاً على الرغم من فوزه على ثلاثة من أفضل المنتخبات في العالم: بلجيكا (2) وإسبانيا (7) والبرتغال (9)، بينما تقدمت أيضاً على كرواتيا وصيفة عام 2018 في عدد النقاط دور المجموعات بعد تعادلهما.

وأضاف مدرب المغرب: "لقد اكتسبنا سنوات من الخبرة عندما سنحت لنا الفرصة للعب أمام كرواتيا مرتين في البطولة، وهي من بين الفرق الثلاثة الأولى في العالم".

وتابع: "أن تلعب مع إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبلجيكا وكندا، فهذا أمر غير عادي، كانت كلها مباريات كبيرة".

رحلة "غير عادية"

مشجعون مغاربة يحملون نسخة طبق الأصل من كأس العالم في قطر
مشجعون مغاربة يحملون نسخة طبق الأصل من كأس العالم، وهي كأس لم تحرزه إفريقيا قط، خلال رحلة المغرب التاريخية في قطر 2022.
بعد أن تلقى المغرب هدفاً واحداً في مرماه فقط في أول خمس مباريات له في قطر، تراجع المغرب بهزيمته 2-0 أمام فرنسا في نصف النهائي يوم الأربعاء، قبل خسارته 2-1 يوم السبت أمام الكروات.

وعلى الرغم من أن الركراكي أصيب بخيبة أمل شديدة بسبب الفشل في أن يصبح أول فريق أفريقي يصل إلى النهائي أو في المركز الثالث، إلا أنه يتوقع أن تقدر إنجازات فريقه الهائلة قريباً.

وقال: "نشعر بخيبة أمل ولكن عندما نستيقظ، سوف ندرك تماماَ ما حققناه".

وأضاف: "بعد النهائي، سنراجع الأحداث، وسندرك أن رحلة المغرب كانت استثنائية. سيكون هناك الآن المزيد من الضغط علينا".

ويتوقع المدرب تماماً أن بقية الفرق الكبرى في القارة ستخضع أيضاً لمزيد من التدقيق في المستقبل.

وقال: "سيكون هناك المزيد من الآمال المعلقة الآن على فرق أفريقية أخرى تسعى لتحقيق نفس الأداء الذي حققناه".

وأضاف: "أظهر المغرب أن (المنتخبات الأفريقية) قادرة وليست بعيدة (عن مستوى الفرق الكبرى)، لذلك فإن الفارق بين المنتخبات الأوروبية والأفريقية أصغر مما كان عليه في أي وقت مضى ويتعلق الأمر فقط بالتفاصيل الصغيرة للغاية".

وختم الركراكي: "سيكون ذلك بمثابة دفعة حقيقية لكرة القدم الأفريقية".