يوجد مخرج

معاريف

بقلم: افرايم غانور

اضافة اعلان

18/2/2020

كما يلوح من الاستطلاعات ومن المزاج العام في الدولة عشية جولة الانتخابات الثالثة، فإن الواقع السياسي في دولة اسرائيل لا يقف امام تغيير يؤدي اخيرا الى تشكيل حكومة في اسرائيل. فهذا التعادل بين الكتلتين، كما ينعكس في كل الاستطلاعات، من شأنه ان يؤدي بالدولة الى جولة انتخابات رابعة – وضع هذا لم تشهد الدولة مثيلا له ابدا. في هذا الوضع يثور على نحو طبيعي لدى كل ذي عقل القلق والتفكير: كيف نمنع حملة الانتخابات التالية؟ كيف نوقف قطار الانتخابات هذا الذي تحرك دون كوابح الى اللامكان دون أن يكون هناك احد ليوقفه.
يتضح اليوم من تحليل هذا الواقع ان البحث في حكومة وحدة لأزرق ابيض والليكود مع بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء في السنتين الاوليين، لن تؤدي الى حل هذه المتلازمة. هكذا ايضا لا أمل في ان يفر احد الاحزاب من كتلة اليمين الى أزرق أبيض. من هنا الاستنتاج بانه فقط اذا ما وفر الوسط العربي للقائمة العربية المشتركة 16 مقعدا كفيل بان تقع هنا انعطافة في ختام جولة الانتخابات الثالثة. هكذا ايضا تتنبأ بعد الاستطلاعات الاخيرة. في مثل هذا الوضع سيكون من الصعب جدا تجاهل الحزب الثالث في حجمه في الكنيست، حين لا يكون خلاف في أن المساهمة الاكبر لتعاظمه قدمها بنيامين نتنياهو الذي لم يفوت أي فرصة للشرخ، للمس ولاقصاء عرب اسرائيل. هذا يبرز هذه الايام في الشعار الانتخابي لليكود الذي يقول: "ليس لغانتس حكومة بدون القائمة المشتركة"، أي انك اذا صوت لغانتس فانك ستحصل على احمد الطيبي وشركائه في الحكومة، يتبين انهم في أزرق أبيض فزعوا بما يكفي من هذا الربط وحرصوا في الايام الاخيرة على الخروج في تصريح علني، مفاده أن أزرق أبيض لن يشكل حكومة بمساعدة القائمة العربية المشتركة.
وكما هو معروف، عشية حملة الانتخابات، فإن السياسيين من كل الانواع والاصنام يحلون اللجام ويطلقون العنان لشعارات ووعود بلا تمييز، كما يقول المثل العربي "الكلام ببلاش"، ويطلقون التصريحات المختلفة والمتنوعة، مثلما سمعنا أفيغدور ليبرمان يعلن هذه الايام بأن لا مشكلة له بأن يجلس في حكومة واحدة مع عمير بيرتس، اورلي ليفي أبقسيس ويئير غولان اليساري المزعوم. هكذا برأيي فإن أزرق أبيض أيضا، اذا كان محبا للحياة، ويريد أن يشكل الحكومة القادمة ويضع حدا لقصة الانتخابات الباهظة هذه والتي لا نهاية لها، وبالتوازي يضع حدا لمملكة نتنياهو، فانه لا يمكنه أن يتجاهل القائمة العربية المشتركة. ينبغي الارتباط بها كي تتمكن القائمة المشتركة من مساعدة أزرق أبيض بالتأييد من الخارج للائتلاف كي يشكل الحكومة القادمة. كل خيار آخر يعرض كبديل هو وهم عديم الاساس.
ان ارتباط ائتلاف يتشكل من أزرق أبيض، اسرائيل بيتنا، العمل – غيشر – ميرتس، سيوفر اساسا لاقامة حكومة مع 56 مقعدا حين يكون الدعم من الخارج من القائمة العربية المشتركة مع 15 مقعدا، مما سيخلق كتلة متماسكة من نحو 56 مقعدا تشكل اساسا لحكومة قوية ومستقرة. هذا ليس بسيطا، المشكلة هي بالطبع اقناع ليبرمان للجلوس في حكومة مدعومة من الخارج من القائمة العربية المشتركة حين يكون رأيه عن رجالها معروف تماما. هنا على أزرق أبيض أن يقنع ليبرمان بان هذا امر الساعة لانقاذ الدولة من حملة انتخابات رابعة، وأنه اذا كان هذا منوطا فقط بنتنياهو، فانه لن يتردد للحظة في الارتباط بالقائمة المشتركة، مثلما لم يتردد في الارتباط بغباي والعمل في حينه. مشكلة نتنياهو هي التعلق بالكتلة التي ستمنعه بالطبع من مثل هذا الارتباط.
ان لارتباط أزرق أبيض بالقائمة المشتركة ميزة مهمة وذات مغزى، ودعم القائمة المشتركة للحكومة التي ستقوم سيخلق هنا زخما جديدا ومشوقا يسمح باستئناف الحوار مع الفلسطينيين على اساس "خطة القرن لترامب"، بدعم من الدول العربية المعتدلة والجامعة العربية، وكفيل بان يغير وجه المنطقة ويحل هذه المشكلة.