محمد سمور
البلقاء- أكد مطلق مبادرة فرش مسجد السلط الكبير، الناشط الاجتماعي وائل عربيات لـ”الغد”، أن كلفة فرش المسجد تصل إلى 19 ألف دينار، تم جمع 15 ألفا من قبل متبرعين، وتم إيداعها في حساب وزارة الأوقاف.
وبحسب عربيات، تبقى نحو 4 آلاف دينار لإتمام المبلغ كاملا والمضي بفرش المسجد، مشيرا إلى أن المبادرة تم إطلاقها قبل نحو 10 أيام، وما تزال مفتوحة حتى استكمال الـ4 آلاف دينار المتبقية وعدم تأخير إجراءات الفرش.
وقال، إن الأهمية الدينية والتاريخية لمسجد السلط الكبير، وحاجته إلى فرش جديد، دفعته إلى إطلاق المبادرة من خلال بث فيديو عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ليفاجئ بأن أهالي مدينة السلط هبوا إلى تلبية النداء وجمع التبرعات.
وأكد عربيات ثقته بأنه سيتم جمع المبلغ المتبقي من كلفة الفرش وإنجازه بأسرع وقت، مشيرا إلى أن مديرية الأوقاف في محافظة البلقاء تبذل كل جهدها لإنجاز كل ما يتعلق بمتطلبات المسجد من أعمال صيانة وتطوير، مشددا على أن المبادرة تأتي دعما واستكمالا لجهود المديرية.
المسجد تم تشييده في العصور الإسلامية الأولى على الطراز المعماري الذي كان متبعا في بناء المساجد في تلك الحقبة، من حيث وجود الصحن والمئذنة بأدراجها اللولبية وبركة المياه الحجرية لغايات الوضوء التي تحيطها المقاعد الحجرية أيضا، والأرضيات من الحجارة الصلبة وكانت تفرش بالحصر، فيما كان المسجد يضاء بالقناديل أو الشموع لحين وصول التيار الكهربائي للمدينة في أوائل القرن الماضي، ولاحقا وعلى مدى العقود الماضية، شهد أعمال ترميم وصيانة عدة.
وكان مدير أوقاف البلقاء، الدكتور أحمد الخرابشة، أكد أنه سيتم الانتهاء من أعمال الصيانة في المسجد، بعد أسبوعين، مشيرا إلى أن الكلفة التقديرية لأعمال الصيانة بلغت نحو 35 ألف دينار من غير الفرش، وأن سبب تأخير البدء فيها هو ظهور الرطوبة خلال فصل الشتاء.
ووفق الخرابشة، فقد تم تخصيص المبالغ اللازمة للصيانة من موازنة مديرية البرامج الوقفية في وزارة الأوقاف، مثمنا إطلاق المبادرة المتعلقة بفرش المسجد السلط الكبير، لحث الناس على كسب الأجر في هذا الشهر الفضيل، لافتا في الوقت ذاته أنه سيتم بعد عيد الفطر تشكيل لجنة مركزية للمساجد يرأسها الحاكم الإداري ومهمتها رعاية المساجد في المحافظة.
وفي الحديث عن مساجد المحافظة، قال إنه يوجد في البلقاء 505 مساجد، إضافة لمساجد قيد الإنشاء لم يكتمل بناؤها، موضحا أن وزارة الأوقاف تشرف على جميع الأمور الوقفية في المحافظة، وتم خلال شهر رمضان الحالي رفد جميع مساجد المحافظة بأئمة مؤهلين لصلاة التراويح، مع وجود برنامج شامل للوعظ والإرشاد، هدفه إيصال الفكر المعتدل للناس من خلال الوعظ والإرشاد السليم.
وتم بحسب الخرابشة، اختيار 5 مساجد في كل محافظة لفرشها من خلال مبادرة ملكية بهذا الخصوص، لافتا إلى أن المساجد التي تم فرشها منتقاة.
وبالعودة إلى مسجد السلط الكبير، فقد أشار الخرابشة، إلى أنه من أقدم المساجد في المملكة والأكبر من حيث المساحة، وأعيد بناؤه عام 2010 ضمن تطوير وسط مدينة السلط، حيث تبلغ مساحته 4 آلاف متر مربع، منها 1700 متر مساحة المصليات.
وأضاف، أن المسجد مسجل في وزارة الثقافة، كمسجد تاريخي، حيث أعلن وزير الأوقاف خلال إطلاق أسبوع العناية بالمساجد وقفه باسم كرسي الإمام النووي، وهو الوقف الذي أمر جلالة الملك عبد الله الثاني بإنشائه لدراسة فكر الإمام النووي رغبة في إحياء الوقف العلمي وإيمانا بتراث الإمام النووي وفكره.
