"2 ضد 2"

في مقالتي السابقة التي نشرت قبل انطلاق دور الستة من مونديال البرازيل يوم السبت 28 حزيران (يونيو) الماضي وحملت عنوان "صراع البقاء"، تساءلت آنذاك من يبلغ المباراة النهائية؟... هل تلتقي البرازيل مع الأرجنتين ويكون النهائي أميركيا خالصا، ويتسابق ميسي ونيمار "الحليفان في برشلونة" على تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في المساهمة بالتتويج؟... أم هل تلتقي البرازيل مع هولندا؟ أم تلتقي هولندا مع ألمانيا أو فرنسا فيكون نهائيا أوروبيا خالصا ويعود الأوروبيون باللقب للمرة الأولى من القارة اللاتينية؟ أم تكون مواجهة بين الأرجنتين والألمان؟... تلك أسئلة ربما تطرحها الجماهير العاشقة للمونديال.اضافة اعلان
وأول من أمس، حسم الصراع على اللقب بين الأربعة الكبار... بفضل الله أصابت توقعاتي... ألمانيا تواجه البرازيل غدا وهولندا تلاقي الأرجنتين بعد غد، والفائزان يلتقيان في المباراة النهائية الأحد المقبل، فيما يتواجه الخاسران السبت للحصول على المركز الثالث.
رفض مونديال البرازيل إفساح المجال أمام أي مفاجأة غير متوقعة كما حدث في المونديالات السابقة... لم يكن هناك متسع قدم لـ"حصان أسود" أو فريق "مغامر".. انتهت مغامرات كولومبيا وكوستاريكا وبلجيكا وفرنسا، وبقيت أربعة منتخبات نصفها من أوروبا والنصف الآخر من أميركا الجنوبية... ثلاثة منها سبق وأن توجت باللقب، بينما ما تزال هولندا تبحث عن "الكنز"، بعد أن استعصى عليها اللقب في ثلاث مرات سابقة واكتفت مكرهة بالوصافة.
من يبلغ النهائي.. الأرجنتين والبرازيل؟.. أم الأرجنتين وألمانيا؟.. أم هولندا والبرازيل؟.. أم هولندا وألمانيا؟.. أربعة احتمالات لا خامس لها... ثمة خلط بين التوقعات والتمنيات.. من يدري بطرفي النهائي بما أن من تأهل استحق التأهل ويملك فرصا متساوية للفوز باللقب.
حدسي يقول تارة إن النهائي المنتظر سيجمع بين الجارين الأرجنتيني والبرازيلي للمرة الأولى في التاريخ، رغم أن البرازيل ستفتقد لمهارات نيمار في مواجهة الساحر ميسي، وتارة يقول حدسي إن هولندا ستعود بالكأس إلى أمستردام، وتارة ثالثة أميل إلى منتخبي المفضل في المونديال "ألمانيا"... فهذا المنتخب أدرك جيدا أنه الأجدر باللقب، بما أنه يصل إلى دور الأربعة للمرة الرابعة على التوالي.
البرازيليون خائفون من الألمان.. إصابة نيمار لم تكن "على البال والخاطر" وإيقاف القائد سيلفا يعني أن "المضيف" فقد ركيزتين مهمتين، والألمان قد يستمرون في تطبيق نهج "ليس المهم أن تلعب بل المهم أن تفوز"، ولذلك لم يعد الألمان يأبهون بـ"جمال الأداء" بل يبحثون عن النتيجة التي تقاس بعدد الأهداف.
على الطرف الآخر، ما يزال الأرجنتينيون يبحثون عن أنفسهم.. لقد وصفهم مدرب بلجيكا مارك فيلموتس بأنهم "منتخب عادي جدا مع لاعب استثنائي"، فيما رأى مدرب الأرجنتين اليخاندرو سابيلا بأن ميسي أشبه بـ"الماء في الصحراء"، ولذلك ستكون القمة الأرجنتينية- الهولندية أشبه بـ"ملحمة كروية" قد يذكرها التاريخ مطولا، بما أن الهولنديين يطمحون إلى أن تفوح رائحة "برتقالهم" لتعطر كحال "ورودهم" أجواء المونديال.
هل يبقى الخليط بين الأوروبيين والأميركيين الجنوبيين قائما حتى نهاية المونديال، أم يرحل الأوروبيون تاركين "العرس" لـ"أصحاب الدار"، أم يستولي الأوروبيون "الضيوف" على الكأس على مرأى من عيون "المضيف"؟.