يانغ: منطقة الشرق الأوسط تمتلك التقنيات الرقمية اللازمة لدعم تقنية الجيل الخامس

تشارلز يانغ، رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط،
تشارلز يانغ، رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط،

إسراء الردايدة

 دبي- بالرغم من الحملة التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية ضد هواوي ودعاوى لمقاطعتها، لكن أعمال هواوي وتوسعها حققت أرباحا وتوسعا كبيرا في 2020 بحسب تشارلز يانغ، رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط، أشار للدور الهام في الاستثمارات بالبنية التحتية الرقمية الذي تنشط به حالياً العديد من دول المنطقة، كأساس محوري لإجراء التحول الرقمي المطلوب وتوفير العديد من الفرص  الجديدة المميزة للشركات والأفراد، خصوصاً خلال الفترة الحالية وضرورات دعم جهود التعافي الاقتصادي من آثار الأزمة التي فرضها تفشي الجائحة.

اضافة اعلان

وأشاد تشارلز يانغ بخطط واستراتيجيات العديد من دول المنطقة في مجال الاستفادة من التقنيات الحديثة ونشر شبكات الجيل الخامس بالتحديد وقال بأن هناك دول في المنطقة مؤهلة لتكون مرجعاً على المستوى العالمي لنشر شبكات الجيل الخامس والاستفادة من التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والسحابة الالكترونية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

هواوي والأمن السيبراني

 يانغ ومن خلال مقابلة صحفية له في ختام الدورة الأربعين من أسبوع جيتكس للتقنية 2020،  فعالياته بين إجابة على سؤال طرحته الغد أنه فيما يتعلق بالحرب التجارية الجارية بين الصين والولايات المتحدة ، والمحاولات الأمريكية لوقف إطلاق التكنولوجيا  تقنية الجيل الخامس  من خلال هواوي ، كانت الشركة قادرة على تشكيل شراكات رئيسية مع مختلف الدول الأوروبية والعربية .

 وأكد "يانغ " أنه :" راض جدا عن إنجازاتنا ونتائجنا في دول الشرق الأوسط وأوروبا وعالميا ، على الرغم من الضغط من الولايات المتحدة، مبينا أن هذه النتائج العظيمة تتحقق بفضل ثقة عملائنا وجهودنا المتواصلة في الأعوام الماضية".

  وفي حين أن هواوي أنشات خلال السنوات 30 الماضية آلية فعالة وصارمة لضمان أمن الفضاء الحاسوبي، فإن عدد من منتجاتها التي تعمل بتقنية الجيل الخامس 5G، حاصلة على شهادات أمنية متعددة من طرف ثالث ، وأصبحت هواوي أول شركة تحصل على شهادة CC EAL4  لمنتجات الجيل الخامس.

 ولفت يانغ إلى أن الشفافية والانفتاح اللذين أظهرتهما هواوي على مدى السنوات الماضية قد بنيا الثقة في الصناعة أيضا.

وذهب إلى أن  مركز الشفافية الأمنية الإلكترونية افتتح في مارس 2019 في بروكسل، هو مثال جيد جدا. حيث يعتبر هذا المركز  منبرا للتبادل بين الحكومات والمنظمات والخبراء التقنيين والرابطات الصناعية والمنظمات الموحدة. وتم أيضا التواصل مع عملاء هواوي من خلال مركز ابتكارات مشترك للجيل الخامس ودحض أي مخاوف متعلقة بشأن الأمن السيبراني من هواوي.

كورونا وأثرها على توسع تقنية الجيل الخامس

وفي تعليق ليانغ على سؤالا آخر  للغد عن  الحاجة لشبكات أكثر موثوقية في ظل وباء كوفيد-19 خاص أن تقنية الجيل الخامس كان من المفترض أن تتوسع بشكل أكبر لكن الوباء أوقفها في عدة دول، علق قائلا:"  أعتقد ان انتشار تقنية الجيل الخامس  G على الصعيد العالمي لم يتباطأ بشكل خاص في منطقة البحر الأبيض المتوسط بسبب حقيقة أننا بحاجة إلى مكافحة فيروس كورونا ، ونحن بحاجة إلى إنعاش الاقتصادات الوطنية للبلدان الواقعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وقد تم بالفعل تسريع الانتشار لتقنية الجيل الخامس هذا العام.

