يا فؤادي

تشكو عنود من مشكلة منذ وقت طويل يتعدى عمرها عشرة أعوام، حيث تقول: أنا إنسانة متوسطة الجمال، بدأت مشكلتي أول فترة المراهقة إذ بدأت أبتعد عن الناس لقلة ثقتي بنفسي وشعوري بأني غير جميلة فدائمة البكاء ولا أعلم كيفية التصرف والتحاور مع الآخرين.اضافة اعلان
وتتابع: بدأت المشكلة بالتفاقم بعد ظهور حب الشباب في وجهي بشكل فظيع وصرت أكره شكلي ووجهي مليء بالشعر فلم أكن اشعر بأنوثتي خصوصا عندما اقارن نفسي بزميلاتي في المدرسة. إلا أن الوضع تغير عندما تزوجت برجل أجمل مني لكنه لم ير انني غير جميلة على العكس كان دائم المديح لي، ما جعلني أشعر بثقة كبيرة بنفسي إلى أن انجبت ابنتي الأولى والجميلة جدا وبدأت الانتقادات من عائلة زوجي وأمه على التحديد أن طفلتي أظهرت قبحي وأن جمالها يعود لجمال والدها وأهله فعدت من جديد أكره نفسي وأصبحت اكثر انطوائية.

إن ما تعيشه هذه السيدة صعب جدا، لكن الانسان لا يستطيع تغيير من حوله ويستطيع أن يغير ذاته وكيفية تفكيره، والتغيير يبدأ من الداخل دائما.
فالكثير من الناس يحبون الحديث ومتابعة الآخرين وأخبارهم والمقارنة بينهم وفي المقابل لا نستطيع اسكاتهم، بل ولو حاولنا ذلك لزدنا النار حطبا وجعلنا لهم قصصا جديدة يتحدثون بها، بينما بتجاهلهم وإظهار عدم المبالاة بما يقولون سيكفون عن الحديث في ذلك لأنه لم يجدوا صدى يعود عليهم بقصص إضافية.
أما من جانبك فكما فعلت من قبل حين تجاهلت ما يقوله الناس وانشغلت بحياتك وذاتك فأنت الآن قادرة على أن تفعلي كالسابق، وستجدين أنك تزدادين ثقة ورضا فالجمال الحقيقي هو جمال الروح فكم من جميلة غير مقبولة من الآخرين، واعلمي أن الله قد قسم الأرزاق بين عباده، فمنهم من رزق بالجمال ومنهم باللطافة، وآخرون بالعلم.
وتأكدي أن الثقة بالنفس عنصر مهم للجمال فهي تدعم الشخصية وتبرز الإيجابيات وتجعلها مميزة بين الآخرين. كما أن الجمال نسبي ولا يتفق الجميع عليه، فلكل ما يناسبه منه، ولا تجدي أنثى إلا وقد حباها الله ببعض الجمال والجاذبية في خلقتها ومهما بلغ الرجل من الحسن لا يقارن بالأنثى.
لذا فإنك تستطيعين إبراز جمالك بأبسط الطرق كالعناية بالنظافة وترتيب المظهر مع العناية بشخصيتك وتنميتها والترفع عن كل ما يقال، فأنت الآن أقوى من السابق وأنضج وتقدرين أن تتجاهلي ما يقال بل وأن تسكتي الجميع بقولك أنا أفتخر بكون ابنتي تشبه والدها، نعم فوالدها زوجك وبذلك سيلتزم كثيرون الصمت ممن يتحدثون لغايات في نفوسهم.