يتسولون ويتوسلون!

خالد خطاطبة مشهد مؤلم أن ترى إدارات أندية في دوري المحترفين لكرة القدم، تلهث وراء لاعبين ومدربين مشتكين، لتتوسل إليهم وتحاول إقناعهم بتخفيض قيمة مطالبهم المالية، أو الموافقة على تسويات للحصول على مستحقاتهم وفق آلية معينة، تمهيدا لرفع عقوبة الحرمان من تسجيل لاعبين جدد، قبيل انطلاق مرحلة الإياب من الدوري. في المشهد العام لكرة القدم الأردنية، وتحديدا في هذه الأيام، يبرز مشهد هرولة الأندية لرفع عقوبة الحرمان، من خلال التوسل للمشتكين؛ لاعبين ومدربين، للتنازل عن الشكاوى وفق تسوية مالية، أو تأجيل شكاواهم لفترة مقبلة (ترحيل أزمات). في المشهد العام أيضا للكرة الأردنية، تبرز ظاهرة تسول بعض الأندية، بحثا عن آلاف الدنانير وربما المئات، لتسيير أمور فريق الكرة، في ظل الأزمة التي تعيشها أغلب الأندية، وبالرغم من ذلك تقبل تلك الإدارات على صفقات وتعاقدات بمبالغ مالية كبيرة، تنذر بمستقبل أسود في حال لم تتمكن الأندية من سداد تلك المصاريف.. وهو المشهد المتوقع لاحقا. مشهد التوسل والتسول في أندية محلية، قد يوحي للبعض، أن الأندية أعلنت توبتها عن الأخطاء التي اقترفتها إدارات سابقة وحالية، وأنها مقبلة على توبة نصوح، يتبعها تصحيح المسار والاستفادة من أخطاء الماضي، لتأتي فترة انتقالات اللاعبين الحالية وتثبت العكس، بعدما أقبلت الأندية (التي تشتكي الفقر)، على إبرام صفقات وتعاقدات مع لاعبين محليين وأجانب وبأسعار مبالغ فيها، وكأن تلك الأندية تعيش في بحبوحة مالية. مشهد التعاقدات المبالغ فيها عند بعض الأندية، يوحي بتكرار سيناريو الموسم الحالي؛ حيث التوقعات بموسم مقبل ترتفع فيه أعداد الأندية المحرومة من التسجيل، وتكثر فيه الشكاوى، وتنشط فيه ظاهرة التوسل للمشتكين من أجل تخفيض سقف مطالبهم المالية. المتابعون يرون أن الأندية لم تستفد من أخطاء الماضي، بل تبحث عن حلول لحظية، تمهيدا لترحيل الأزمة لإدارات مقبلة.. والتوقعات ترجح أندية مثقلة بالديون في قادم الأيام، خاصة إذا ما ظلت تلك الأندية تعتمد بشكل رئيسي على ما يصلها من اتحاد الكرة والشركة الراعية. الأندية المنتشية بصفقات كثيرة استعدادا لمرحلة الإياب.. هل دار في خلدها آلية التسديد (إذا كان هناك تسديد)، وكمية الديون التي ستضعها على كاهل صندوق النادي، نتيجة هذه التعاقدات؟.. والله يعين صناديق الأندية والإدارات اللاحقة التي ستواجه إرثا ثقيلا كفيلا بإفشال أي إدارة إذا ما كانت بحجم المسؤولية. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان