3 شباب أردنيين يبتكرون لعبة تجمع "التحدي والتركيز والحساب"

figuur-i
figuur-i

إبراهيم المبيضين

عمان- رغم الفيض الكبير من التطبيقات الذكية والألعاب الالكترونية التي لا تتوقف عن التدفق يوما بعد آخر عبر هواتفنا الذكية تحميلا واستخداما، ومع الوقت الطويل الذي أتاحته فترة الحجر المنزلي في مواجهة أزمة كورونا، تمكن ثلاثة شباب أردنيين، خلال الأشهر الستة الماضية من ابتكار لعبة ذكاء جديدة أعادتنا الى زمن الألعاب التقليدية وألعاب الطاولة (Board game)‏ التي كانت تملأ بيوتنا قبل عقود من الزمن، وساعدتنا على تمضية أوقات ممتعة في مواجهة الملل وأوقات العطلات.اضافة اعلان
اللعبة الجديدة هي من أفكار وتصميم وإنتاج أردني خالص وتحمل اسم "36"، وقد بدأ أصحابها بتسويقها وبيعها فعليا في السوق المحلية مع تطلعات لإيجادها في أسواق الوطن العربي والعالم عبر قنوات التجارة الالكترونية المتاحة، والعبرة، كما يقولون: "أوقات الفراغ يمكن أن تنتج وتحفز على الإبداع".
والشباب الثلاثة أصحاب اللعبة الأردنية هم: منذر أبو جريس، لارا معايعة، وجو أبو الزلف، جمعتهم الصداقة والقرب العائلي، واستطاعوا التدرج في بناء وتصميم وتجربة اللعبة التي لاقت بداية إعجاب وتسلية كبيرة في محيطهم القريب لينطلقوا بعدها في تصميمها وتسويقها لتكون مشروعا مربحا في المستقبل، مؤكدين أن هذه اللعبة تجمع وتعزز الكثير من المهارات منها الذكاء والتركيز والمهارات الرياضية الحسابية.
وعن اللعبة وابتكارها، التقت "الغد" الشركاء في إخراج هذا المنتج؛حيث يقول صاحب الشرارة الأولى التي أشعلت الفكرة في البداية منذر أبو جريس: "جاءت بدايات الفكرة أواخر شهر آذار (مارس) الماضي، وهي فترة الحجر المنزلي في مواجهة تفشي مرض كورونا، فكرنا بمشروع خاص يكون مختلفا عن المشاريع التقليدية وجديدا في السوقين المحلية والعالمية، وعندما أتاحت فترة الحجر المنزلي للأفراد والعائلات وقتا طويلا في المنزل بدأنا نملأ هذا الوقت بالألعاب التقليدية التي اعتدنا لسنوات طويلة، ومن هنا بدأت بالتفكير في ابتكار لعبة أردنية جديدة تندرج في الأسواق كأول لعبة أردنية".
ويضيف أبو جريس، الحاصل على شهادة الهندسة المدنية: "كانت فكرة لعبة بسيطة جدا وطورناها حتى أصبحت بالشكل والمضمون الحالي، اللعبة فكرة وإنتاج أردني من الألف للياء، ونحن فخورون بهذا الموضوع كونها أول لعبة أردنية بهذا المبدأ الجديد".
ويشرح عن اللعبة، قائلا: "إنها تعتمد على أحجار النرد، كل لاعب يعتمد على الاحتمالات حتى يجمع 9 أحجار نرد مجموعها 36 مقسومين بثلاثة أعمدة، العمود الأول مجموعه 6 والثاني 12 والثالث 18، ضمن قوانين معينة تسمح بإضافة وإزالة أحجار النرد، اللعبة مسلية جدا ويلعبها لاعبان أو أربعة".
وتتكون لعبة 36 من لوحة (بورد) اللعب و36 حجر نرد محددة اللون مقسمة لتسعة أحجار لكل لاعب (الأحمر، الأخضر، الأصفر والأزرق)، و3 جواكر لكل لاعب من اللاعبين الأربعة (6.12.18)، ونرد أبيض.
ويبين أبو جريس، الذي يهوى صناعة الأفلام القصيرة والابتكار، أن لعبة "36" تصنف تحت مسمى "البورد جيمز"، مشيرا الى أن اللعبة تستهدف جميع الأعمار من سن الثامنة فما فوق، خصوصا فئة الشباب والكبار في العمر.
ويضيف أن هناك بعض المدارس والمراكز الشبابية والتعليمية استخدمت هذه اللعبة كمادة تعليمية ومنشطة للتفكير والتركيز.
الشريك الثاني في تصميم وابتكار اللعبة -معلمة الحاسوب- لارا معايعة، تقول: "إن لعبة 36 تختلف عن أي لعبة "بورد جيم" فهي لعبة لها خصوصيتها فيها تحد وحظ، وهي تعتمد على العمليات الحسابية وخصوصا مضاعفات العدد 6"، مشيرة الى أن دورها في تطوير اللعبة تركز في وضع طريقة وإرشادات اللعب وتجربتها مع الأصدقاء والأقارب.
وتضيف المعايعة: "إن طموحنا كشباب أردنيين كبير في أن تصل لعبة 36 الى كل أنحاء العالم، ونحن نعمل على هذا الهدف".
وتقول إن لعبة 36 كانت نتاج "اجتهاد وعمل جماعي للشركاء الثلاثة"، مشيرة الى أنهم قاموا على تجريبها مع 100 شخص تقريبا من عمر 8 الى 60 سنة ومن مختلف التخصصات وتجربتها مع بعض المدارس والأندية الشبابية.
وعن أهم المهارات التي يمكن أن تنميها اللعبة، تقول المعايعة إنها تنمي المهارات العقلية الرياضية، كما أنها تزيد سرعة البديهة والتركيز‏.
ومن جانبه، يقول الشريك الثالث في ابتكار لعبة "36" جو أبو الزلف "إن قواعد اللعبة بسيطة ومكتوبة داخل اللعبة"، لافتا الى أن على كل لاعب أن يقوم بجمع 9 أحجار نرد مجموعها 36 ضمن قواعد معينة.
ويوضح أبو الزلف، وهو معلم الدراما والمسرح، أنه جرى تصنيع وتغليف اللعبة بالتعاون مع إحدى المطابع في عمان.
ويؤكد أنها تعرض حاليا في العديد من المكتبات ومحلات بيع الألعاب في عمان، كما أنها ستعرض عبر عدد من مواقع البيع "اون لاين" لإتاحة الفرصة أمام الناس لشرائها بسهولة حتى خارج الأردن.
ويضيف أبو الزلف: "اعتمدنا في تسويق اللعبة على شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعة من قنوات ووسائل التسويق التقليدية".
ويؤكد أن لعبة "36" تهدف أيضا الى جمع الأصدقاء والعائلة من جديد للابتعاد عن شاشات الهواتف والحواسيب والألعاب الالكترونية التي فرقتنا كثيرا عن بعضنا بعضا.