وذكر مثالا ان بعض البنوك في الكويت وفي فترة الإغلاق الشامل كانت تعمل من خلال شبكات الجيل الخامس المنتشرة وتصل للمواطنين من خلال بنك متنقل لتلبي ايجتاجاتهم وسط نمو دمات الطلب عبر الانترنت والدفع وغيرها.

وذهب إلى أنه وخلال وباء كورونا وفترات الإغلاق أيضا في كل العالم اعتمد كثير من الناس على خدمات التعليم والمؤتمرات عبر الانترنت وحتى العمل من المنزل، فضلا عن خدمات الترفيه ، وستحتاج جميع هذه السيناريوهات إلى دعم  خدمات الجيل الخامس لتخفيف ضغط الشبكة. لهذا السبب نعتقد أن هذا الوباء عجل الحاجة لنشر هذه التقنية والتوسع بها.

وأضاف :" نرى أن بلدانا عديدة أدركت أن قيمة تقنية 5G  فهي تؤدي دورا كبيرا في مساعدة الإغاثة الوبائية وتحفز نمو الاقتصاد. وقد عززت المزيد من البلدان والاقتصادات استثماراتها في الهياكل الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أمل أن ينعش النمو الاقتصادي ويعززه بما يعود بالنفع على المزيد من الصناعات والمزيد من الصناعات.

 ولفت  تشارلز يانغ إلى أن هواوي وخلال فترة الوباء في منطقة الشرق الأوسط  بذلت قصارى جهدها لمساعدة جميع البلدان في منطقة البحر الأبيض المتوسط على الإسراع بنشر شبكات الجيل الخامس وضمان جودة الشبكة حتى تتمكن الحكومات والمنظمات والأفراد من الاتصال على نطاق واسع بهذه الشبكات ومكافحة الوباء.

وأكد يانغ أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك التقنيات الرقمية اللازمة لدعم مسارات العمل على مواجهة آثار الجائحة، حيث كانت دول المنطقة في مقدمة البلدان التي وفرت البنية التحتية الرقمية التي تضمن شبكات اتصالات وتقنية معلومات مستقرة ومتطورة، خصوصاً الدول التي كانت سباقة في نشر شبكات الجيل الخامس.

وقال يانغ: "ساهمت البنية التحتية للاتصالات في تمكين العديد من الدول من مواكبة الحجم المتزايد للبيانات التي يتم نقلها عبر الشبكات بسبب الانتقال إلى التعليم والعمل والتسوق وتوفير الخدمات الصحية عبر الإنترنت".

وسلط يانغ الضوء عن أهم محاور أعمال هواوي في 2020، موضحاً بأن الشركة راضية عن أدائها في المنطقة باعتبارها سعت بكامل ثقلها للمساهمة في توفير حلول تقنية المعلومات والاتصالات اللازمة وذات القيمة المضافة خلال فترة الجائحة بحسب أولويات كل سوق، وعملت على دعم جهود مشغلي الاتصالات والهيئات والمؤسسات الحكومية لتلبية الاحتياجات المتزايدة على التقنيات الرقمية وشبكات الاتصالات السريعة والمستقرة بغية ضمان استمرار التعليم والعمل عن بعد والعديد من النشاطات الحيوية الأخرى، وتوفير البدائل على ضوء الواقع الجديد.

توسع شبكة الجيل الخامس في الشرق الأوسط

بحسب يانغ فإن منطقة الشرق الأوسط تمتلك التقنيات الرقمية اللازمة لدعم مسارات العمل على مواجهة آثار الجائحة، حيث كانت دول المنطقة في مقدمة البلدان التي وفرت البنية التحتية الرقمية التي تضمن شبكات اتصالات وتقنية معلومات مستقرة ومتطورة، خصوصاً الدول التي كانت سباقة في نشر شبكات الجيل الخامس.

وقال يانغ: "ساهمت البنية التحتية للاتصالات في تمكين العديد من الدول من مواكبة الحجم المتزايد للبيانات التي يتم نقلها عبر الشبكات بسبب الانتقال إلى التعليم والعمل والتسوق وتوفير الخدمات الصحية عبر الإنترنت". ونوّه إلى أن حجم البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الاتصالات في الشرق الأوسط ازداد بنسبة وصلت إلى 40% على مدار العام الحالي.

