يتهرب في الوقت الحالي

يتهرب في الوقت الحالي
يتهرب في الوقت الحالي

معاريف - بن كاسبيت

في آخر المطاف هو يمارس الخداع. ليس واضحا بعد من الذي يخدع. هل المخدوع هم اوباما، بيريز، باراك، مبارك، أم ان الأمر يتعلق ببني، بوغي، تسيبي (حوتبيلي) كحلون ولفنات؟ بنيامين نتنياهو يمسك بطرفي العصا الطويلة جدا في ذات الوقت. المشكلة هي أنه يفعل ذلك خلال سيره على حبل مشدود فوق الهوة. بهذه الطريقة لن يصل الى مسافة بعيدة وفي الحد الاقصى يمتلك تسعة اشهر (حتى نهاية التجميد).

اضافة اعلان

إما ان يقف وراء المبادرات والمشاريع الساعية الى الوصول لمفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين مع موعد محدد واضح (عامين)، مع جدول زمني (والبدء في قضية الحدود)، مع مبادئ اساسية (التسوية بين المطلب الفلسطيني لخطوط 67 والحاجة الإسرائيلية لحدود قابلة للحماية). مع إدراك بأن هذه المسألة تسير باتجاه دولة فلسطينية فوق شيء قريب من كل المساحة، او أنه يريد في آخر المطاف إهدار الوقت والغمز واللمز وارهاق الجميع والتهرب في لحظة الحقيقة عائدا الى بيته الى أحضان اسياده الحقيقيين الدافئة: سارة شيلدون والاصدقاء.

في الوقت الحاضر والى أن تظهر الحقيقة، نتنياهو يخدع نفسه بالأساس. قبل عدة اسابيع تم هنا ابتلاع سطر بريء، دقيق، تم فيه وصف كيف يقوم مستشار نتنياهو ومبعوثه السري الخاص المحامي اسحق مولكو بالتوضيح له بأنه بعد انتهاء فترة التجميد لن يكون بإمكانه أن يستأنف البناء هكذا بصورة طبيعية. هذا السطر تمخض عن جلبة سماوية في ديوان رئيس الوزراء واستأنف الحرب الدائرة هناك (والتي لم تتوقف أبدا في الواقع). إن فكرنا بذلك فإن الامر يكون واضحا لنا تماما. من الواضح أنهم سينجحون حتى انتهاء فترة التجميد في جر ابو مازن مرة اخرى الى طاولة المفاوضات. ومن الواضح أنه ان عادت إسرائيل فجأة للبناء في المناطق فسينظر لها على أنها تفجر المفاوضات التي يعكف الكثيرون جدا على عقدها. مثل هذه الخطوة ستعتبر في واشنطن بمثابة بصقة في الوجه. ومن المشكوك فيه أن يكون نتنياهو قادرا على القيام بهذه البصقة.

وفي هذه الاثناء، يتداول الأميركيون فكرة تستهل فيها المفاوضات في قضية الارض والتي ستخصص لها تسعة اشهر الى أن تنتهي فترة التجميد. الجميع سيعرفون خلال هذه الفترة اين ستكون المساحة العائدة لكل طرف ولذلك لن تكون هناك حاجة لاستئناف التجميد. نتنياهو يشعر بالقشعريرة من مثل هذه الاحتمالية. هو يعرف ان لعبة الاكاذيب التي يلعبها بمهارة لا بأس بها ستنفجر في وجهه مع قدوم موسم الاعياد في السنة المقبلة. حينئذ سينتهي التجميد، وسيمتطي الجميع ظهر الجرافات من جديد منقضين على رؤوس الجبال. او على نتنياهو. من سيكون في المقدمة هو الذي سيحصل على هذا الهجوم. حتى ذلك الحين يتوجب ان نأمل بأن نعرف في حينه اين والى ماذا يتطلع بيبي فعلا. يحدونا الامل بأن يكون هو عارف الى اين يسير.

