2.9 مليار دولار كلفة الإدمان في مصر

 

القاهرة- كشفت مناقشات في لجنة الصحة بالبرلمان المصري أن مدمني المخدرات المصريين ينفقون نحو 16 مليار جنيه (أي ما يوازي 2.9 مليار دولار) على تعاطي الممنوعات سنوياً، بينما يقدّر عدد المتعاطين بما يقرب الـ20 ألف مدمن، وهو ما يعتبر خطراً هائلاً على المجتمع.

اضافة اعلان

وأشارت اللجنة في تقرير جديد نُشر أول من أمس، إلى تقديرات تشير إلى أن حجم التجارة السرية للمخدرات في مصر تزيد على الـ15 مليار جنيه، بينما تصل ميزانية علاج الإدمان إلى 25 ألف جنيه فقط، وهي لا تكفي المترددين على العيادات الخارجية للعلاج الذين بلغوا نحو 16 ألف متردد نتيجة إدمانهم المواد المخدرة.

كما أكدت أن المدمنين يتعاطون عدة أنواع من المخدرات، تتنوع وتتعدد حسب القدرة المالية للمدمن، وهو ما يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون انضمام أعداد جديدة إلى هؤلاء المدمنين، مع سرعة تطوير استراتيجية العلاج من الإدمان في مصر.

ولفتت اللجنة إلى ضرورة التوجه نحو توجيه أموال تجار المخدرات وثرواتهم التي يتم ضبطها، ومصادرتها إلى تمويل عمليات العلاج، باعتبار أن هؤلاء التجار وعصابات الاتجار في المواد المخدرة بأنواعها المختلفة هم المسؤولون في المقدمة عن انتشار الإدمان بين شرائح مختلفة من المجتمع، ورحبت اللجنة بالحملات الناجحة التي تقوم بها قوات مكافحة المخدرات، خاصة في الآونة الأخيرة، والنجاح في الوصول إلى مناطق زراعيات الخشخاش، والبانجو وحرقها خاصة في سيناء.

وتزامن هذا مع كشف دراسة أخرى أصدرها المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن ما يتجاوز 15% من جملة طلاب الجامعات في مصر يتعاطون المخدرات، ووصل بعضهم إلى مرحلة الإدمان الشديد، وأشارت إلى أنه تم ضبط أكثر من ألف و19 طالبا عام 2004 بتهمة الاتجار في المخدرات.

وسبق أن أشارت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر في نيسان (أبريل) 2007 إلى تزايد إقبال شباب الأثرياء في مصر على المخدرات، خصوصا مخدرات "الحشيش والماريجوانا والطوابع"، وأن سن تعاطي هذه المخدرات يبدأ أحيانا من 12 سنة، وعللت ذلك بأنه نتيجة حالة الفراغ التي يعانون منها وارتفاع "مصروف الجيب" الذي يحصلون عليه من أسرهم الغنية والذي يعادل راتب موظف كبير.

وقالت الدراسة إن الحشيش يتصدر قائمة المخدرات المفضلة لدى أفراد عينة من شباب المدينة الساحلية (مارينا)، التي يرتادها أثرياء مصر على الساحل الشمالي قرب مطروح، وأنه من بين ‏450‏ شابا وفتاة خضعوا للدراسة لمعرفة سلوكيات أبناء طبقة الأثرياء الجدد حول ثقافة المخدرات‏، ظهر أنهم يعرفون كل أنواع المخدرات، وبعضها من أولوياتهم.

وذكرت د‏.‏ سعاد عبدالرحيم، من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن النتائج الأولية للدراسة أظهرت تراجع سن التعاطي لدى الجنسين لتبدأ من ‏12‏ عاما‏ فقط، وأنه على الرغم من معرفة الجميع بكل أنواع المخدرات، فإن الماريجوانا والطوابع اللاصقة هي الأكثر انتشارا في هذا الوسط‏ الغني.