وذكر ضمن السياق ذاته بأن دراسة قام بها خبراء من شركة مكينزي في الصيف الماضي خلصت إلى أن الاعتماد على التقنيات الرقمية في إنجاز الأعمال بسبب تفشي الجائحة ازداد على مدار ثمانية أسابيع بنسبة تعادل ما يتم تحقيقه في خمسة أعوام.

 وأكد يانغ على أهمية العناية القصوى بمسألة تمكين المواهب المحلية لدول المنطقة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات لإعداد كوادر وطنية قيادية مستقبلية مؤهلة لمواكبة مستجدات التكنولوجيا المتسارعة والاستفادة من التقنيات الحديثة كالجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والحوسبة في تحقيق أهداف الخطط والاستراتيجيات والرؤى الوطنية الطموحة للعديد من دول المنطقة.

 وأوضح بأن التقنيات الحديثة ستسهم في توفير فرص عمل كثيرة وفرص جديدة مميزة للأعمال والمجتمعات في المنطقة.

وقال يانغ: "تعاونّا مع العديد من الشركاء في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، حيث أدركنا أهمية تنمية المواهب التقنية ليس لدعم القطاع التقني فحسب، بل لدفع عجلة التحول الرقمي في المنطقة". لذا، ساهمت هواوي في تنمية ورعاية 100.000 موهبة من مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط وتدريب الخبراء المحليين على ابتكار الحلول المخصصة لسيناريوهات محددة على مدار الأعوام العشرين الماضية.

ما يجب قوله أن هواوي تعمل بجد من اجل توسعة رقعة تقني الجيل الخامس عالميا، حيث بات من الحيوي والضروري أن يتعاون القطاعين العام والخاص في مجال إعداد الكوادر البشرية التقنية في إطار بناء النظام الإيكولوجي الشامل والمتكامل للاتصالات وتقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، والذي يجب أن يبدأ بالعناية الفائقة ببناء النظام الإيكولوجي للمواهب التقنية التي تعتبر اللبنة الأساسية لتحقيق التنمية والتطور المطلوب بالاستفادة من التكنولوجيا بعقول وأيادي محلية.

والطريق الأمثل للقيام بذلك  بحسب يانغ هو بناء جسور التعاون والشراكة والعمل المنفتح بين كافة الأطراف ذات الصلة من القطاعين العام والخاص من مشغلين للاتصالات والهيئات الحكومية المعنية والجامعات والمعاهد المتخصصة.

 وإن تم ذلك على أكمل وجه، لا شك أن دول منطقة الشرق الأوسط ستجني ثمار التحول الرقمي في اجمل صورها وتكون مثالاً يحتذى به. والمبشر في الأمر بأن تجاربنا في هذا المجال تشير على أن كافة دول المنطقة في موقع جيد جداً لتحقيق ذلك باعتبار أن الكوادر البشرية في دول المنطقة تتمتع بمواهب ومهارات ذات مستوى رفيع، استطاعت المنافسة وتحقيق التميز على المستوى الدولي في العديد من البرامج والمسابقات كمسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات الذي فاز بالعديد من نسخها السنوية طلاب من جامعات عربية"

 كما أن هواوي تحمي ريادتها التقنية في ظل التحديات الحالية التي تواجه الشركة، حيث ستستثمر ما يصل إلى 100 مليار دولار تقريباً في مجال البحث والتطوير التكنولوجي على مدار الأعوام الخمس القادمة.

  فيما تتمثل أولويات 2021 في كل بلد بمواصلة العمل على مكافحة آثار الجائحة في إطار إعادة الانتعاش الاقتصادي واستمرار العمل على إنجاز مشاريع التنمية.

كما ينبغي أن تهتم الدول بتعزيز قيمة مشاريعها للشركات والأفراد على المدى الطويل بالاستفادة من التقنيات الحديثة التي أثبتت جدارتها في دفع عجلة تطوير كافة القطاعات والصناعات، خصوصاً في مجال نشر شبكات الجيل الخامس ودمجها بفوائد ومميزات الذكاء الاصطناعي والحوسبة لتعزيز قدرات الاتصال وخفض مستوى النفقات التشغيلية ورفع كفاءة وجودة الأعمال وتوفير خدمات وحلول عصرية للأعمال والشركات ترتقي لطموحات الحقبة الرقمية التي نمر بها".