40 حريقا غالبيتها مفتعلة بغابات عجلون منذ بداية الصيف

حريق مفتعل يشتعل ليلا في غابات عجلون قبل أيام - (الغد)
حريق مفتعل يشتعل ليلا في غابات عجلون قبل أيام - (الغد)

عامر خطاطبة وحابس العدوان وعلا عبداللطيف وإحسان التميمي

محافظات-  تجاوز عدد الحرائق التي اشتعلت بمنطقة عجلون منذ بداية الصيف الحالي الأربعين حريقا معظمها مفتعلة، وفق دفاع مدني المحافظة.اضافة اعلان
ورغم أن هذه الحرائق والتي لم يسجل بمعظمها أي إصابات، الا انها ألحقت خسائر مادية وبيئية جمة، خاصة حرائق الغابات التي أتت على مئات الأشجار المُعمَّرة.
ويؤكد مسؤولون في المحافظة، أن غالبية حرائق عجلون وبحسب المؤشرات مفتعلة من قبل أشخاص مجهولين ومنظمين في عصابات بهدف المتاجرة بتلك الأشجار، في وقت تطالب فاعليات مختلفة بضرورة تشديد إجراءات الرقابة وتغليظ العقوبات لحماية الغابات من الاعتداءات المتكررة.
وأكد مدير دفاع مدني محافظة عجلون العقيد هاني الصمادي أن "مافيات التحطيب" باتت تلجأ إلى استخدام الإطارات المشتعلة لإشعال الحرائق وسط الغابات الممتلئة وبالأعشاب الجافة بواسطة دحرجتها مشتعلة ونشر الكثير منها بين الغابات وخصوصا في المناطق الوعرة.
وبين أن وجود الإطارات القديمة بين الأشجار يساعد على تجدد الحرائق وإطالة مدة اشتعالها، مؤكداً أنه يعتقد أن وجود هذه الإطارات بين الأشجار ليس صدفة وإنما جاء بفعل فاعل كي تساعد هذه الإطارات على انتشار الحرائق بسرعة أكبر.
وكانت عدة حرائق مفتعلة في الغابات المحيطة بقلعة عجلون الأثرية اشتعلت  نهاية الأسبوع الماضي، واتت على أكثر من 150 شجرة حرجية معمرة كالسنديان واللزاب والسرو وشجيرات صغيرة كالقيقب والبطم بحيث احتاجت إلى 15 "طلعة" و100 متر مياه لإخمادها، وفق الصمادي.
وبين الصمادي، أن المديرية تعاملت خلال الفترة الماضية مع أكثر من 40 حريقا في أراض حرجية وزراعية نجم عنها حرق وشفط مئات الأشجار الحرجية والمعمرة والأعشاب الجافة في عدد من مناطق المحافظة، لافتا إلى أن فرق الإطفاء تتعامل يوميا مع حرائق أشجار وأعشاب جافة.
وبين مدير زراعة المحافظة المهندس فياض الحوارات انه تم خلال شهر رمضان وإجازة العيد حرق وشفط مئات الأشجار الحرجية في مناطق عجلون وعنجرة.
ويعرب سكان في المحافظة وناشطون بالشأن البيئي وحماية الغابات عن أملهم بأن تسهم توجيهات وتوصيات مجلس الوزراء مطلع نيسان الماضي بخصوص الغابات بحمايتها من التحطيب ومفتعلي الحرائق.
وطالبوا بضرورة تطبيق هذه التوصيات والتوجيهات للوزارات والأجهزة المعنية على أرض الواقع، وذلك بإعادة النظر بالعقوبات وتزويد الأجهزة المكلفة بحماية الغابات بالمعدات الضرورية والكافية.
وفي بادرة نيابية تعكس حجم المشكلة، وجه النائب علي بني عطا نداء استغاثة لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لوقف ما اسماه "جرائم حرق الغابات" التي تجري في عجلون على أيدي من وصفهم  "بحفنة من تجار الحطب"، مؤكداً أن غابات عجلون تحترق بشكل منظم، ما يستدعي من الحكومة اتخاذ كافة التدابير لحمايتها من العبث بأسرع وقت.
وطالب الناشط البيئي علي القضاة، الحكومة بالإسراع بإعادة النظر بالقوانين والتشريعات المتعلقة بحماية الغابات وتغليظ العقوبات وتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق.
وأعرب مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي عن أمله بأن تترجم توصيات وتوجيهات مجلس الوزراء تلك إلى أفعال على أرض الواقع بأسرع وقت ممكن، مؤكدا أنه في حال تم تنفيذها بشكل دقيق فإن حوادث الاعتداء على الغابات ستنخفض بشكل واضح تدريجيا وصولا إلى القضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الثروة الوطنية بالزوال خلال عقود.
ودعا المحامي جمال خطاطبة إلى ضرورة أن تتحمل كافة الجهات المعنية مسؤولياتها، بحيث يتم إيجاد تشريعات وقوانين رادعة وعدم التهاون في تطبيقها، إضافة إلى توفير كافة وسائل الحماية والمراقبة لهذه الثروة الوطنية، وإشراك المجتمع المحلي بحمايتها كتخصيص مكافآت مالية للسكان المجاورين للغابات مقابل حمايتها من "مافيات" التحطيب والإبلاغ عن أي محاولات للاعتداء عليها.
