16 % من طلبة الأردن يفتقرون للوصول إلى الإنترنت

طالب يستخدم منصة "درسك" التابعة لوزارة التربية والتعليم -(أرشيفية)
طالب يستخدم منصة "درسك" التابعة لوزارة التربية والتعليم -(أرشيفية)
آلاء مظهر عمان– كشف البنك الدولي عن أن الاطفال في الاردن يتمتعون بإمكانية الوصول للانترنت، لكن الوصول الشامل لم يتحقق بعد، فأكثر من 16 % منهم يفتقرون لهذه الإمكانية، أي أقل بـ16 نقطة مئوية عن متوسط منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وقال، في مدونه له بعنوان "جائحة فيروس كورونا والاستعداد للتعلم الرقمي في الأردن"، إن ثلث الاطفال الاردنيين لا يمتلكون جهاز كمبيوتر، يصلح لاستخدامه في أداء الواجبات المدرسية، أي أقل بـ25 نقطة مئوية عن المعيار المرجعي لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وتشير المدونة التي نشرها البنك مؤخرا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى ان "الفجوة الرقمية غالبا، توجد في الأسر منخفضة الدخل؛ فأقل من 30 % منهم، ينتمون للفئات الأدنى من الوضع الاقتصادي، لديهم جهاز كمبيوتر لأداء الواجبات المدرسية، ونحو 50 % فقط يتمتعون بإمكانية الوصول للإنترنت". واستند البنك في ارقامه على تحليل "برنامج التقييم الدولي للطلبة التابع لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي 2018"، الذي أُجري على عينة للطلبة ممن هم في الـ15 عاما، حول استعداد الأردن للتعلم الرقمي واسع النطاق عبر "الفجوة الرقمية" بأبعاده الثلاثة الرئيسة، وهي: إمكانية الوصول للأجهزة الرقمية والإنترنت، واستخدام الموارد عبر الإنترنت، واستعداد المدرسة والمدرس للاستفادة من الحلول الرقمية من أجل التعلم. وأضاف، أن تفشي فيروس كورونا أجبر الدول على إغلاق المدارس، ما أثر على 103 ملايين من الطلبة في عموم المنطقة، مبينا أن الأردن من أولى البلدان في المنطقة التي استجابت للأزمة، بفرض حظر التجول وإغلاق المؤسسات التعليمية كافة في آذار (مارس) الماضي. وأوضح ان وزارة التربية والتعليم الاردنية، لجأت لأدوات التعلم عن بعد لاستدامة التعليم اثناء الجائحة، وسارع مسؤولون للاستفادة من المواد المتاحة لدى القطاع الخاص، لتطوير بوابة تعليمية تسمى "درسك"، فضلاً عن إطلاق قناتين تلفزيونيتين مخصصتين لتقديم دروس مصورة على الإنترنت، بحيث تغطي موضوعات المنهج الدراسي الأساسية، وهي: اللغتان العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم للصفوف الاساسية كافة. وأعيدت تهيئة القناة التلفزيونية الرياضية، لإذاعة برامج تعليمية مصممة خصيصا لمن يستعدون لخوض الامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي". وأشار البنك إلى أن وزارة التربية، ساندت المعلمين عبر تطبيق إجراءات تدخلية جديدةـ لتسهيل الانتقال إلى التعلم عن بعد، بإطلاقها منصة لتدريب المعلمين، مؤكدا انه انطلاقا من الرغبة بعدم ترك أحد يتخلف عن الركب، حث رئيس الوزراء عمر الرزاز الآباء، على المشاركة بجهود الحكومة لضمان النجاح في التعلم عن بعد. ولفت البنك إلى ان تفشي الجائحات السابقة كأزمة إيبولا، أظهرت أن إغلاق المدارس يمكنه الافضاء لخسائر على صعيد التعلم، تؤثر على نحو غير متناسب على الفئات الأولى بالرعاية، وتسليط الضوء أيضاً على أهمية استخدام أدوات التعلم عن بعد بفعالية، وتعزيز تكافؤ فرص الوصول لتقليل أثر الاضطرابات. وقال البنك؛ تعتبر امكانية الوصول للانترنت ضرورية، لكنها غير كافية للتعلم الفعال عن بُعد، ويجب أن تكملها بيئة تمكينية داعمة، سواء داخل النظام أو في تطوير الكفاءات الرئيسة بين الطلبة والمعلمين. وأضاف "يلزم في الفترة المقبلة إجراء تقييم دقيق للمهارات التي تغطيها موارد الإنترنت، والتوصل لفهم سبل نقل هذه المهارات للطلبة على نحو أفضل"، منوها إلى ان التفاعل مع المحتوى عبر الانترنت من دون مبادئ توجيهية واضحة، شاق وأقل توجها نحو التعلم، بخاصة بين المجتمعات المحلية؛ التي- ربما لا تملك المهارات الرقمية، لتحقيق الاستفادة المثلى من أدوات وزارة التربية. وأكد البنك ان المدارس تلعب دورا حاسم الأهمية برصد وتعزيز انخراط الطلبة مع مواد التعلم الرقمية، اذ تكشف نتائج البرنامج لهم أن معظم مدارس الأردن ليست مستعدة جيدا لمواصلة تقديم الدروس على نحو افتراضي. وبين ان هناك 43% فقط ممن أعمارهم 15 عاما من الطلبة، مقيدون بمدارس لديها منصة فعالة لدعم التعلم عبر الإنترنت (حسب إفادات مديري المدارس)، وإن أقل من نصف المدارس، يملك الموارد المهنية للمعلمين، للاستفادة من المواد الرقمية، وهي نسبة أقل بكثير من متوسط المنطقة البالغ 72%. كما تشير النتائج بحسب البنك؛ إلى أن معظم المعلمين يفتقرون للمهارات الفنية والتربوية لدمج الموارد الرقمية في تدريسهم، ويعتبر ربط الموارد المادية والإنترنت امرا بالغ الاهمية؛ اذ إنه يخلق نظاما إيكولوجيا يحفز تنمية المهارات في استخدام حلول تكنولوجيا التعليم.اضافة اعلان