3 شهداء فلسطينيين وإصابة جنديين إسرائيليين في الخليل

ضابط إسرائيلي يتفقد موقع العملية الفلسطينية على مدخل مستعمرة كريات اربع قرب الخليل أمس. -(ا ف ب )
ضابط إسرائيلي يتفقد موقع العملية الفلسطينية على مدخل مستعمرة كريات اربع قرب الخليل أمس. -(ا ف ب )

نادية سعد الدين

عمان- أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، ثلاثة شبان فلسطينيين، عقب إطلاق النار ضدّهم بزعم محاولة تنفيذهم عمليتيّ دهس قرب مستوطنة "كريات أربع"، في مدينة الخليل المحتلة، والإعلان عن إصابة مستوطنيّن "بجراح طفيفة".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "الشهداء الثلاثة هم؛ قاسم فريد جابر (31 عاماً)، وأمير نعيم الجنيدي (22 عاماً)، ويوسف طرايرة (18 عاماً)، الذين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال، في منطقة البقعة قرب مستوطنة "كريات أربع"، بمدينة الخليل، بزعم تنفيذهم عمليتي إطلاق نار ودهس".
في حين أفادت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" بأن "قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبيّة التابعة لها من الوصول إلى المنطقة لتقديم الإسعاف والعلاج للشبان الثلاثة، حيث تركتهم ينزفون بدمائهم حتى استشهادهم".
من جانبها، زعمت المواقع الإسرائيلية الإلكترونية بأن "الجيش قتل شابين استقلا مركبة وحاولا تنفيذ عملية دهس، شرقي الخليل، قبل أن يُطلق الجنود الرصاص عليهما، مما أدى لوفاتهما، وإصابة جندي واحد بجراح طفيفة"، وفق قولها.
وتابعت بالإدّعاء أن "الفلسطينيين كانا مسلحين بمسدس وبندقية، ويخططان لعملية دهس وإطلاق نار مزدوجة"، وفق روايتها المزعومة.
بينما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص ضد شاب فلسطيني آخر بالقرب من نفس المكان، بزعم تنفيذه عملية دهس، أدت لإصابة جندي إسرائيلي، واستشهاد المُنفذ بعد إطلاق النار عليه، وتركه مُدرجاً بدمائه من دون تقديم الإسعاف اللازم له.
إلا أن موقع "القناة الثانية" الإسرائيلية أفاد بأن "أربعة جنود إسرائيليين نقلوا للمشفى بالقدس المحتلة، أحدهم أصيب برصاصة في يده، واثنين أصيبا بشظايا الرصاص أثناء إطلاق النار على شابين فلسطينيين، بينما أصيب الجندي الرابع بجروح طفيفة، عقب تعرضه للدهس من شاب فلسطيني"، وفق مزاعمها. وقد سارعت قوات الاحتلال لاقتحام منزل الشهيد يوسف طرايرة، الطالب في الثانوية العامة، وتخريب محتوياته، والاعتداء على مواطنيه، تمهيداً لهدمه، أسوة بعدوانها المرتكب ضد منزليّ الشهيدين جابر والجنيدي، وتكسير محتوياتهما.
بينما أغلقت مدينة الخليل ونصبت المزيد من الحواجز العسكرية عند مداخلها، وعززت إجراءاتها الأمنية والعسكرية المشددة، لاسيما في منطقة البقعة، الغنية بمواردها الطبيعية، والتي تعد بالنسبة للكيان الإسرائيلي امتدادا حيويا استراتيجيا لتوسيع المستوطنة الجاثمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وباستشهاد الشبان الثلاثة؛ يرتفع "عدد الشهداء الفلسطينيين، منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلى نحو 202 شهيد، في مختلف الأراضي المحتلة، برصاص واعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين"، وفق "المركز الفلسطيني للإعلام".
على صعيد متصل؛ واصلت قوات الاحتلال جرائمها في الأراضي المحتلة، من خلال شنّ حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات والاقتحامات لمدن وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، بحجة "البحث عن مطلوبين"، وفق المزاعم الإسرائيلية.
وتركزت الاعتقالات في مدينة رام الله، وبيت لحم، ومدينة القدس المحتلة، حيث جرى اعتقال 10 مواطنين فلسطينيين، خمسة من مخيم قلنديا للاجئين، شمالي القدس، وسادساً من قرية العيساوية قرب المدينة المحتلة، واثنين من مخيم الدهيشة للاجئين، قرب مدينة بيت لحم، وآخرين من "مخيم جنين" قرب مدينة جنين. كما اقتحم جيش الاحتلال منزلا في قرية مخماس، جنوبي مدينة رام الله، واعتقل فلسطينياً، بزعم "العثور في منزله على بندقية صيد ورصاص"، وفق قوله.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وذلك خلال اقتحام الأخيرة لمخيم الدهيشة، وإطلاق الرصاص الحيّ والقنابل المسيّلة للدموع ضدّ المواطنين.
وشنّت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش لمنازل المواطنين في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تزامناً مع عمليات مماثلة لأبنية سكنية يقطنها طلبة من جامعة النجاح الوطنية، في منطقة "الأكاديمية" غربي مدينة نابلس المحتلة، وتخريب محتوياتها.
فيما سلّمت طواقم سلطات الاحتلال إخطاريّ هدم إداريين لبنايتين سكنيتين في بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، بذريعة "عدم الترخيص".
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن "الوفاء لدماء شهداء مدينة الخليل، يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى هذه التضحيات، والمضي قدما في تصعيد الانتفاضة، والتصدي لكل محاولات اجهاضها".
وأوضحت، في بيان أمس، أن "التصعيد الإسرائيلي الأخير ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني، والذي أخذ أشكالا متعددة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، يكشف مدى ارباكه وعجزه عن مواجهة العمل الانتفاضي لشباب الانتفاضة".
وقالت أن "سلطات الاحتلال تمارس أساليب العقاب الجماعي، من حيث تصعيد إجراءات القمع والإعدامات الميدانية واقتحام بيوت الشهداء وهدمها، والتمثيل بالجرحى أمام الكاميرات، وشن حرب اقتصادية على السلع الوطنية الفلسطينية ومنعها من دخول القدس المحتلة، ظاناً منها أن هذه الإجراءات ستفضي إلى اخماد الانتفاضة".
واعتبرت الجبهة أن "الفتوى الدينية الجديدة الصادرة عمّا يُسمّى بالحاخام الأكبر للكيان الإسرائيلي "يتسحاق يوسف" والتي يطالب فيها بقتل كل فلسطيني يحمل سكيناً، يوضح عنصرية وفاشية هذا الكيان المتعطش للدماء وقتل الأطفال والنساء والشيوخ".
وطالبت بضرورة "بذل الجهود والطاقات والإمكانيات الوطنية لتشكّل جداراً صلباً لدعم الانتفاضة وحمايتها، وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، وتبني برنامج سياسي لها، وحشد التحالفات لها شعبيا ورسميا عربيا وإقليميا ودوليا".

اضافة اعلان

[email protected]