300 مليون شخص في العالم مصابون بالبدانة

تعاني جميع الدول تقريبا من مشاكل الوزن غير الصحي ولكن بنسب متفاوتة ومتنوعة - (MCT)
تعاني جميع الدول تقريبا من مشاكل الوزن غير الصحي ولكن بنسب متفاوتة ومتنوعة - (MCT)

عمان-الغد- أصبحت الرشاقة والوصول إلى الوزن المثالي هاجسا يراود الجميع في الوقت الحالي، وللحصول على الوزن المثالي لا بد من مراعاة عدة عوامل أهمها العادات الغذائية للشخص؛ حيث إن هناك علاقة وثيقة بين ما تأكله والوزن الذي تصل إليه، فإما أن يؤدي الغذاء إلى إصابتك بالبدانة أو النحافة أو يساعدك على الوصول إلى الوزن المثالي.. ويختلف الوزن المثالي باختلاف عدة عوامل منها الطول والعمر والجنس وكثافة العظام.اضافة اعلان
تعاني جميع الدول تقريبا، الغنية والفقيرة على حد سواء، من مشاكل الوزن غير الصحي، ولكن بنسب متفاوتة ومتنوعة؛ ففي البلدان ذات الدخل المنخفض تنتشر مشكلة البدانة على سبيل المثال بين النساء متوسطات السن والأفراد ذوي المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع، وأيضا سكان المدن..، أما في البلدان الغنية، فلا تنتشر مشكلة البدانة بين متوسطي العمر فقط، بل بدأت تجتاح فئات الشباب والأطفال..، ومن الجدير بالذكر أن هذه المشكلة ترتبط بشكل أكبر بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفضين وخصوصا بين النساء.
حاليا، يبلغ عدد الأشخاص ذوي الوزن الزائد مليار شخص في العالم، منهم 300 مليون مصابون بالبدانة، وتبلغ نسبة البدانة في كل من الصين واليابان وبعض البلدان الأفريقية أقل من 5 %، بينما ترتفع إلى حوالي 60 % بين الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 20 فما فوق.
البدانة وزيادة الوزن
كانت البدانة تُعرف بأنها زيادة وزن الجسم عن أكثر من 20 % عن الوزن المثالي، وذلك وفقا لجداول الطول والوزن، أما الآن فتعرّف البدانة، بناء على قياس مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index BMI)، على أنها بلوغ مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30، أما إذا تراوحت بين 25 –30، فيصنف الفرد على أنه ذو وزن زائد.
مخاطر البدانة
للبدانة مخاطر كبيرة على صحة الفرد وحالته النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي يمتد تأثيرها ليصل المجتمع بشكل عام، ومن مخاطر البدانة وزيادة الوزن نذكر:
*بالنسبة للأطفال:
1-  التعرض للإصابة بعدة أمراض منها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بأمراض القلب.
- الإصابة بالسكري.
2 - صعوبة في النوم.
3 - تراجع أداء الطفل الأكاديمي والرياضي في المدرسة.
4 -  انعزال الطفل وعدم قدرته على ممارسة الأنشطة والألعاب التي يمارسها الأطفال في سنه.
* بالنسبة للمراهقين والشباب:
1 - الإصابة بعدة أمراض منها:
- التهاب المفاصل وفتق الحجاب الحاجز.
- السكري.
- ضعف المقاومة وكثرة الالتهابات.
- ضعف العضلات.
- ارتفاع الكولسترول والدهنيات في الجسم.
- اضطرابات الجهاز التنفسي.
2- فقدان الثقة بالنفس والإصابة بالاكتئاب والانعزال عن الناس.
3 - الموت المبكر.
ولكي نحمي الأطفال والشباب من البدانة، لا بد من التركيز على الأمور التالية:
• تشجيعهم على نمط الحياة النشط والحيوي.
• الحد من أوقات متابعة التلفاز والكمبيوتر.
• تشجيعهم على تناول المزيد من الخضار والفواكه.
• التقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمشروبات المحلاة.
* بالنسبة للنساء الحوامل:
• صعوبة عملية الولادة واللجوء إلى الولادة القيصرية.
• التعرض للإجهاض.
• الإصابة بمشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والاكتئاب.
• ولادة طفل يعاني من البدانة.
* بالنسبة لكبار السن:
• زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.
• زيادة نسبة الإصابة بألزهايمر.
• التأثير سلبيا على نوعية الحياة.
• الإصابة بخمول ووهن عام.
وكلما زاد وزن الشخص عن وزنه المثالي أو الطبيعي، تزيد احتمالية إصابته بمشاكل صحية واجتماعية، حيث يقدر أن 58 % من إصابات السكري، و21 % من الإصابات بأمراض القلب ومن 8 – 42 % من بعض الإصابات بالسرطان تعزى إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عن 21كغم/م2.
