يخلف يدعو الى الاستناد الى التجربة الانسانية دون فقدان الهوية

يخلف يدعو الى الاستناد الى التجربة الانسانية دون فقدان الهوية
يخلف يدعو الى الاستناد الى التجربة الانسانية دون فقدان الهوية

ندوة حول استراتيجيات الثقافة الفلسطينية

 

عزيزة علي

   اقيمت في المركز الثقافي أمس، ورشة عمل حول الاستراتيجيات المستقبلية للثقافة الفلسطينية، برعاية وزيرة الثقافة أسمى خضر، وبحضور وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف.

اضافة اعلان

وقال الوزير يخلف في مستهل الورشة، التي حضرها نخبة من المهتمين، أن الغاية الأساسية من الورشة وسابقاتها التي عقدت في نابلس وغزة والقاهرة، هي الانتقال من العمل الثقافي الفلسطيني من واقع الارتجال والفوضى، إلى رسم السياسات ووضع الخطط والبرامج التي تكفل جودة الأداء في العمل الثقافي.

وأكد الوزير يخلف أن "الثقافة في فلسطين  جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، ولكنها تستمد خصوصيتها من القضية الفلسطينية"، مؤكداً على ضرورة الاستناد "على أهم ما أنجزته الإنسانية من سياسات ورؤى، دون أن نفقد حرصنا على هويتنا الثقافية".

وأشار الوزير يخلف إلى أن ملف الثقافة في فلسطين يبقى بعيداً عن التأثر بحيثيات العملية السياسية، وفي وضع يجعل منه غير قابل للاختراق، لافتاً إلى أن وزارته تعي أنها ترعى ثقافة شعبية، في ظل ظروف صعبة، ما يجعل من غير المعقول فتح المجال أمام أية اختراقات، ولو من باب الدعوة إلى السلام والتطبيع، ما دام التكافؤ مفقوداً.

ولفت الوزير يخلف إلى أن هناك خطين متصارعين، في المؤسسات الدولية، حول الثقافة، ويبرز منهما الخط الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقضي باعتبار الثقافة سلعة، خاضعة لتعليمات وقوانين منظمة التجارة العالمية، وهو اتجاه يسير بالتعارض مع مهمات الحفاظ والنهوض بالثقافة الوطنية، في البلدان النامية عموماً، ولا سيما في فلسطين.

وأخذ الوزير يخلف على المؤسسات الأوروبية المانحة، ميلها الواضح إلى ربط تمويل المشاريع الثقافية الفلسطينية، بالشراكة مع الإسرائيليين، ومؤكدا في الوقت نفسه إلى أن الخيار الفلسطيني في مجال الثقافة، يتوافق مع التوجهات العامة في المشهد الثقافي العربي، بالتأكيد على ضرورة إبقاء الملف الثقافي بعيدا عن الاختراق.

   ومن جهته، أكد مدير عام المجلس الأعلى للتربية والثقافة الفلسطيني، عبد الفتاح القلقيلي، على "الثقافة الفلسطينية وحدة واحدة، في فلسطين والشتات، وفي ذات الوقت تراعي الخصوصية المكانية، باعتبارها ضمانة للحفاظ على الشخصية الوطنية، التي ما زالت تكابد وتتحدى وتقدم الأجوبة اليومية لأسئلة الحاضر والمستقبل، في مواجهة المشروع الصهيوني القائم على الاحتلال والإحلال والتذويب والابادة".

وناقش المشاركون، في الورشة، التوصيات التي خرجت بها ورشات العمل السابقة، ولا سيما توصيات ورشتي عمل نابلس وغزة الواردة في مسودة الإطار العام لاستراتيجية الثقافة المستقبلية في فلسطين، مؤكدين على أن الثقافة المطلوبة في الحالة الفلسطينية هي ثقافة الحفاظ على الوجود وتحقيقه.

   وأكد المشاركون، في الختام، على ضرورة ايلاء الاهتمام بثقافة الطفل والمرأة، وأخذها في الاعتبار لدى وضع الاستراتيجيات النهائية للثقافة المستقبلية، بالإضافة إلى التأكيد على دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والدراما التلفزيونية في المشهد الثقافي.

كما أوصى المشاركون بتعزيز أدوات التواصل الثقافي بين الفلسطينيين في العالم كله، والتنبه إلى مستويات الثقافة الشعبية والجماهيرية وتعزيزها، إلى جانب التأكيد على البعدين القومي والإنساني في الثقافة، والحرص على حضور الثقافة الفلسطينية في المشهد العربي باعتبارها تشكل تجليا بارزا في الثقافة القومية.

كما شملت توصيات المشاركين التنبه إلى أن الثقافة ليست سلعة بل هي رؤية ومنهاج وتعبير عن حركة الحياة في المجتمع نحو الحرية والحياة الكريمة، وترسيخ البعد الفكري في الثقافة وتعزيز التيارات الثقافية الإنسانية، التي تناضل من أجل الحرية والعدل والكرامة، وتعزيز دور ثقافة المقاومة في مواجهة الحصار والاحتلال، ووضع الخطط والآليات التي تمكن من تنفيذ المشروع الثقافي الفلسطيني، باعتباره نموذجا متقدما في الحركة الثقافية العربية التي تتصدى للاستلاب والانغلاق والاحتلال والعولمة.