يوجد إرهاب يهودي

هآرتس

أسرة التحرير

"جرائم الكراهية" لليهود ضد العرب أصبحت مؤخرا عملا عاديا ليس فقط في الضفة الغربية حيث هي جزء لا يتجزأ من سياسة الاحتلال والاستيطان، بل وأيضا في نطاق دولة إسرائيل. ففي الشهر الأخير سجل 16 اعتداء ضد العرب، في الضفة وفي إسرائيل، مقابل 17 اعتداء في الاشهر الثلاثة الأولى من هذا العام و48 اعتداء في كل العام الماضي. ورغم ذلك، فان الموقف من هذه الاعتداءات، التي تصنف تحت العبارة الشعبية "شارة الثمن" بقيت كأفعال عنف موضعية تنفذها "اعشاب ضارة".اضافة اعلان
في تموز (يوليو) الماضي، في أعقاب ضغط من جانب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو امتنع الطاقم الوزاري المقلص للشؤون السياسية والأمنية، عن الإعلان عن نشطاء "شارة الثمن" كأعضاء في منظمة ارهابية واكتفى بتعريفهم كأعضاء في "تجمع محظور". والآن تسعى وزيرة العدل تسيبي لفني ووزير الأمن الداخلي أسحق اهارنوفيتش، إعادة النظر في إمكانية تعريفهم كأعضاء في منظمة ارهابية.
الفارق القانوني بين التعريفين ليس مهما: فالشرطة يمكنها أن توقف، تحقق وتقدم الى المحاكمة المجرمين تحت التعريفين. الاهمية تكمن في الرسالة التي تنقلها الحكومة الى مواطنيها، وفي مدى تصميمها على وقف الجريمة العنصرية في إسرائيل.
كخطوة أولى لنجاح الكفاح ضد هذه الجرائم ينبغي الاعتراف بانه يوجد ارهاب يهودي، لا يختلف عن أنواع الارهاب الاخرى، وهكذا ينبغي التعامل معه. حتى لو كان منفذو "جرائم الكراهية" لا يتجمعون في منظمات رسمية، فهم يعملون تحت رعاية تأييد جماهيري، لهم قيادة روحانية تؤيد أفعالهم، يجرون خطابا ارهابيا مكشوفا على الانترنت ويتغذون بأيديولوجية قومية – عنصرية تروج للعنف. لهذه الاعمال آثار على أمن الدولة، على احساس الأمن لدى مواطنيها وعلى قدرة إسرائيل على أن تعرض نفسها كمن تحرص على أمن ابناء الاقليات العرقية والدينية الذين يعيشون فيها. ان التواتر المتصاعد للاهداف يبعث على السؤال متى، وليس هل، سينتقل منفذو العمليات الى استخدام السلاح الناري فيشعلون مصيبة.
إن الكفاح ضد المخربين اليهود ليس محدودا بميدان انفاذ القانون والعقاب. هذا كفاح على الوعي الإسرائيلي، الذي يرى قسم كبير منه في هؤلاء الارهابيين اصحاب رسالة. لنتنياهو أيضا دور في تثبيت هذا الوعي كونه يعمل على تشديد الهوية اليهودية على حساب سكان آخرين بمساندة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يرى في الاقلية العربية عبئا زائدا ينبغي نقله الى دولة فلسطينية مستقبلية. ان هذه الروح القومية المتطرفة هي التي تقبع في أساس أعمال "شارة الثمن" والمسؤولية عن تغييرها ملقاة على كاهل رئيس الوزراء.