"25 عاما من الإبداع العربي": يستذكر رحلة المواطن العربي عبر أعمال فنية إبداعية

جانب من معرض"25 عاماً من الإبداع العربي" - (من المصدر)
جانب من معرض"25 عاماً من الإبداع العربي" - (من المصدر)

سوسن مكحل

أبوظبي- أثناء التجوال في معرض الفنون التشكيلية "25 عاماً من الإبداع العربي" الذي يقام لأول مرة في العالم العربي، ضمن مهرجان وفعاليات أبو ظبي للثقافة والفنون، تشعر أنك اختصرت حقبة طويلة من تاريخ الحرب والأسى والحب والحنين في الوطن العربي.اضافة اعلان
وتعتمد الصور الفنية المتنوعة الاهتمامات في المعرض على تعميق مفاهيم الإنسانية بشكل واضح بداية، لتعبر على أثرها إلى تاريخ النضال العربي في الثورات الحالية، إضافة إلى التعبير الواضح عن تقاليد وربما كبت الحريات لبعض المواطنين العرب.
واحتضن المعرض الذي يستمر حتى مساء اليوم الأحد أكثر من 12 فناناً تشكيلياً إماراتياً وأكثر من 150 طالباً وطالبة من عدة جامعات وكليات حكومية في دولة الإمارات منهم طلبة مكرمون بجائزة مهرجان أبوظبي للفنون البصرية 2013.
وحاولت الأعمال المطروحة للجمهور أن تعبّر عن فحوى الثقافات ومحاولة إيجاد رابط مشترك بين كل عوالم الإنسانية، فعرضت أعمالا عن التكونولوجيا التي راحت تفسّر للعالم بأنه "عالم صغير" تربطه تلك الآلات المتداخله فيديو قصير.
في حين تطرّقت الأعمال الأخرى إلى الحديث بتأويلات مفتوحة عن فحوى الحريات للمواطن العربي وخصوصا تجسيد المرأة في صور معتمة أو خلف أقنعة، في محاولة لتسليط الضوء عن معاناة المرأة والمواطن العربي في ظل قمع الحريات بالمجتمع العربي.
ونظم أبوظبي 2013 معرض "25 عاماً من الإبداع العربي" بالشراكة مع معهد العالم العربي، حيث يُشرف على تنسيق المعرض القيّم العلمي إيهاب اللبان، ويُمثل المعرض بانوراما تشكيلية متنوعة تشمل أعمال الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتركيب، ويقدم أعمالاً فنية مبهرة لأكثر من 40 فناناً مبدعاً من 16 دولة عربية، بينهم 12 من الفنانين الإماراتيين.
وتجاوزت مساحة المعرض ألف متر مربع، وتضمنت أعمالاً عرضت للمرة الأولى في باريس خلال العام 2012، للاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس معهد العالم العربي، الشريك الإستراتيجي الدولي لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
ويُتيح المعرض للجمهور خلال عرضه الأول في العالم العربي ضمن المهرجان، فرصة التعرف على عدد من الأعمال الجديدة والمعروضة للمرة الأولى لعدد من أهم وأبرز الفنانين التشكيليين العرب المعاصرين، من بينها الأعمال الفنية المتميّزة للفنانتين الإماراتيتين المبدعتين كريمة الشوملي، وابتسام عبدالعزيز.
كما يقدّم المهرجان ضمن جناح خاص في المعرض تحت اسم "ثلاثة أجيال"، عشرة فنانين إماراتيين هم؛ نجاة مكي، محمد الأستاد، جلال لقمان، مطر بن لاحج، عزة القبيسي، حمدان بطي الشامسي، ميثاء دميثان، شمسة العميرة، دانة المزروعي وسمية السويدي.
وقالت المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى الخميس كانو "يمثل المعرض نافذة مبدعة على الأعمال الفنية لكوكبة من الفنانين المبدعين الذين يُجسّدون دور الفن وأهميته في المجتمع، وهم أصحاب الرؤية والإبداع الرائدون، وهم القادرون على تقريب المسافات وبناء جسور الحوار بين الشعوب، وإلهام العقول والفكر، وتحفيز التفكير الإبداعي والتعبير الفني الحر".
وأضافت "إن معرض "25 عاماً من الإبداع العربي" يُبرز المنجز الفني لتشكيليين عرب متميزين، ويعكس إسهامهم في الحوار العالمي عبر الفنون، ويُتيح للجمهور معايشة تجربة فنية وإبداعية متكاملة عبر معايشة طيف واسع من الأساليب الفنية المبهرة، والأفكار المبتكرة، والمضامين العميقة التي يعكسها كل عمل فني في المعرض، ويشكل المعرض أحد أبرز فعاليات المهرجان في دورته العاشرة، تأكيداً على التزامنا المستمر بتقديم روائع الفنون التشكيلية المتميّزة للجمهور إلى جانب مختلف الفعاليات الفنية والتعليمية والمجتمعية للمهرجان هذا العام".
وبينت أنّ الأعمال المعروضة في جناح خاص لعشرة فنانين إماراتيين من رواد مبادرة "رواق الفن الإماراتي" التي أطلقتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون قبل عامين، إنما هي شموع الاحتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيس مهرجان أبوظبي، بل هي علامات مضيئة تشير إلى مستوى الإبداع الذي تحقق للفنانين الإماراتيين، مستخدمين مجموعةً واسعةً من الخامات والتقنيات التي تستمد من جذور الماضي وتحافظ على الأصالة والهوية في الوقت الذي تسعى فيه إلى استشراف المستقبل وصناعة الحاضر.