4.5 مليون جرعة.. هل تصل بنا لصيف آمن؟

مواطن خلال تطعيمه ضد فيروس كورونا في أحد مراكز التطعيم بعمان -(أرشيفية)
مواطن خلال تطعيمه ضد فيروس كورونا في أحد مراكز التطعيم بعمان -(أرشيفية)

محمود الطراونة

عمان - تتسارع وتيرة التطعيم في المملكة على أمل تطعيم 4.5 مليون مواطن مع مطلع ايلول (سبتمبر) المقبل، وهو الرقم المستهدف للوصول الى صيف آمن وفقا لخبراء وبائيين قالوا لـ"الغد"، ان "الحل الوحيد للخروج من ازمة الوباء هو في التطعيم والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي".اضافة اعلان
خطة الحكومة تتزامن مع اجراءات الفتح الشامل للقطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية مطلع الشهر المقبل وهو ما يؤشر صراحة على ان "الاجراءات التي تبذلها الدولة في توفير المطاعيم مناسبة حتى الآن حتى ولو لم تصل الى الرقم المستهدف وهو 4.5 مليون شخص".
وكان امين عام وزارة الصحة لشؤون الاوبئة عادل البلبيسي اشار لـ"الغد" في تصريحات سابقة الى ان الرقم 4.5 مليون "ليس مقدسا وانما هدف نحاول الوصول"، مشيرا الى أن الحملات مستمرة للتطعيم حتى بعد الاول من ايلول (سبتمبر) لضمان تقديم حماية كاملة للمواطنين من الوباء.
وفي السياق نفسه أكد خبير الفيروسات عزمي محافظة ان على وزارة الصحة التسريع في عمليات التطعيم وصولا الى اكبر عدد وإقناع المواطنين بجدواه فضلا عن الالتزام الحقيقي بإجراءات التباعد والاجراءات الوقائية، لافتا الى ان تذبذب ارقام الاصابات صعودا وهبوطا هو بفعل المناعة المجتمعية المكتسبة.
غير ان استشاري الامراض الصدرية والتنفسية محمد حسن الطراونة شدد على ضرورة تكثيف عمليات التطعيم باعتباره الخيار الاوحد للمواطن للخلاص من هذه الجائحة، لافتا الى ان على الحكومة اقناع الناس بالمطعوم وجدواه عبر التثقيف والابتعاد عن التلويح بإجراءات من شأنها تخويف الناس.
وطالب الطراونة وزارة الصحة بإنشاء عيادات في العاصمة والمحافظات لتقديم النصح والارشاد والمشورة للمواطنين الراغبين بالتطعيم خاصة أولئك الذين يعانون امراض الحساسية واخرى عضوية والتي يمكن ان تؤثر عليهم في حال تلقوا المطعوم في ظل ضعف العمل على الخط الساخن التابع لوزارة الصحة.
وبالمحصلة فالتطعيم بات ضرورة ملحة وليس خيارا في ظل تفاقم الاوضاع في العالم وظهور المحورين البريطاني والدلتا وغيرهما.
وفي السياق يؤشر عضو المركز الوطني لحقوق الانسان رئيس لجنة الصحة فيه ابراهيم البدور ضرورة ان يتلقى المواطنون مطعوم فايزر سواء من تلقوا المطعوم الصيني او من لم يتلقوه، مشددا على ان هناك مطاعيم لا تقدم مناعة ناجعة ضد المتحورات وخاصة الدلتا.
ولفت البدور الى ان الخيار الباقي لدى المواطن لحماية نفسه هو الاقبال على المطعوم الذي يقدم مناعة مناسبة وان تتحول وزارة الصحة الى تقديم مطعوم فايزر لجميع المواطنين خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه يشير مصدر مطلع في وزارة الصحة الى ان غالبية اعضاء اللجنة الوطنية للاوبئة والوزراء تلقوا مطعوم فايزر بعد تلقيهم مطعوم سينوفارم الصيني، ولم يتسن لـ"الغد" التأكد من صحة هذه المعلومات غير ان عضوا في اللجنة الوطنية للاوبئة أكد لـ"الغد" انه تلقى شخصيا المطعومين الصيني وفايزر بمعدل اربع جرعات، الاخيرتان من فايزر.
وتحاول الحكومة وفقا لتصريحات مسؤوليها العمل وصولا الى التعليم الوجاهي في الجامعات والمدارس وفتح كامل لكافة القطاعات الاقتصادية وتأمين الحماية للمواطنين من انشتار اي عدوى يتسبب بها الفيروس المتحور والخروج من الذروة الثالثة بأقل الخسائر.
وتتذبذب اعداد الاصابات وصولا الى 1000 اصابة لتعاود التراجع الى 300 يقابله تذبذب اخر في اعداد الوفيات وهو ما يؤشر على ان الجائحة لم تنته وان على الحكومة متابعة اجراءاتها حتى بعد الاول من ايلول (سبتمبر) المقبل وهو موعد الفتح الكامل للقطاعات ضمن الخطة الحكومية في مرحلتها الثالثة التي بدأت مطلع حزيران (يونيو) الماضي واستمرت في مرحلتها الثانية لغاية تموز (يوليو) الماضي.
التأكيدات الحكومية على ان لا تراجع عن قرار التعليم الوجاهي يقابله مخاوف من المواطنين من تكرار سيناريو إغلاق المدارس بسبب اعداد الاصابات وهو ما يتوجب التعديل على البروتوكول الخاص لفتح القطاعات التعليمية وجعله اكثر مرونة والتعايش مع الواقع الجديد مع مزيد من الاجراءات التفتيشية الصارمة التي تمارسها الحكومة بموجب قرار الدفاع رقم 32.
ويعكس مثل هذا التوجه ان تبرهن الحكومة على جديتها في الخروج من الازمة الوبائية لتحسين الاوضاع الاقتصادية اسوة بدول عديدة اعلنت الخروج النسبي من تداعيات هذه الجائحة وفقا لإجراءات مدروسة.
على أن العزوف عن المطاعيم عالميا وليس في الاردن وحده ما يزال يشكل عبئا ومسؤولية على الحكومة التعامل معها في محاولة لإقناع المواطنين بجدوى المطعوم ولكن بوسائل اكثر نجاعة وفاعلية.