ينشغلون بالهراء

يديعوت أحرونوت

سيفر بلوتسكر 18/6/2010

أعتذر عن اللامبالاة التي لا تطاق، ولكن لا يعنيني ما يحصل في عمانوئيل. جلبة الرب، بمعنى الكلمة الحرفي، التي قامت حول المدرسة في مدينة تنتمي من ناحيتي إلى عالم آخر، وليس لدولة إسرائيل في العام 2010.

بلادي تقف أمام تهديدات لم يسبق أن تعرضت لها على الأقل منذ جيل كامل: تهديد نووي من ايران، تهديد صاروخي من لبنان ومن غزة وتهديد اقتصادي اجتماعي في شكل فوارق اجتماعية، فقر وتدهور في مستوى التعليم العالي. كل هذه تقض مضاجعي. ولكن ما العمل وأنا لا استطيع ان أشعر بالصدمة من أن بعض التلميذات الأصوليات، أهاليهن يصفوهن بأنهن "شرقيات"، لن يتعلمن أو نعم سيتعلمن في صف واحد مع تلميذات أصوليات أهاليهن يصفونهن بانهن "اشكنازيات".

التقسيم السخيف بين "شرقيين" و"اشكنازيين" موجود اليوم أساسا في هامش المجتمع الأصولي، وهناك من يرى أنه يختفي بالتدريج. خسارة جدا أن المحكمة العليا تدخلت في الخلاف بين فصائل في العالم الحريدي. لا تشوشوا لنا العقول، ايها القضاة المحترمون: هذه ليست عنصرية (ما هو موضوع العنصر هنا؟) بالضبط مثلما هو قراركم ليس "دعوة للابادة" كما يدعي الأصوليون (ما هو موضوع الابادة هنا؟).

هناك من يقول إن هذا تمرد الأصوليين ضد سلطة القانون باسم سلطة الشريعة. حقا؟ إسرائيل 2010 هي دولة علمانية صرفة، والأقلية الأصولية فيها تجتاز مسيرة هادئة ولكن عميقة من الأسرلة والتكيف مع الحياة الحديثة. ورد الفعل غير المتوازن من بعض الساحات الحريدية على تعليمات المحكمة بدمج الصفين يدل أكثر من أي شيء آخر على قوة تلك الثورة الهادئة في الشارع الأصولي. الثورة التي تغير هناك أنظمة الحياة وأنظمة الأولويات، ونهايتها انخراط الأصوليين الشباب في قوة العمل.

وعليه، لنترك قوى الاقتصاد تفعل فعلها. ليس مهما حقا من تتعلم في أي صف في المدارس في عمانوئيل أو في أي بلدة أخرى. المهم ما يتعلمونه في هذه الصفوف. هل التعليم (معا أو كل على حدة) سيعد التلميذات الأصوليات لسوق العمل الإسرائيلي؟ هل سيمنحهن صندوق الأدوات اللازم كي يدخلن إلى المجتمع العامل؟ هذه هي الأسئلة التي ستؤثر اجاباتها على مستقبل إسرائيل – وعلى مستقبل الطائفة الاصولية.

أذكر عهد دخول آرييه درعي إلى السجن، في خيمة ("زئير آرييه- الاسد") التي أقيمت في الساحة أمام السجن، وفي المظاهرات من أجل براءته والقول بأن هذه سابقة في المجتمع الإسرائيلي. بعد أسبوعين من ذلك، حين اندلعت الانتفاضة الثانية وتفجرت الباصات الأولى، تفككت الخيمة وأفرغت الساحة. وتبين للإسرائيليين من كل "العناصر- الأجناس" من جديد ما هو المهم وما هو غير المهم لوجودنا هنا كشعب وكدولة. وعاد نظام الأولويات إلى سابق عهده.

إذا كان أبناؤنا واحفادنا سيسألون بعد سنين: أين كنا حين أعد أحمدي نجاد القنبلة، وحين احتفلت حماس بنصرها، وحين قاطع فنانو العالم وكتابه إسرائيل وشككوا بشرعيتها؟ سيكون بوسعنا أن نجيبهم بتلعثم: كنا منشغلين حتى ما فوق رؤوسنا بالدراما الوطنية المصيرية لدزينة من التلميذات من عمانوئيل. وببعض الهراء الآخر. اضافة اعلان