يظل يَلعن

يشاهد الاخبار. قتلى في العراق. قصف إسرائيلي لغزة. انتقادات لفشل الحكومة السودانية في حل أزمة دارفور. مواجهات سياسية حول برنامج ايران النووي.

اضافة اعلان

أميركا تتحدث الى ايران بحثاً عن مخرج من مستنقع العراق الذي خلفته عنجهيتها. تتصدى واشنطن وأوروبا وروسيا لملف ايران النووي.

لا احد يتحدث للعرب. 22 دولة ترفع راية العروبة. لكن لا ثقل ولا وزن ولا دور لها في تقرير مستقبلها. هُمِّش العرب. ارتاحوا لدور المتلقي. عمّت البلادة. تجذرت التبعية.

يُغلق التلفاز. ينظر الى خارج غرفته. شوارع فارغة. مبانٍ متهالكة. حياة متوقفة.

يفكّر. لا آفاق لفرصة عمل. لا أحد يتدخل لأجله. لا واسطة. لا أمل.

لا سيرة ذاتية ايضاً يرفقها طلبَ العمل. لا يجيد استعمال الكومبيوتر. لا يتحدث الانجليزية. يمضي وقته بالتذمر. يغضب. يلعن. الوقت يمر ثقيلاً بفراغه. لا يفعل شيئاً ليملأه. لم يقرأ كتاباً مذ أنهى دراسته الجامعية. قدرته التنافسية تتلاشى.

يرتاح الى فراشه. ينام. يحلم

يبدأ يوم آخر.

لا جديد. الرتابة ذاتها. الغضب ذاته. البلادة ذاتها.

هو انعكاس للأمة ام الأمة انعكاس له؟

سؤال جدلي. لا جواب قاطعا.

ثمة نظريات. لعله مرآة لثقافة مجتمعية ترسخت. لكن من رسّخها؟ الأنظمة الشمولية؟ المنظومة القيمية؟ فوقية الحكومات؟

ربما كل هذه. وربما ايضاً انعدام روح المبادرة. لماذا لا يطور الافراد قدراتهم؟ لماذا لا يجهدون في العمل؟ لماذا لا يحركون ساكناً لتغيير واقعهم؟

لا اجابات أيضاً.

الصورة قاتمة. ذلك ثابت. في الأفق بريق خافت. قلة تراه. اخرى ترفض ان تراه. وأكثرية لا تملك الأمل بقدرته اضاءة الصورة.

يعود الى الاخبار. لا شيء تغير.

عالمه العربي ما يزال تلك المنطقة والشعوبَ المهمشة التائهة. حارته على قتامتها. لا أمل في فرصة عمل.

لا شيء تغير فيه ايضا. يكتفي بالغضب, يفيق يلعن, وينام يلعن. لا يُعد سيرة ذاتية. لا يتعلم استعمال الكومبيوتر. لا يدرس الانجليزية.

فقط يلعن وينام ويحلم.

ويسأل, ويسألون, لماذا تظل الصورة بهذه القتامة؟