يا هرتسوغ اصح

هآرتس أسرة التحرير 15/1/2023 "منتخبو الجمهور ومواطنو اسرائيل من كل الطيف الجماهيري والسياسي، علينا أن نهدئ الخواطر ونخفض مستوى اللهيب". هذه هي رسالة رئيس الدولة اسحق هرتسوغ لاعلان الحكومة الجديدة الحرب على السلطة القضائية. " أنا واع للاصوات التي تنطلق من هنا ومن هناك. في الايام الاخيرة اعمل واجري محادثات مع جهات عديدة، وافعل كل شيء بهدف عقد حوار محترم واحترامي، على أمل الوصول الى تفاهمات واسعة قدر الامكان". مع سماع هذه الاقوال لا يمكن للمرء الا ان يتساءل هل يتابع هرتسوغ الواقع السياسي في الاسابيع الاخيرة. باسم الرسمية، التي تترجم لدى هرتسوغ الى جلسة منقطعة على الجدار واطلاق شعارات عن التماثل الوهمي، فان الرئيس – في رده المدحوض، يعطي يدا لسحق "الرسمية" نفسها. اذا لم يكن هرتسوغ يفهم بان هذا ما يفهم من اقواله فليتفضل ويرينا كيف ترجمها نتنياهو. "في دولة ديمقراطية لا يعتقل رؤساء المعارضة، مثلما لا يدعى وزراء الحكومة نازيين، لحكومة يهودية الرايخ الثالث وللمواطنين للخروج الى عصيان مدني"، قال ردا على اقواله. بكلمات اخرى، تحدث عن "متطرفين من الطرفين". هذا تلاعب كاذب. فالتجربة تفيد بان التحريض والعنف السياسي في اسرائيل كان منذ الازل طريق باتجاه واحد: من اليمين الى اليسار. من رئيس الدولة متوقع أن يقول للجمهور رأيه الحقيقي عن "اصلاح" وزير العدل يريف لفين. هذا واجبه تجاه مواطني اسرائيل وتجاه الدولة. على هرتسوغ أن يحطم الكذبة التي ينشرها اعضاء حكومة نتنياهو على الجمهور، بان هذه زعما خطة تسعى لاصلاح مشاكل في جهاز القضاء – في الوقت الذي هي فيه خطة لهدم ثوري. لشدة المفارقة التاريخية بروح الاممية حقا: "عالم قديم مقاطع حتى الاساس". كيف يمكن الحفاظ على الحيادية في الوقت الذي تشرع فيه رئيس السلطة القضائية بان "معنى الخطة هو تغيير تام للهوية الديمقراطية للدولة"، وحين تقول علنا، بشكل لا يقبل التأويل، ان الهجمة على السلطة التي تترأسها هي "هجمة غير ملجومة" وكأن بجهاز القضاء هو عدو يجب الانقضاض عليه وسحقه"؟ هل اشترى هرتسوغ الدعاية الحقيرة لوزير العدل ورفاقه ويعتقد هو ايضا بان حايوت تمثل، بهذه الكلمات القاسية، اليسار؟ اذا لم يصحُ هرتسوغ بسرعة، يعترف بالواقع ويجند كل ثقل مؤسسة الرئاسة لانقاذ دولة اسرائيل من ائتلاف غير ملجوم، ترجم التفويض الذي اعطاه له الجمهور كضوء اخضر لتفكيك الدولة، فسيذكر رد فعله الهزيل الى الابد.اضافة اعلان