2021: "عام المقاومة" في الضفة الغربية والقدس

متظاهرون فلسطينيون يحتمون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال خلال تظاهرة مناهضة للاستيلاء على الأراضي في قرية كفر قدوم أول من أمس - (أ ف ب)
متظاهرون فلسطينيون يحتمون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال خلال تظاهرة مناهضة للاستيلاء على الأراضي في قرية كفر قدوم أول من أمس - (أ ف ب)
الضفة الغربية - رصد تقرير تنامي المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ووصولها إلى ذروتها خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مقدما مؤشرات قوية على تصاعد أكبر للمقاومة خلال المرحلة المقبلة. وذكر التقرير الذي أعده المركز الاعلامي لحركة "حماس" أن المقاومة في الضفة الغربية والقدس انتفضت خلال 2021 مسمّيا إياه بـ"عام المقاومة"، موضحا أنها ضاعفت من عملياتها المؤثرة، ونوّعت من أساليبها في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، واشتعلت ساحات المواجهة المفتوحة خاصة في ظل أحداث القدس والتي توجت بمعركة "سيف القدس" البطولية، وعملية "نفق الحرية". وقال إنّ الضفة والقدس شهدتا خلال عام 2021 تنفيذ 10850 عملا مقاوما، بينها 441 عملية مؤثرة؛ ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده كافة. وجاء في التقرير أنّ عدد العمليات المؤثرة تضاعف أكثر من أربع مرات مقارنة بعام 2020، فيما مثل إجمالي عمليات المقاومة بما فيها المقاومة الشعبية ضعف عمليات عام 2020. وشكّلت القدس مركزا للمقاومة ومسرحًا لعمليات نوعية، كما كانت عملية الشهيد فادي أبو شخيدم عند باب السلسلة في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بحسب التقرير. وأفاد بأن 4 إسرائيليين قتلوا في القدس ونابلس، فيما جرح 435 آخرون، نصفهم في القدس وحدها، وهو العدد الأعلى في الأعوام الأربعة الأخيرة. ضرب أهداف الاحتلال وذكر التقرير أن المقاومة لم تكتف بالتصدي لاقتحامات الاحتلال للمدن والقرى، بل بادرت لضرب أهداف الاحتلال المختلفة من الحواجز العسكرية والمستوطنات، وقواته المنتشرة ومستوطنيه المعربدين في عموم الضفة والقدس. وأشعل روح الثورة في الضفة والقدس خلال عام 2021 عمليات نوعية ضد الاحتلال ومستوطنيه، أهمها عملية الأسير منتصر شلبي في أيار (مايو) الماضي، وعملية الشيخ فادي أبو شخيدم عند باب السلسلة في مدينة القدس في نوفمبر، وعملية نابلس منتصف تشرين ثاني (ديسمبر)، رغم سياسة "جز العشب" التي تنتهجها قوات الاحتلال. وأوضح التقرير أنَّ عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال بلغت 191 عملية بما يمثل تصاعدًا كبيرًا مقارنة بالأعوام السابقة. كما بلغ عدد عمليات الطعن أو محاولة الطعن 41 عملية، وعمليات الدهس أو محاولة الدهس 21 عملية، وعمليات زرع أو إلقاء العبوات الناسفة 55 عملية موثقة. توسع العمليات كما توسعت المقاومة في عمليات استهداف منشآت وآليات وأماكن عسكرية للاحتلال بالحرق، حيث رُصدت 112 عملية، و18 عملية تحطيم لمركبات الاحتلال، و3 عمليات إسقاط طائرات درون، وفق التقرير. كما تخطت عمليات المقاومة الشعبية الأرقام المسجلة في الأعوام الأربعة الأخيرة، وبلغ عدد عمليات إلقاء الحجارة 3594 عملية، وإلقاء الزجاجات الحارقة والألعاب النارية 568 عملية، ومواجهات بأشكال متعددة 3693 عملية، ومقاومة اعتداءات المستوطنين 1094 مرة، وعدد المظاهرات والمسيرات الشعبية 1306 مظاهرة، و12 إضرابًا عامًّا، و142 عملية إرباك ليلي ضد مخططات الاحتلال الاستيطانية. وبحسب التقرير فقد توزعت أعمال المقاومة في مختلف مناطق الضفة والقدس، وكانت أعلاها في نابلس والقدس والخليل بواقع (2217، 2170، 1489) تواليا. ثورة مشتعلة في كل مكان وقال التقرير إنّ هذه الحالة المشتعلة من المقاومة في الضفة والقدس تزامنت مع معركة "سيف القدس" الشرسة التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة خلال شهر أيار (مايو) الماضي على مدار 11 يومًا. وخلال المعركة، عمت أنحاء فلسطين التاريخية مظاهرات عارمة؛ غضبا من جرائم الاحتلال، ونصرة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وتعبيرا عن توحد الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم في مواجهة هذا الاحتلال، وكانت أبرز المواجهات التي فاجأت حكومة الاحتلال، تلك التي اندلعت في اللد والرملة وعكا وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل. وفي أبرز مشاهد الثورة في 2021، تمكن ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع شديد التحصين والذي يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي "الخزانة الحديدية"، من انتزاع حريتهم، وفروا من السجن عن طريف نفق أرضي حفروه من داخل الزنزانة، ومثل ضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية ولصورة دولة الاحتلال. يشار إلى أنه خلال عام 2021، استشهد 94 فلسطينيا، وأصيب 11092 آخرين، فيما اعتقل 5286 فلسطينيا في أعلى عدد انتهاكات إسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة بالنظر إلى الأعوام الأربعة الأخيرة.-(وكالات)اضافة اعلان