266 مستخدما جديدا للإنترنت في الثانية الواحدة

إبراهيم المبيضين

عمان – تظهر آخر الأرقام العالمية بأن شبكة الإنترنت – بكل خدماتها وتقنياتها – سجلت مع نهاية النصف الأول من العام الحالي قاعدة مستخدمين بلغت حوالي 2.4 مليار مستخدم في جميع أرجاء العالم. اضافة اعلان
وبينّت الأرقام المحدّثة - لإحصاءات منشورة على الموقع الإلكتروني العالمي "إنترنت وورلد ستاتس" بأنّ نسبة انتشار استخدام الإنترنت حول العالم ارتفعت مع نهاية الشهور الستة الأولى من العام الحالي إلى 33.3 % من عدد سكان العالم.
ومع الوصول إلى قاعدة المستخدمين هذه – التي تمثّل اليوم ثلث سكان العالم – تكون شبكة الإنترنت قد استقبلت حوالي 69 مليون مستخدم جديد لخدماتها في مختلف أرجاء العالم خلال فترة النصف الأول من العام الحالي، وذلك لدى المقارنة بقاعدة مستخدمي الشبكة العنكبوتية المسجل نهاية العام الماضي والذي بلغ وقتذاك قرابة 2.3 مليار مستخدم، سجلوا نسبة انتشار بلغت 32.7 %.
وتظهر قراءة للبيانات العالمية ما تشهده شبكة الإنترنت حول العالم من إقبال وطلب واستخدام متزايد لجميع خدماتها التي أصبحت تحاكي التفاصيل اليومية كافة للمستخدمين، وساعد على ذلك انتشار شبكات الاتصالات المتقدمة وانخفاض أسعار الخدمة، والانتشار المتزايد لأجهزة الاتصال بالشبكة كالحواسيب والأجهزة اللوحية والهوافت الذكية، وزيادة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والأعمال عبر الإنترنت.
وبحسبة بسيطة تكون شبكة الإنترنت خلال النصف الأول قد استقبلت حوالي 16 ألف مستخدم جديد حول العالم في كل ساعة (بالاعتماد على حسبة ان كل ستة شهور تساوي 4320 ساعة)، كما ان الحسابات تدلل على ان الشبكة العالمية كانت تشهد دخول حوالي 266 مستخدماً جديداً كل ثانية (بالاعتماد على حسبة ان كل ستة شهور تساوي 259200 ثانية).
ومنذ بداية طفرتها في منتصف تسعينيات القرن الماضي بدأت شبكة الإنترنت مع تطورها والبناء عليها في مجالات الاتصالات والتواصل الاجتماعي والأعمال والتجارة، ودخولها نواحي الحياة والقطاعات الاقتصادية كافة، تشهد الشبكة منذ ذلك الحين زيادات مطردة في اعداد مستخدميها في أرجاء العالم كافة، ومنها المنطقة العربية والشرق الأوسط، التي تقول دراسات إنها الأكثر والأسرع نموا اليوم من أي منطقة حول العالم، حيث كانت الخدمة قد دخلت متأخرة في كثير من بلدانها.
وكان للإنترنت أدوار لا تحصى في زيادة منافذ وقنوات الاتصال والتواصل بين الناس في مختلف أرجاء العالم، وفي تبادل البيانات والمعلومات، وتسهيل المعاملات التجارية والتراسل السريع، كما كان لها أدوار في جميع القطاعات الاقتصادية والتعليمية في عمليات البحث والأرشفة، وحتى في قطاعات الإعلام وهو ما ثبت بقوة خلال فترة الربيع العربي إذ أسهمت شبكة الإنترنت في صوغ وتوجيه ونقل أحداث الثورات الشعبية في مجموعة من الدول العربية.
وفي العالم العربي تقول الدراسات إن عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية ناهز 100 مليون مستخدم، منهم حوالي 3.5 مليون مستخدم في الأردن، حيث أسهمت المنافسة التي دخلت أسواق الاتصالات في العالم العربي، وانتشار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية في تعميق الطلب على الخدمة.
ويؤكّد مشغلو خدمات الاتصالات في المملكة أن مستقبل المشغلين وإيرادات سوق الاتصالات سترتكز خلال المرحلة المقبلة على خدمات الإنترنت واستخداماتها لا سيما صناعة المحتوى والتواصل الاجتماعي والتطبيقات، وذلك بعدما تزايدت المنافسة في السوق خصوصا على خدمات الصوت التي تراجعت أسعارها إلى حدود غير مسبوقة، وبناء عليه ستركز الشركات في تسويق وترويج وتعميق الطلب على خدمات الإنترنت عريضة النطاق وما يبنى عليها من خدمات إلكترونية وخدمات إضافية وتطبيقات للأجهزة الذكية المتنقلة التي تقدر دراسات ان نسبة انتشارها في الأردن تتجاوز 50 % من إجمالي أعداد مستخدمي الخلوي الأردنيين.
وتتوقّع الحكومة ومشغلو الاتصالات خلال المرحلة المقبلة استقرار أو تراجع نمو اشتراكات الهاتف الخلوي بعد وصولها إلى مرحلة متقدمة من الانتشار تجاوزت عدد السكان وفرص نمو كبيرة لخدمات الإنترنت فيما يتوقّع تراجع الاعتماد على الهاتف الثابت.
وتعرّف موسوعة "ويكيبيديا" العالمية شبكة الإنترنت بانها عبارة عن شبكة عالمية من الروابط بين الحواسيب تسمح للناس بالاتصال والتواصل بعضهم مع بعض واكتساب المعلومات من الشبكة الممتدة الى جميع أرجاء الأرض بوسائل بصرية وصوتية ونصية مكتوبة، وبصورة تتجاوز حدود الزمان والمكان والكلفة وقيود المسافات.
ويعرف آخرون الإنترنت كذلك بأنه شبكة دولية للمعلومات تتفاهم باستخدام بروتوكولات تتعاون فيما بينها لصالح جميع مستخدميها، وتحتوي على العديد من الإمكانات مثل البريد الإلكتروني، وإقامة المؤتمرات بالفيديو، وقوائم البريد بالإضافة إلى الملايين من مجموعات الأخبار والعديد من الملفات المتاحة لنقلها.
وظهرت الإنترنت نتيجة لمشروع "أربانت" الذي أطلق العام 1969، وهو مشروع أنشئ وقتها من وزارة دفاع الولايات المتحدة، من أجل مساعدة الجيش الأميركي عبر شبكات الحاسب الآلي وربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث لاستغلال أمثل للقدرات الحسابية للحواسيب المتوفرة.

[email protected]