18 عاما بانتظار استكمال "الصناعية" يحول شوارع معان لمناطق حرفية عشوائية

حسين كريشان

حول الانتشار المتنامي لمحال الورش والمهن الصناعية المختلفة، شوارع مدينة معان إلى أشبه بمناطق حرفية عشوائية، فيما ينذر غياب مدينة صناعية لجمع وتنظيم عمل هذه المحال بتزايد انتشارها، وسط مطالب بضرورة إيجاد حل للمشكلة التي بدأت تتأزم مع مرور الوقت، في وقت تتعذر البلدية بعدم وجود مخصصات لإستكمال المرحلة الثانية من مشروع المدينة الحرفية منذ 18 عاما.

ويتواجد العديد من ورش تصليح المركبات ومحال المهن الصناعية كالنجارة والألمنيوم والحدادة، إضافة إلى محال تغيير الزيوت والبناشر والميكانيك وأعمال “البودي” وطلاء المركبات في مختلف شوارع المدينة، يرافقه تعدي البعض على حرم الأرصفة والشوارع والتي تصل أحيانا إلى حد إغلاق أجزاء من هذه الشوارع رغم كونها حيوية، في مشهد يشكل تلوثا بيئيا وبصريا ويتسبب بتفاقم الأزمات المرورية. ويطالب سكان المدينة ومستخدمو الطرق التي تنتشر فيها هذه المحال، بإنشاء مدينة حرفية متكاملة أسوة بباقي المحافظات التي أقيمت فيها مدن حرفية، على أن يتم ترحيل كل المحال الحرفیة والمهنية وتجميعها في موقع ومكان محدد بعيداً عن الطرقات الرئيسة وأرصفة الشوارع وخاصة محال الميكانيك وتصليح الثلاجات والحدادة والنجارة ومحال خدمات السيارات. ويقول عمر الفناطسة، إن غياب البديل وعدم استكمال متطلبات المرحلة الثانية من مشروع المدينة الحرفية منذ سنوات طويلة أدى، إلى تزايد الإنتشار العشوائي للمحال المهنية والورش الصناعية داخل الوسط التجاري، والتي باتت تشكل خطرا على الصحة والسلامة العامة وتدفع بتفاقم الأزمة المرورية. ويرى عبدالله آل خطاب، أن احتلال البعض من محلات الميكانيك والبناشر وتغيير الزيوت وأعمال البودي وطلاء المركبات للأرصفة ومساحات من حرم الشوارع، يحدث إرباكا مروريا نتيجة توقف المركبات التي تحتاج لأعمال الصيانة والتصليح على جانب الطريق، كما هو الحال في محال حدادة الألمنيوم والحديد والنجارة، وصيانة الأدوات الكهربائية كالثلاجات والغسالات التي تستخدم جزءا من الطريق أمام المحلات، ما يسهم في تضييق الشارع، ويؤدي إلى عرقلة المرور ويتسبب بخطر على حياة المارة. وبين إبراهيم المحاميد، أن تواجد المحال الحرفية والمهنية داخل تجمعات المدينة يعتبر من أهم عناصر التلوث، رغم أن ما تقدمه هذه المحال من خدمات مختلفة للسكان تسهم في قضاء احتياجاتهم، إلا إن تنظيمها ضمن منطقة محددة ومخدومة بشكل مناسب سيوفر للحرفیین التجمع في مكان واحد، ببنیة تحتیة وفوقیة ملائمة، وبعيدة عن الوسط التجاري بهدف الارتقاء بالمدينة، ما يزيد المردود الإيجابي لأصحابها وبالتالي يزيد من إيرادات صندوق البلدية. ويطالب ناصر أبو هلاله، بلدية معان بإقامة مدينة حرفية متخصصة للمهن الحرفية كافة تبعد عن وسط المدينة للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع وتطوير المظهر الجمالي والحضاري للمدينة، إذ ما يزال تواجدها حاليا يتسبب بإزعاجات واختناقات مرورية لمرتادي الشارع العام، قد تؤدي إلى وقوع حوادث مروریة أو أي أضرار وآثار سلبیة قد تنتج عن استمرار ممارسة هذه الأنشطة داخل المدینة، خاصة محال تغيير الزيوت والميكانيك وغيرها من الحرف. من جهته، أشار مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، أنه كان من المقرر استكمال المرحلة الثانية لمشروع المدينة الحرفية قبل 18 عاما في مدينة معان، لتضم كافة أصحاب الورش الصناعية والمهن والحرف في مكان واحد، بدلا من تواجدها العشوائي داخل المدينة، إلا أن المجالس السابقة للبلدية تأخرت في إنشائها لأسباب تتعلق بالمخصصات المالية، بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع إنشاء المدينة الحرفية في فترة سابقة واقتصارها حاليا على محال مناشير الحجر والرخام والجرانيت والبلاط ومعامل الباطون والطوب والتي تبعد نحو 10 كلم عن المدينة، حيث تمكنت من نقل وترحيل هذه المحال من وسط المدينة، بهدف التخلص من الآثار السلبیة لهذه المحال، والتي كانت تؤثر على البیئة والسلامة العامة في وقت سابق. وأشار المصدر، أن مدينة معان باتت بحاجة ملحة لإنشاء واستكمال مشروع المرحلة الثانية للمدينة الحرفية، حال رصد المخصصات المالية اللازمة لتنفيذ المشروع لخدمة القطاع الحرفي والمهني، والتي هي من ضمن خطة البلدية المستقبلية، بهدف الحد من البؤر البیئیة بأشكال مختلفة وسط المدینة، علاوة على تمكین أصحاب الحرف والمهن من العمل في أجواء ملائمة، بدلا من انتشارهم العشوائي. وقال، إن بقاء المحلات الحرفیة والمهنية سواء في وسط أو أطراف المدينة على ما هو عليه حاليا، نتيجة غياب البديل، في وقت لا یمكن إغلاقها أو ترحيلها أو منع منحها تجديد التراخيص السنوية، وهو مرهون بإيجاد البدیل المناسب وتوفیر منطقة حرفیة للمرحلة الثانية تجمع هذه الصناعات في منطقة واحدة، كون أصحابها مرتكزین على قانونية الترخیص منذ سنوات.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان