40 فنانا ومؤسسة ثقافية في برنامج "أكاديمية المنظومة الحيوية"

40 فنانا ومؤسسة ثقافية في برنامج "أكاديمية المنظومة الحيوية"
40 فنانا ومؤسسة ثقافية في برنامج "أكاديمية المنظومة الحيوية"
اختتم مؤخراً برنامج "ثقافة داير ما يدور" أول لقاء تشبيك إقليمي لمكوّن "أكاديمية المنظومة الحيوية" الذي ضم أكثر من40 فنانًا وناشطا ومؤسسة ثقافية، إلى جانب عاملين في مجال الثقافة والفنون والإدارة الثقافية، ونفذه مؤسسة MitOst على مدار ثلاثة أيام في مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة في عمّان. وتهدف "أكاديمية المنظومة الحيوية"، المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي لوضع خارطة للأطراف العاملة في الفنون والثقافة والمجتمع المدنيّ في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ، والتفكير في الدور الذي تلعبه بهدف تعزيز مرونة هذا القطاع، والمساهمة في بناء وتطوير منهجيّات عمل، بالإضافة إلى تقديم الدعم في تصميم لقاءات تشبيك إقليميّ تتناول موضوعات متنوّعة؛ مثل بناء قدرات الأفراد والمؤسّسات وتنمية المجتمع والشراكات والتعاون، وتيسير تبادل المعارف والخبرات بين مختلف الأطراف الفاعلة في البرنامج، إلى جانب نشر المقاربات المنهجيّة والدروس المستفادة على نطاق أوسع. ويعدّ «ثقافة داير ما يدور» برنامجًا تعاونيًا متعدّد الجوانب، يتألّف من خمس مكوّنات تُنفّذ على مدار 4 سنوات بهدف دعم استقرار 36 مؤسسة وكيان ثقافي، والمساهمة في نموّها لبناء سُبل تعاون مستدامة، وتيسير حق الوصول إلى الثقافة ضمن سياق عمل هذه المؤسسات (الكيانات)، والترويج لمبادرات ثقافيّة ومدنّية يقودها الشباب، وذلك من خلال 32 منحة بحثيّة و24 منحة إنتاجيّة، إلى جانب مختبرات تشاركيّة تهدف إلى دعم وتطوير مشاريع ثقافيّة ومدنيّة تُعنى بمجتمعاتها. وناقش المشاركون في "أكاديمية المنظومة الحيوية" عدة قضايا وأمور ذات علاقة بالمنظومة الثقافية والفنية وإدارة العمل الثقافي وتطويره داخل المؤسسات وخارجها. واتبعت الأكاديمية منهجية "النقاش المفتوح" بحيث لم تفرض أجندة معدة مسبقة على المشاركين، بل هم من اختاروا المواضيع التي سيناقشونها. وقدمت الأكاديمية منهجيّات للحوار تبادل تقوم على التعلّم بين النظراء، والتعلّم بالممارسة والدعم التوجيهيّ. وضمت "الأكاديمية "مشاركين من كل من تونس والجزائر والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب وليبيا، من بينهم شباب ومشاريع فنية وثقافية استفادوا من "مكونات" أطلقها برنامج"ثقافة داير ما يدور" وهما مكوّن "التحالفات الثقافية" و مكوّن "مبادرات ثقافية مدنية يقودها الشباب". وأعربت المشاركة أسيل عيسى، من مؤسسة MedeArts Network (أحد المستفيدين من مكون "التحالفات الثقافية " في الأردن، عن سعادتها بالمشاركة في المحترف مشيرة إلى وجود تشابه كبير بين التحديات التي تواجهها المؤسسات العاملة في القطاع الثقافي. وأكدت أنه "هذه فرصة للاستفادة من الحلول التي وجدتها مؤسسات أخرى والتي