1 أيلول.. هل نحن جاهزون؟

يشكل 1 ايلول تاريخا مهما للأردنيين، فهو موعد عودة فتح القطاعات بشكل كامل، وهو اشعار برفع القيود التي كانت مفروضة على حركة الناس وسبل رزقهم.اضافة اعلان
18 شهراً عاشها الأردنيون تحت فتك فيروس كورونا الذي لم يضرب قطاع الصحة فقط، بل كل القطاعات، وكان الجميع تحت رحمته؛ فالمساجد والكنائس أغلقت وتوقف الطيران وأصبحت الحياة مختلفة قبل وبعد كورونا.
أول حالة سُجلت في الأردن كانت في آذار 2020، بعدها دخل الأردن في موجات متعددة؛ أولاها في آب 2020 وثانيها في شباط 2021، الموجة الثانيه كانت أعنف وأقوى حيث وصل عدد الوفيات الى 116 وفاة و10 آلاف حالة مسجلة يوميًا.
في بداية 2021 تم إدخال مطعوم كورونا الى الأردن - وكان ذلك حدثا مهما على صعيد محاربة الفيروس، حيث عمل الأردن على تنويع خياراته من المطاعيم وذلك لشح المطاعيم وزيادة الطلب العالمي عليها، ولكن واجه برنامج التطعيم الوطني عراقيل كثيرة تمثلت في التشكيك وعدم الإقبال عليه، فخلال 6 أشهر الاولى لم يتم تطعيم الا 15 % من المواطنين.
في بداية شهر أيار من هذا العام وضعت الحكومة خطة التعافي من وباء كورونا، وحددت تواريخ الفتح التدريجي وكانت على شكل 3 مراحل بدأت في حزيران 6، ثم تموز، وانتهاءً بأيلول، بحيث تعود الحياة الى طبيعتها مع رفع كل القيود، لكن هل الأردن مهيأ طبياً للعودة ورفع قيود منع انتشار الوباء، وهل نحن في مأمن من انتشار جديد؟
للجواب على هذا التساؤل من ناحية علمية يجب أن نقوم بعمل دراسة مناعية للسكان في الأردن، بحيث اذا وصلنا الى نسبة اكثر من 70 % -80 % من السكان يملكون اجساما مضادة فهذا يعني أننا وصلنا الى ما يسمى «المناعة المجتمعية» التي عندها يمكن عودة الناس لحياتهم الطبيعية.
وزارة الصحة قامت فعليًا بهذة الدراسة مع منظمة الصحة العالمية ولكن لم يتم نشر هذه الدراسة لغاية الآن، ولكن الذي رشح أن 70 % من العينة أثبتت وجود أجسام مضادة عندها، وهذا يعني بشكل غير مباشر ان 70 % من السكان أصبحت لديهم مناعة ضد فيروس كورونا.
العلامات الأخرى على وصول الأردن لمشارف المناعة المجتمعية تتمثل في عدة ملاحظات:
أولاً - عدد الإصابات الثابت وغير التصاعدي بالرغم من دخولنا في موجة ثالثة.
ثانياً - عدم ارتفاع الاصابات بشكل كبير وثباتها بالرغم من عدم التقييد في شروط السلامة من تباعد ولبس كمامات والذي نشاهده في المجتمع.
ثالثاً - عدم زيادة الأعداد بالرغم من عدم الاقبال على المطاعيم - حيث لم يتم تطعيم إلا 26 % ( جرعتين) من سكان الأردن- والمفروض هو تطعيم 70 % من السكان.
لذلك يُعزى وصول الأردن لهذه النسب من المناعة المجتمعية- بالرغم مما ذكرنا من ملاحظات- إلى كمية الاصابات العالية والتي لم يتم الكشف عنها وخصوصًا الموجه الثانية التي كانت قوية وحدث انتشار عال للفيروس فيها.
أخيراً، ومن كل ما ذكرنا؛ يبدو أننا في مأمن نسبي ولا ضير من فتح القطاعات بشكل كامل مع بداية شهر أيلول / 9، لكن مع مراقبة للوضع الوبائي ومتابعة منحنى الفيروس لكي لا تحدث انتكاسات غير متوقعة، والتركيز على أخذ المطعوم بالذات للاشخاص الذين لم يصابوا سابقاً، ولا ننسى التباعد ولبس الكمامات خصوصاً في الاماكن المزدحمة.