يا فؤادي

 الدكتورة حنين جرار               اختصاصية الطب النفسي للأطفال

تقول شادية وهي أم لأربعة أطفال إنها اعتادت منذ وقت طويل إخافة أطفالها من الشرطي مثلا أو الدكتور، مع يقينها بأن هؤلاء الأشخاص يجب أن تكون صورتهم إيجابية أمام الأطفال، فهم في النهاية يقومون بأعمال جيدة تسهم في حماية الأطفال سواء من الأمراض أو من المضار الاجتماعية.اضافة اعلان
وترى أن تقارب أعمار أبنائها يجعلها تتغلب في مجاراتهم ومتابعتهم، وبالتالي عندما يقدمون على تصرف خاطئ فإنها تلجأ لإخافتهم من أمور يخافون منها وتسبب لهم الرعب، ومن ثم التراجع عن التصرفات، إلا أن ذلك قد يكون للأطفال الذين تقل أعمارهم عن الست سنوات، وتتساءل هل هذه الطريقة مناسبة لردع الأطفال عن الأخطاء، أم لا، إذ إن ابنتها ذات الأربع سنوات أصبحت الآن تشعر بحالة فزع شديد عند رؤيتها للشرطي أو الطبيب.

إن مثل هذه الطريقة تعد غير مناسبة لتربية الطفل لما لها من تأثيرات نفسية "غير دائمة" على الطفل، إذ إن الأم عادةً ما تقوم بتخويف ابنها من أمور هو بحاجة لها في عمر الطفولة كما في تخويفه من الطبيب أو الإبرة أو حتى الشرطي.
وعلى سبيل المثال فإن الإنسان في عمر الطفولة يحتاج إلى زيارة الطبيب بشكل مستمر وبحاجة إلى المطاعيم التي تقيه من الأمراض، ففي حال قامت الأم بتخويف ابنها من الطبيب والإبرة فإنها بذلك تخلق لديه حالة نفسية متناقضة، فكيف له أن يذهب للطبيب طوعاً، وهو في الوقت ذاته مصدر خوف وقلق لديه.
هناك الكثير من الحالات لا يستمر تأثيرها النفسي إلى أعمار متقدمة، ولا يمكن تعميم الاستمرارية في ذلك، إلا أن بعض الحالات يمكن أن تستمر فيها حالات الخوف والرعب لدى بعض الأشخاص، فالشخص البالغ العاقل لا يمكن أن يستمر خوفه من الشرطي مثلاً أو من الطبيب.
وبالتالي، يجب على الأمهات ضرورة مراعاة احتياجات الطفل ونفسيته لأنها تؤثر على سلوكه وردود أفعاله، ومن الطرق المثلى لمعاقبة الطفل وردعه عن التصرفات الخاطة، الحرمان مما يحبه الطفل عقاباً على الخطأ، وهي من الطرق الناجحة والتي يمكن أن تربي الطفل ولا تؤذي نفسيته في ذات الوقت.