تعرفنا إليها خلال النقاشات التي جرت". أما محمد أبو طيرة من مؤسسة المورد الثقافي في لبنان، فأكد على أن المواضيع التي تم مناقشتها متنوعة، من أهمها التعامل مع التمويل المقدم للمؤسسات الثقافية والقوانين التي تحكم عمله وكيفية تحقيق استدامة للعمل الثقافي والفني. أيضًا من المواضيع التي طرحت، كما ذكر أبو طيرة "عمل المؤسسات الثقافية في ظل الاحتلال وظروف الحرب". المصور الفوتوغرافي فتحي صحراوي من الجزائر وهو مستفيد من "مكون مبادرات ثقافية مدنية يقودها الشباب"، تحدث عن أهمية التعرف على الفنانين والمؤسسات الثقافية والفنية العاملة في الدول الأخرى، حيث هذه كانت أول مشاركة له في ملتقى إقليمي يتم تنظيمه بهذا الشكل. ومن النقاط المهمة التي وجدها فتحي، تم مناقشتها خلال الأكاديمية: كيفية الوصول إلى الفئة المستهدفة للمشاريع، خاصة وأنه يعمل حاليا على انتاج فيلم. وأكد على أهمية لقاء المشاركين على أرض الواقع بعد انقطاع دام حوالي سنتين بسبب جائحة كورونا. أما شروق الحريري من مصر، وهي أيضا مستفيدة من "مكون مبادرات ثقافية مدنية يقودها الشباب"، فأكدت على أهمية وجود "مساحة للحوار بين الأفراد والمؤسسات" وتبادل الخبرات ووجهات النظر. وأشارت إلى أنه تم الخروج بحلول مبنية على الفكر التشاركي تعنى بكيفية الجمع بين ريادة الأعمال والعمل في مجالي الثقافة والفنون. هذا وسيكون بإمكان المشاركين بعد البرنامج التواصل فيما بينهم من خلال مجموعة خاصة بهم على فيسبوك، والتي ستكون حلقة وصل دائمة للنقاش وتبادل الخبرات فيما بينهم. من الجدير بالذكر أن برنامج «ثقافة داير ما يدور» يسعى إلى تعزيز منظومة حيويّة ثقافيّة، كونها المناخ اللازم لتمكين الشباب مجتمعيًّا واقتصاديًّا، وذلك في سبعة بلدان في المنطقة العربيّة، تشمل الأردن، تونس، الجزائر، فلسطين، لبنان، المغرب ومصر، إلى جانب أفراد ومؤسسات فنية العاملة في سوريا وليبيا، وبتمويل مشترك من الاتّحاد الأوروبيّ. أيضا يهدف البرنامج من خلال مكوّن "شراكات عابرة للحدود" إلى خلق سبل تعاون وتبادل معرفيّ بين 30 كيانًا ثقافيًّا من المنطقة العربيّة وأوروبا، وإيجاد طرق للتبادل المستمرّ للمعرفة والخبرات خلال فترة البرنامج، بالإضافة إلى مشاركة مقاربات وممارسات معنيّة بالمنظومة الحيويّة في نطاق أوسع، فضلا عن إنشاء منصة تدعم إتاحة الثقافة للجميع، وتدعو لمبادرات تُحسّن من بيئة عمل الأنشطة الثقافيّة والفنيّة في البلدان المعنيّة. تعمل MitOstعلى ربط المواطنين النشطين في شبكة مفتوحة ومتنوعة في أوروبا ودول الجوار عن طريق تطوير الأنشطة وتنفيذ البرامج التي تعزز التبادل الثقافي والمواطنة النشطة والتماسك الاجتماعي والتنمية الحضرية المستدامة، والتي تتخطى الحدود الثقافية واللغوية أو القطاعية. MitOst لديها ما يقرب من 1400 عضو في أكثر من 40 دولة، وتعرف نفسها كمنصة لتمويل البرامج بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجمعيات بالإضافة لخلق مشروعات عابرة للحدود مع العديد من شركائها.اضافة اعلان