هو يتهرب في الوقت الحاضر. جلسة (وزرائنا) الاخيرة في يوم الاحد من هذا الاسبوع: بيبي تأخر كعادته وهكذا لم تتبق الا ربع ساعة. هو يكرسها للدعايات (خصوصا في "هآرتس" حيث نقل عن يوسي بيلين ان نتنياهو يوافق على التفاوض على اساس خطوط حزيران 67) وينفيها كليا. الا ان الاشخاص الموجودين في الغرفة واغلبيتهم يعرفونه بصورة ممتازة - لا يقتنعون بكلامه. الوزراء موشيه كحلون، ليمور لفنات وجلعاد اردان يمطرونه بالاسئلة. نتنياهو يقوم باعطائهم ردودا لا تخلو من الاشكالية. هو حازم في قضية القدس وحق العودة. اما في قضية المساحة فهو يتلعثم. ماذا بالنسبة للحدود؟ سألوه. نتنياهو اجاب: "ان طرح اقتراح على الطاولة فسنبحثه ولكن لا شيء حتى الان". وهم يواصلون الاسئلة: ما الذي سيحدث ان طرح اقتراح؟. نتنياهو يجيب: "سأطرح ذلك على الحكومة او على المجلس الوزاري المصغر". وهم يسألون على ماذا ستطرحه فعلا؟ على الحكومة ام على المجلس المصغر؟ ولكنه لم يقرر بعد. وهم من جانبهم يواصلون الحفر ويقولون انه رغم ذلك قد سافر الى مبارك وطرح افكارا وكل الشرق الاوسط يتحدث عن ذلك وهناك تقارير صحافية وما كتبه بيلين. نتنياهو ينظر في الساعة وهو يبدأ بالتصبب عرقا ويقول: "ليس هناك اي شيء الان وربما سيطرح شيء وحينها سنبحث به". وهم يسألون ماذا بالضبط. نتنياهو يحن فجأة بدرجة كبيرة الى فؤاد ويبدأ بتمتمة شيء ما. الا انهم يواصلون هجومهم ويسألونه عن الشرط المسبق لخطوط حزيران 67. نتنياهو يتلوى وليس من الممكن في الواقع فهم ما يقوله الا ان من الممكن بالتأكيد الإدراك بأن وضعه صعب وانه ليس هناك شيء الان والى ان يأتي سنعرف ماذا سنفعل. وربما لا.

الجميع مضغوطون

أحد كبار المسؤولين في دائرة نتنياهو سئل عن ذلك في هذا الاسبوع. هو ايضا أخذ يتلوى بعض الشيء. في آخر المطاف وجد طريقة ابداعية. ولنفترض قال هذا المسؤول اننا نتحدث عن عملية غزل بين رجل وامرأة. ولنفترض ان بيبي هو المرأة. في المحيط يقف الوالدان وابناء العائلة والوسطاء. الجميع يضغطون على العريسين حتى يتزوجا. الرجل في الوقت الحاضر يرفض. الا ان الضغط يمارس عليها حتى تفعل كل ما في وسعها لاغرائه حتى يدخل الى غرفة النوم. وحينئذ تشمر عن اكمامها وتظهر اجزاء متزايدة من جسمها الى أن يرضى. السؤال هو ما الذي سيحدث ان وصل الى مرحلة الرضى فعلا. فنحن نعرف انها لا تطيقه. هذا هو الحال إذن. يتضح ان الرجل لا يملك رجولة. هو لا يرغب أو لانه ليس قادرا او هذا وذاك. ليست هناك احتمالية لان يحدث ذلك. من الناحية الاخرى الجميع في المحيط يحفزون ويشجعون. ومن كثرة الوساطات قد يتمخض هذا الامر عن شيء ما وقد تجد الشابة المسكينة نفسها حبيسة في سرير ليس لها وفي حكاية غرام محظورة مع شخص ليس لديها اي تصور ما الذي يتوجب فعله معه ولماذا.

على هذا النحو تقريبا تبدو حياة بيبي في هذه المرحلة. كالعادة هو لا ينجح في اعطاء المنتوج وحتى عندما يبذل جهده ويقوم بمبادرات ولفتات. رام عمانويل عاد في  الاسابيع الاخيرة لاعطاء تقارير واستخلاصات تصل من فمه للقدس: "على المدى الزمني نحن لا نعتبر نتنياهو شريكا استراتيجيا. لدينا شكوك بصدد مصداقيته وجديته. صحيح في هذه المرحلة ان الفلسطينيين هم المشكلة، ولكن إسرائيل هي حليفة وقد توقعنا منها تعاونا اكبر".

الأميركيون يفكرون بنتنياهو تقريبا مثلما يفكر به كتسالا (المقصود عضو الكنيست يعقوب كاتس من الاتحاد الوطني وليس كتسالا الثاني يسرائيل كاتس الذي ينفذ ما يقوله بيبي في هذه المرحلة). ليس لديهم ثقة حقيقية به. وهي لن تكون على ما يبدو. وهم يرون يده اليسرى ولكنهم يتابعون اليمنى في نفس الوقت. هذه أرسلت امس (الخميس) صباحا الى الخليل على صورة نائب وزير الخارجية النشيط داني ايالون الذي خرج في جولة مغطاة اعلاميا في المدنية، الى جانب كل القضايا الاعتيادية (لقاء مع المستوطنين وما الى ذلك). كانت لايالون ايضا اجندة اخرى. بأمر من وزيره افيغدور ليبرمان وعلمه، خرج ايالون لتدارس التفويض المعطى لقوات الامم المتحدة الخاصة التي تراقب النظام في الخليل. للتذكير: اتفاق الخليل كان قد وقع من قبل بنيامين نتنياهو في ولايته الاولى كرئيس للوزراء وهو في الواقع الامر يقسم المدينة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مراقبو الامم المتحدة مكلفون بالتأكد من تنفيذ هذا الاتفاق على الارض ومعالجة شكاوى الطرفين بما في ذلك اطفاء الحرائق. الامر سار على صورة جيدة حتى اليوم. إسرائيل ليست راضية تماما.

ويقول المسؤولون في وزارة الخارجية إن المراقبين يميلون ضد إسرائيل. آن الاوان لتدارس هذا الاتفاق. التفويض انتهى في آخر الشهر (ينتهي كل نصف سنة ويستأنف تلقائيا) ولكن إسرائيل تتفحص الان امكانية عدم تجديد هذا الاتفاق. للوهلة الاولى تبدو هذه الخطوة موقعية محلية. ولكنها في واقع الامر خطوة دراماتيكية تبث رسالة حازمة وحربجية للمحيط. رسالة تتلاءم جيدا مع سياسة افيغدور ليبرمان بالتوقف عن الانبطاح وشن الهجوم بدلا من الدفاع. السؤال هو ان كانت هذه الرسالة تتساوق مع رسالة نتنياهو ايضا. ايفيت في المناسبة محق في كل ما يتعلق بالدعاية والاعلام. السؤال هو ان كان من الواجب شن الهجوم ايضا في امور تتعلق بالواقع الحساس على الارض. هل تنقصنا المشاكل في الخليل حتى يتم التعرض للمراقبين.

المستشار القضائي للحكومة ميني مازوز اتخذ في هذا الاسبوع قرارا صحيحا: الانضمام باسم دولة إسرائيل الى الدعوى القضائية بصدد التشهير التي قدمها خمسة من مقاتلي وحدات الاحتياط ضد محمد بكري منتج فيلم "جنين، جنين". قرار صحيح ولكنه ليس صحيحا بدرجة كافية. جريء الا انه متأخر بعض الشيء. في هذه الحكاية المذهلة التي ادت الى هذا القرار كل العناصر المطلوبة لتوضيح وضعنا اليائس في العالم لنا.

