وليد قنديل .. رجل المهمات الدفاعية للوحدات والكرة الأردنية.. والأبرع بـ "الدبل كيك" والألعاب الهوائية

مصطفى بالو ومحمد عمّار

عمان - ذكريات لا تنسى من ذاكرة الرياضة الأردنية… زاوية تستحدثها "الغد"، وتعود اليها حنينا للزمن الجميل، لتقدم الى قرائها باقة منوعة من صفحات المبدعين والنجوم، إداريين ومدربين ولاعبين، تغلفها معاني الابداع والإمتاع والإقناع، عبر تاريخ طويل في المنافسات الرياضية، وتتوقف فيها عند أسماء أعطت وما تزال، وتسلط الضوء على مساهماتهم في دفع عجلة الحركة الرياضية، وتحقيق الانجازات الوطنية على صعيد أنديتهم والمنتخبات الوطنية.اضافة اعلان
الكابتن وليد قنديل، "أبولو" الوحدات والمدافع البارع في الكرة الأردنية، والشهير بالألعاب الهوائية، و"الدبل كيك" البديع والمريع، والذي توقفت "الغد" عند صفحات من ذكرياته الكروية التي لا تنسى، وتستعرضها من خلال هذه السطور، في زاوية "ذكريات لا تنسى".
"ابولو الوحدات"… متعدد الهوايات
موهبة رياضية بالفطرة، وهو المولود في عائلة رياضية تتحدث بلغة الإبداع، حيث شقيقيه مهندس العمليات الراحل جلال قنديل، والهداف نصر قنديل، وهو المولود في العام 1960، وسرعان ما نمت موهبته في تربة رياضية خصبة، ليأسر ألباب معلمي الرياضة في مدرسته، وسرعان ما عرف بتميزه عن أقرانه برشاقته وسرعته وإجادته الألعاب الهوائية وأبرزها "الدبل كيك" بطريقة جنونية، وهو الذي تميز بعدد من الألعاب الرياضية، حيث كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة السلة، كرة الطاولة، العاب القوى، والجماز، ليتم رفد فريق المدرسة في تلك الألعاب التي أبدع في ممارستها، وشكل رقما صعبا في المنتخبات المدرسية والوطنية في تلك الحقبة الزمنية.
وقدمت موهبة وليد قنديل سريعا الى فرق الفئات العمرية في نادي الوحدات في الكرة الطائرة وكرة القدم، ليشق طريقه باقتدار الى صفوف الفريق الأول باللعبتين، وإن أخذته كرة القدم في دروب سحرها، ليشارك فريق الوحدات الأول، وهو ابن الـ16 ربيعا،-وقبلها بعام لعب لفريق الوحدات للكرة الطائرة-، وتم ثبيته في مركز قلب الدفاع، الى جانب مصطفى أيوب خلفا للمدافع يعقوب ذياب، الذي دفعته الإصابة لاعتزال الكرة، وسرعان ما شكل قنديل وأيوب ثنائيا دفاعيا لا يتكرر، وعرف قنديل بتميزه بالسرعة والألعاب الهوائية، وتأديته "دبل كيك" لفتت اعجاب الكثيرين، وهو الذي قدم شهادة اعتماد هذه الحركة "ماركة" مسجلة له، عندما سجل أول أهدافه في أول مباراة رسمية أمام الحسين إربد في موسم 1976.
ألقاب وحداتية
وعايش الفذ وليد قنديل أجيالا وحداتية منذ العام 1976 إلى 1988، وسنحت لـ"أبولو"-وهو اللقب الذي أطلقه عليه الراحل الأب الروحي للوحدات سليم حمدان-، اللعب الى جانب شقيقيه نصر قنديل والراحل جلال قنديل في نهاية السبعينيات، وشكل علامة بارزة في الدفاع الوحداتي الى جانب زميله مصطفى أيوب، بقدرات دفاعية فائقة وأكملا بعضهما البعض في ظل تفاهم وانسجام قل نظيره، ليشكلا السد المنيع أمام حارس المرمى البارع باسم تيم، سواء على صعيد فريق الوحدات أو المنتخب الوطني، وتشهد له الأجيال الوحداتية أنه من أفضل مدافعي الوحدات على مر التاريخ، ولعل السابقة في حياته الوحداتية، تتويجه بدوريي كرة القدم والطائرة مع الوحدات في موسم 1980.
وتواجد البارع وليد قنديل إلى جانب أسماء وحداتية كبيرة، لاسيما باسم تيم، مصطفى أيوب، ماجد بسيوني، بكر جمعة، خالد سليم، مظفر جرار، وليد خاص، نصر قنديل، جلال علي، غسان جمعة، نادر زعتر، غسان بلعاوي، جلال علي، عبدالكريم الشدفان، يوسف العموري، رائد عساف، ابراهيم سعدية، جهاد عبد المنعم، وغيرهم من الاسماء الخالدة في ذاكرة الكرة الأردنية وجماهير الوحدات، وشارك الفريق رحلة الصعود والهبوط، قبل أن يصعد المرة المرعبة بطلا لدوري الدرجة الثانية 1978، وكان المدافع وليد قنديل ضمن الكتيبة الوحداتية التي جلبت كأس الدوري الأول للوحدات في موسم 1980، وامتداد "المارد الأخضر" بطوفانه الجماهيري الى المدرجات، وفرض الوحدات نفسه قطبا مهما في الكرة الأردنية، وما تزال بصماته خالدة على كؤوس وحداتية مهمة، لاسيما لقب درع اتحاد الكرة، وكأس الأردن العام 1982، وكذلك بطولة درع اتحاد الكرة 1983، وكأس الأردن العام 1985، والتتويج بلقب الدوري للمرة الثانية في تاريخ الوحدات العام1987، وكذلك لقب كأس الأردن العام 1988، ولقب درع اتحاد الكرة العام 1988.وكان آخر عهد للقنديل وليد بملاعب الكرة العام 1988، وقرر وقته اعتزال الكرة فيما ما يزال ومساهماته حاضرة في هتافات الجماهير الخضراء، والتاريخ الوحداتي الكبير، مسجلا حضوره الكروي الكبير في اعتزال الكباتن خالد سليم، وتوج ايضا القنديل وليد مع فريق الوحدات بألقاب الكرة الطائرة، للمواسم 1974، 1978، 1980، و1982.
وفاء وحداتي
عرفت عائلة "القناديل الثلاثة" بوفائها للوحدات، وهو لم يكن مستغربا في حياة وليد، حين دافع عن ألوان الوحدات سواء على صعيد كرة الطائرة أو كرة القدم، وللكابتن وليد قنديل الكثير من المواقف التي تعج بالوفاء والانتماء لنادي الوحدات، وما تزال حاضرة في ذكريات محبي ومتابعي الوحدات، حيث تعرض وليد قنديل لكسر بيده في مباراة إياب دوري 1982 أمام الفيصلي، ورفض أن يتم استبداله وأكمل المباراة ببسالة وفدائية كبيرة، ورفض أن يغادر الملعب وغرق في بكائه، حين تعرض الوحدات للخسارة أمام الجزيرة بنتيجة 0-2، وكان وقتها مكلفا بمراقبة هاني صبحا الذي سجل أحد الهدفين، واعتبر نفسه مقصرا في أداء واجبه واحد أسباب الخسارة، وما تزال الجماهير تتغنى بموقفه المنتمي للوحدات، عندما كان قائدا لفريق الوحدات موسم 1983، ورفض تغيير زي الوحدات أمام الرمثا الذي حضر بزيه الأخضر، مؤكدا الوفاء والانتماء للقميص الأخضر وشعار نادي الوحدات.
مسيرة وطنية
"القنديل" وليد، صاحب مسيرة وسيرة وطنية حافلة بالعطاء للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، وهو الذي قدم نفسه بموهبته الفذة والساحرة، ومثل منتخبات المدارس في بطولات العاب القوى والجمباز المحلية والعربية، وتواجد ايضا ضمن صفوف المنتخب العسكري في كرة القدم وكرة الطائرة وألعاب القوى خلال الفترة من 1984-1986 -اثناء تأديته خدمة العلم-، وتواجد القنديل وليد عن جدارة واستحقاق في صفوف المنتخب الوطني بالكرة الطائرة خلال الفترة من 1975-1990، وشاركه العديد من الاستحقاقات العربية، وبذات الوقت قدم الكابتن وليد قنديل ابداعاته، وتواجد ايضا المدافع الصلب وليد قنديل ضمن صفوف منتخب الشباب خلال الفترة من 1976-1978، ونال شرف الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خلال الفترة من 1976-1988، ورافق أسماء كبيرة في صفوف منتخب الوطن لاسيما باسم تيم، خالد سليم، محمد اليماني،، ابراهيم سعدية، توفيق الصاحب، ميلاد عباسي، نادر زعتر، حسام سنقرط، زيد الشرع، فائز بديوي، جلال علي، نارت يدج، جهاد عبدالمنعم، عصام التلي، باسم مراد، خالد سعيد، عصام التلي، سامي السعيد، راتب الداود، يوسف العموري ورائد عساف، وشاركه التصفيات الآسيوية 1982، 1986 و1988، وشارك المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 1986، وشارك في التصفيات الأولمبية العام 1984.
لحن الوداع
وعزف القنديل لحن وداع "المستديرة العام 1990، بعد رحلة طويلة وزاهرة بالانجازات لطائرة وكرة الوحدات والكرة الأردنية، تاركا اسمه ورقمه "3" وأداءه الساحر خالدا في الذاكرة الكروية، ليتجه بعدها الى ميدان التدريب، حيث تواجد في أكثر من مرة مدربا للفئات العمرية في نادي الوحدات، وخاض تجارب أخرى لاسيما في نادي مخيم حطين، وحاول أن يقدم خدماته، وعصارة فكره وتجربته الكروية في إدارة نادي الوحدات، وكان رقما صعبا في عدة دورات انتخابية، وعين قبل عدة سنوات مديرا لنادي الوحدات، إلا أنه آثر الابتعاد لظروف خاصة به، الا انه ما يزل قلبه ينبض بحب الوحدات والكرة الأردنية، وقريبا من رفاق دربه من خلال فريق قدامى لاعبي الوحدات، والذي يشاركه مناسبات عديدة من خلال لقاءات مع نجوم عصره، حيث تواجد في الموسم قبل الماضي في أكبر تظاهرة وأمسية رمضانية لنجوم الكرة الأردنية، نظمها نادي حطين قبل سنتين، ومواصلا العطاء لرفاق الدرب من خلال رابطة نجوم الزمن الجميل ورابطة اللاعبين الدوليين، ويعود التاريخ الكروي ليؤكد نيل "أبولو" العديد من عروض الاحتراف خلال مسيرته الكروية، من قبل العديد من الأندية المحلية، كما تلقى عدة عروض من مصر والعراق، وبعد الاعتزال تم العرض عليه للعب مع أحد الأندية المنافسة، ولكنه رفض الأمر نهائيا، لعشقه لنادي وجماهير الوحدات.