وفيما تتواصل حوادث الحرائق التي تشتعل بالاراضي الزراعية والاحراش بمناطق مختلفة من محافظات المملكة، اتخذت جهات معينة اجراءاتها للحد من وصول نيران الحرائق الى اماكن مهمة حال اشتعالها.
ففي اجراءات وصفت بالوقائية، انهت إدارة هيئة موقع عماد السيد المسيح (المغطس)  اعمالها للحيلولة دون وصول أي حرائق إلى المحمية.
 وبحسب مدير الهيئة المهندس ضياء مدني فانه جرى القيام بسلسلة من الإجراءات الاحترازية التي من شأنها منع وصول الحرائق إلى محمية يوحنا المعمدان والحد من وصولها إلى المواقع الأثرية والمجمع الكنسي على الضفة الشرقية للنهر في حال نشوب حرائق في المنطقة.
وتأتي هذه الاجراءات عقب الحريق الذي شب يوم الجمعة الماضي، في منطقة زور الكرامة وامتداد النيران على مساحات واسعة من المنطقة .
 وأضاف المدني، أنه تم إزالة الأعشاب الجافة التي تساعد على انتقال النيران في حال اشتعالها، اضافة إلى تشغيل النظام الآلي لمكافحة الحرائق في المجمعات الأثرية والدينية الخاصة بموقع المغطس، لافتا انه تم نشر ما يقارب من (16) جهاز إطفاء حرائق على امتداد الطرق والممرات التي يسلكها الزوار والسياح وصولا إلى الضفة الشرقية للنهر ووضع المزيد من الإشارات والشواخص التحذيرية لمنع التدخين ورمي أعقاب السجائر.
وأشار المدني إلى أن القوات المسلحة قامت بتنظيف خط النار الذي أنشئ عقب حريق العام 2006 من الأعشاب الجافة كإجراء احترازي لمنع امتداد النيران في حال  نشوب حريق.
على ان اجراءات إدارة المغطس ما تزال غائبة عن مناطق اخرى تستدعي الاسراع بوضع حد لحوادث الحرائق التي باتت ظاهرة وتصنف ضمن "الجرائم المنظمة".
ولا تقتصر الحرائق على الغابات بل ان مساحات واسعة من المحاصيل التهمتها النيران وألحقت خسائر مادية لأصحاب تلك المحاصيل.
ففي محافظة المفرق، أخمدت فرق الإطفاء والانقاذ التابعة لمديرية دفاع مدني المفرق حريقا اتى على ما مساحته  50 دونما مزروعة بمحصول الشعير بمنطقه وادي الضليل، حسب مصدر في الدفاع المدني.
وقال المصدر، إن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق والسيطرة عليه فيما لم ينتج عن الحريق أي إصابات واقتصرت الخسائر على المحصول الزراعي.
واتت حرائق مماثلة على مئات الدونمات المزروعة بالمحاصيل منذ بداية الصيف الحالي بمحافظات مختلفة سجلت اغلبها ضمن الحرائق المفتعلة، وفق تقارير مديريات الدفاع المدني.
الى ذلك،  شكلت متصرفية  لواء الغور الشمالي  لجنتين  من عدة جهات مشتركة لحصر اضرار الحريق الذي امتد من الجانب الاسرائيلي إلى الجانب الأردني في منطقة وادي الريان لواء الغور الشمالي وفق متصرف اللواء عدنان العتوم .
واوضح العتوم الى ان اللجان والتي شكلت من سلطة وادي الاردن، والزراعة، والدفاع المدني،  والمتصرفية، ستعمل على حصر الأضرار ورفعها الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة، نافيا علما بصرف أي من التعويضات المالية.
وكانت طواقم الإطفاء في مديرية دفاع مدني اربد اخمدت مساء أول من أمس، حريقا امتد من الطرف الغربي لنهر الاردن على الجانب الاسرائيلي الى الاراضي الاردنية في منطقة زور حنانيا بمنطقة وادي الريان .
 وقال العتوم، ان خسائر الحريق اقتصرت على اشجار حرجية وقصيب على حرم نهر الاردن، علاوة على شفط عدد من أشجار الحمضيات.
 وبين ان طول الحريق على امتداد الاراضي الاردنية بلغ نحو ثلاثة كيلومترات وبعمق نحو 30 مترا، مشيرا الى انه تم استخدام الأتربة لقطع مجرى الحريق ما حال دون إضراره بالمزارع المجاورة.
واشار إلى أن طواقم الدفاع المدني وبمعاونة الاجهزة المعنية في سلطة وادي الاردن والزراعة وبلدية شرحبيل بن حسنة (رضي الله عنه) ستبقي المنطقة تحت المراقبة لغاية التأكد من عدم امتداد الحريق مرة أخرى إلى شرقي نهر الأردن حيث الأراضي الأردنية خاصة مع ارتفاع مساحة الحريق على الجانب الاسرائيلي الذي يعمل على إخماده.