اليكم ملخصا من الأحداث: معركة جنين جرت في اطار عملية السور الواقي في نيسان (ابريل) العام 2002. عما قريب ستكتمل ثماني سنوات لهذه العملية. محمد بكري ومثلما نذكر جميعا أنتج إثر ذلك فيلما اسمه "جنين، جنين". بكري مارس الكذب عن قصد وشهر باسمنا بصورة مبيتة وحول مقاتلين شجعان فقدوا ثلاثة عشر من رفاقهم بسبب أوامر وزير الحرب بعدم استخدام النار الثقيلة من الجو وعدم هدم المنازل فوق رأس سكانها الى ثلة من المعربدين القوزاك الذين يدوسون جثث الاطفال بدباباتهم.

كل هذا طبعا لم يكن ولم يحصل بالمرة. الجيش الإسرائيلي فقد في جنين 23 قتيلا و75 جريحا. ثمن دموي فظيع. أما في الجانب الفلسطيني فقد سقط 46 الى 56 قتيلا واغلبيتهم الكبيرة من المسلحين، بعض الجثث كانت مفخخة.

هذه كانت معركة بطولة وكل جيش آخر في العالم كان سينهيها مع عدد اقل بكثير من القتلى في جانبه واكبر بكثير في الجانب الاخر. الروس كانوا سيزيلون المدينة عن بكرة ابيها بكل بساطة. والأميركيون كانوا سيشطبون اجزاء كبيرة منها. اما نحن فقد انتقلنا من بيت الى بيت. الا ان ذلك لم يمنع بكري المفتري الكبير (يا ليته يقدم دعوى ضدي) ولم يمنع النخبة الثقافية هنا لمواصلة تسميته بـ "المنتج" ومواصلة الادعاء بـ "حرية الإنتاج" التي يمتلكها بدلا من نبذه نبذا مطلقا.

وبعد: في البداية رفضت الرقابة مقاطع من الفيلم. بكري توجه لمحكمة العدل العليا. قبالته وقف خمسة مقاتلين ادعوا أن هذا تشهير كبير وافتراء عليهم وعلى رفاقهم الذين قتلوا في جنين. داليا دورنر رئيسة مجلس الصحافة اليوم كتبت هناك احدى العبارات البائسة التي كتبتها ذات يوم ("هؤلاء وهؤلاء احياء من صناعة الرب" اي ان هناك كلمة ضد كلمة. ووضعت بكري في نفس المكانة التي يقف فيها المقاتلون الخمسة الذين يقدمون الدعوى ضده). محكمة العدل العليا صادقت على بث الفيلم. المقاتلون طلبوا نقاشا اضافيا. القاضي طرح تسوية لإقناع بكري بالتنازل عن بعض المقاطع الكاذبة على الاقل الا انه فشل. بكري أصر على موقفه. هو عرف ان في دولتنا ينتصر الكذب احيانا. وبالفعل تمت المصادقة على بث الفيلم الا ان العليا قررت في المقابل بأن هذا الفيلم ينطوي على افتراء وتشهير.

في نفس الفترة وقف نتان شرانسكي وطلب من المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين تقديم دعوى تشهير باسم الدولة ضد بكري وفقا للبند الرابع من قانون حظر التشهير. الامر يتعلق بدعوى جنائية. روبنشتاين كحاله تردد ثم قرر الامتناع عن هذه الخطوة. البند يتيح للمستشار القضائي وحده تقديم مثل هذه الدعوى ولم تكن لذلك سابقة في تاريخ الدولة. روبنشتاين لم يرغب بأن يكون الاول. يبدو أنه خشي من ذلك. ويا للخسارة فالجبن لا ينتج القيادة ولا الاعلام والدعاية.