هل تعد كل زيادة في الوزن بدانة؟
الجواب: لا، ليست كل زيادة في الوزن تعد بدانة، فهناك زيادة في الوزن نتيجة زيادة كتلة العضلات كما في لاعبي كمال الأجسام، وهناك زيادة أخرى نتيجة ارتفاع معدل سوائل الجسم عن الحد الطبيعي لها كما في حالات تناول الهرمونات الأنثوية وبعض العقاقير مثل؛ الكورتيزون أو حالات الحمل، حيث يزيد وزن الأم الحامل نتيجة زيادة سوائل الجسم وزيادة كمية الدم (في جدار الرحم والمشيمة)، ويرتفع بحوالي لتر أو لتر ونصف عن الطبيعي، أضف إلى هذا زيادة الوزن الناتجة عن اختلاف حجم الهيكل العظمي من شخص لآخر، وما يتبعه من اختلاف الوزن الذي يختلف باختلاف كثافة العظام.
وتتنوع العوامل التي تساعد على زيادة الوزن إلى:
1 - عوامل جينية ووراثية.
2 - عوامل بيئية مثل: الوضع الاجتماعي الذي يرتبط  مع البدانة والإفراط في الأكل.
3 - عوامل تنظيمية مثل: اختلال الهرومونات وتناول الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الوزن.
4 - عدد الخلايا الدهنية في الجسم.
ما النحافة؟
يقصد بالنحافة: انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي؛ حيث يقل مؤشر كتلة الجسم عن 18.5، وتنتج النحافة عادة عن سوء التغذية أو المرض، وتؤدي إلى اضطرابات في معدل السعرات الحرارية في الجسم والبروتينات والفيتامينات والمعادن.. وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن النحافة أدت إلى وفاة 3.7 مليون شخص العام 2000.
مخاطر النحافة:
فيما يلي بعض الآثار السلبية للنحافة:
* بالنسبة للأطفال:
1 - الإصابة بالإسهال.
2 - إضعاف جهاز المناعة.
3 - كثرة الالتهابات.
4 - الإصابة بوهن وضعف عام.
* بالنسبة للمراهقين والشباب:
1 - اضطرابات في الأكل.
2 - احتمالية الإصابة بالإسهال.
3 - الإصابة بالاكتئاب وعدم الثقة بالنفس.
*بالنسبة للحوامل:
1 - زيادة نسبة التعرض لكسر العظام.
2 - اضطراب الهرمونات.
3 - زيادة المضاعفات التي قد تحدث أثناء عملية الولادة.
4 - انخفاض وزن الطفل، مما يؤثر على صحته مستقبلا.
* بالنسبة لكبار السن:
1 - ضعف في الذاكرة.
2 - زيادة الإصابة بالبرد والزكام نظرا لضعف جهاز المناعة.
3 - الإصابة بتخلخل العظام.
4 - ضعف في قوة العضلات.
مؤشر كتلة الجسم
كما رأينا، فإن المقياس المتعارف عليه عالميا لتمييز البدانة عن النحافة عن الوزن المثالي هو مؤشر كتلة الجسم، فما هو، وكيف يمكن قياسه، وما العوامل المؤثرة فيه؟
مؤشر كتلة الجسم هو: طريقة شائعة لقياس ما إذا كان الشخص بدينا أو ذا وزن زائد أو يتمتع بوزن مثالي، وهو يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله.
ويحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع طول القامة بالمتر كما يلي:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلوغرام ÷ (الطول بالمتر)2
مثال: إذا كان وزن الشخص 80 كيلوغراما، وطوله 170 سم، يكون مؤشر كتلة الجسم  كما يلي:
مؤشر كتلة الجسم = 80 ÷ (1.70)2
          = 27.6
ويعطي هذا المؤشر فكرة عن نسبة الشحوم في الجسم، ولكن يجب مراعاة بعض الأمور عند احتسابه منها: أن الأشخاص الرياضيين لديهم كتلة عضلات أكبر، ولذلك يكون المؤشر لديهم عال بالنسبة لطولهم وهذا لا يعني زيادة نسبة الشحوم، كما تكون نسبة الشحوم لدى النساء أعلى منها عند الرجال، إضافة إلى الفئة العمرية التي تؤثر على المؤشر؛ حيث يختلف التصنيف عند البالغين منه عند الأطفال كما يلي:
* تصنيف الأطفال:
على خلاف البالغين، يختلف مؤشر كتلة الجسم عند الأطفال باختلاف العمر والجنس، حيث يسمى هذا المؤشر عند الأطفال بمؤشر كتلة الجسم للعمر (BMI-for-age)، ويتم حساب هذا المؤشر من خلال جدول يحتوي على سلسلة من الخانات التي تبين نسباً معينة، حيث يكون التركيز في هذه الحالة على نسبة المؤشر وفقا للعمر والجنس بدلا من قيمة المؤشر نفسه.