تم بث الفيلم لاحقا في السينماتك. الجنود الخمسة وجدوا انفسهم نجوما. ليس فقط انهم لم ينجحوا في منع التشهير بهم وانما وضعوا على انفسهم وصمة كونهم من كبار جزاري الاطفال. وقرروا تقديم دعوى تشهير مدنية. المحاكمة تواصلت خمس سنوات وهي فترة طويلة. وفي اخر المطاف قررت قاضية المحكمة اللوائية في بيتح تكفا بأن هناك تشهيرا وان بكري لا يمتلك حماية لنفسه ضد هذا التشهير الا انها رفضت الدعوى لان الامر يتعلق بتشهير ضد الجمهور وليس بالتحديد ضد المقاتلين الذين قدموا الدعوى. الجنود اصحاب الدعوى الذين انضم اليهم ايضا طبيب وحدة الطبابة التي قاتلت في جنين الدكتور دافيد تسنغان (الذي يقود الصراع المغطى اعلاميا في هذه القضية بمواظبة ومهارة نادرة) لم ييأسوا. لقد توجهوا الى مكتب المحامي يعقوب نئمان الذي لم يكن في ذلك الحين وزيرا للعدل. وأدركوا انهم بحاجة الى نخبة وفريق وطني لمواصلة الكفاح ونئمان كان من هذا الفريق. بدلا من ان يشكروه لانه هب لنصرتهم شكرهم هو لانهم كانوا هناك وقاتلوا من اجلنا.

تم تقديم استئناف الى العليا. النقاش سيجري في آذار (مارس) من هذا العام. في هذه الاثناء طرأت تطورات جديدة، وطلب المقاتلون مع الدكتور تسنغان والعائلات الثكلى لقاء مع المستشار القضائي مازوز بهدف تجنيده في اللحظة الاخيرة حتى يقدم الدعوى الجنائية باسم الدولة او ان ينضم الى الدعوى على الاقل. كما تم في الوقت ذاته القيام بعمل على الارض: الجميع من المقاتلين الذين قاتلوا مرورا بالضباط والقادة ورئيس هيئة الاركان بوغي ووزير الحرب موفاز من آخر جندي مبتدئ حتى القائد الاعلى وقعوا على طلب مفصل من المستشار القضائي للحكومة بتقديم الدعوى ضد بكري. بعد ذلك عقد لقاءان. الاول مع شاي نتسان اعتبر لقاء مثيرا جدا للانفعال. احد ممثلي العائلات الثكلى قال هناك بأن ابنه قتل في جنين وأنه يقتل منذ ذلك الحين كل يوم ويسمى قاتلا. بعد هذا اللقاء جاء اللقاء مع مازوز نفسه الذي سمع من الجنود كيف كانوا في الخط الاول بينما يقف هو في الخط الاول من الكذب. مازوز شعر بالتأثر. أنا معكم قال للمقاتلين وسأقوم بخطوة. لدي مشكلة في قلب قرار روبنشتاين بعدم تقديم شكوى وفقا للبند الرابع ولكني أعدكم بأن أقوم بخطوة. قالها وفعل. دولة إسرائيل يا سادتي انضمت للدعوى. كان على الدولة ان تقوم بخطوة مشابهة ضد كل من ينشر أمورا تشهيرية مشابهة ضدها. دعم محكمة العدل العليا التي تتمتع بصورة قوية في العالم كان ناجعا. هذا الامر يتمخض عن اجواء مغايرة مفادها أن دم إسرائيل ليس مستباحا الى هذا الحد كما هو حالنا اليوم. واننا لا نتنازل لمن يفترون علينا. وان الكلمات أو الافلام أو الاتهامات الباطلة تلقى الرد الذي تستحقه. ولكن كل هذا لن يحدث واليوم تقف دولة إسرائيل امام وضع صعب. ومرة أخرى في هذه القضية يتوجب أن نعترف بأن افيغدور ليبرمان محق تماما. من يتنازل لمحمد بكري يحصل بعد ذلك على ريتشارد غولدستون.