60 مفكرا يناقشون قضايا مركزية تبرز صورة الأردن في العالم

الزرقاء - أطلق وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس، امس، فعاليات المؤتمر الدولي الذي تعقده الجامعة الهاشمية، بالتعاون مع وزارة الثقافة بعنوان "صورة الأردن في العالم في 100 عام".اضافة اعلان
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر لـ3 أيام، 60 مشاركاً من النخب الفكرية والسياسية والأكاديمية والبحثية من العالم، يناقشون قضايا مركزيّة كبرى تبرز صور الأردنّ عند الآخر، ورؤى عن الأردن، ومستقبله.
وقال عويس "نلج إلى المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية ناظرين للعالم بما يشهده من تغيرات ديموغرافية وتغيرات في المناخ والأمن المائي والتحديات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى ما يشهده العالم من تسارع في التقدم والتطور التكنولوجي واستخدام الذكاء الاصطناعي".
وبين أن "الأردن خطا خطوات واسعة في مجال الاهتمام في التعليم العالي والتعليم النوعي الذي نعتبره الصورة المشرقة التي تعكس سر نجاح وتقدم الأردن، مستنيرين بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والحوارات والمناقشات مع المختصين في مجال التعليم لاستحداث طرق جديدة في أنماط التعليم النوعي".
من جانبه، قال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز الزبون، إن مملكتنا تحتفي ببلوغها المئويّة الثانية، بعد أن مضى على نشأتها الأولى قرن من الزّمان عتيد، سطّر فيه الهاشميون والأردنيون صفحات في أسفار المجد، وموسوعات من السؤدد والفخر، فلا تجد فيها إلا حديثا عن بطولة، أو رواية لمكرمة، أو سردا لشهامة.
وقال مندوب وزيرة الثقافة، مستشار الوزيرة الدكتور أحمد راشد "إننا نعتز ونفتخر بتحقيق نهضة وطنية شاملة في مجالات الحياة كافة في ظل القيادة الهاشمية المظفرة، إذ استطعنا بناء دولة متعددة آمنة، وتحقيق مبدأ التنوع والعيش المشترك وبناء علاقات خارجية متميزة مع كبرى الدول العالمية".
وقالت الدكتورة نيفين مسعد من جامعة القاهرة، إننا إزاء تجربة ديمقراطية جوهرها نظام الحكم البرلماني الذي يحترم التعددية الحزبية ويكفل حرية الرأي والتعبير، فيما صمام أمانها المؤسسة الملكية التي تضمن الاستمرارية التاريخية وتجسد إرادة الشعب وتحافظ على التنوع في إطار الوحدة".
وتحدثت الدكتورة مسعد عن دور الأردن وانخراطه في المشروعات الوحدوية والتنسيقية العربية بدءاً بالوحدة العراقية الأردنية 1958، مرورا بمجلس التعاون العربي العام 1989 مع مصر والعراق واليمن، وصولا إلى إطار التعاون الثلاثي في كل من مصر والعراق، لافتة إلى دور الأردن المحوري في توحيد الصف العربي باعتبار ذلك شرطا ضروريًا للدفاع عن الأمن العربي.
من جانبه، قال نائب رئيس الجامعة، المنسق العالم للمؤتمر الدكتور عبدالباسط الزيود: "تبلغ المملكة الأردنية الهاشمية القرن من عمرها المديد، وقد تجاوزت الريّاح والأعاصير التي مرّت بالمنطقة وعصفت بأركانها وزلزلت جنباتها فمنذ مقدم الركب الهاشمي، مملكتنا تخرج أشد منعة، وقناتها صلبة.
بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور جمال الشلبي إن الأردن استطاع اجتياز المئوية الأولى التي كانت مليئة بمفاجآت وملبدة بالصراع والتحديات والتنافس بينما خرج منها الأردن بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة منتصرًا ومتجاوزا التحديات كافة، مشيرا إلى ان جلالة الملك عبدالله الثاني استطاع ان ينسج علاقات واسعة مع مختلف دول العالم.
واشتمل اليوم الأول للمؤتمر على ثلاث جلسات ناقشت موضوعات "رؤى نحو الأردن" التي أدارها رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، و"صورة الأردن كدولة" التي أدارها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، و"تحولات تاريخ الدولة الأردنية وصورها" التي أدارها رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران.
وقال الروابدة الذي ترأس الجلسة الافتتاحية إن ما يقدمه المشاركون في هذا المؤتمر يبعث فينا مشاعر الفخر والاعتزاز، فقد اجمع العرب والعالم على تكريم الوطن الأردني الذي بذلت القيادة الهاشمية جهودا كبيرة في سبيل تقدمه واستقراره وتطوره.
وبين أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله في ورقته التي جاءت بعنوان "الأردن صوت السلام ونهج الاعتدال"، أن الأردن في قلب كل إماراتي وخليجي له محبة خاصة، فالأردن في الوعي والإدراك الخليجي يقوم بمرتكزات، فهو نموذج للاعتدال والاتزان في منطقة عربية وشرق أوسطية مضطربة، فالأردن صورة ملهمة للإنسان الخليجي خاصة والعربي عموما، ارتبطت بالوسطية والاعتدال، فهو أنموذج للسلام والاستقرار في منطقة عالية الخطورة.
كما قدمت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة رينيه حتر ورقة بعنوان "الحوار الديني والعيش المشترك، التجربة الأردنية" ، بينت فيها أن الأردن يقوم على التعددية الاجتماعية والثقافية والدينية والفكرية منذ تأسيس الدولة، كما يسود المجتمع القيم المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل في الداخل والخارج، مشيرة إلى دوره في إطلاق المبادرات للحوار بين الأديان.
وتحدث نائب رئيس جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي في بيروت الدكتور عبدالحسين شعبان خلال ورقته العلمية بعنوان "الملك الحسين، الاستثناء في الاستثناء"، عن الملك الباني الحسين بن طلال، اذ قضى 46 عاما في قيادة الأردن في ظل ظروف استثنائية وتحديات كبرى، وواجه أحداثا استثنائية أطاحت بدول وكيانات، لكن الأردن بفضل حكمة الحسين رحمه الله، انتصر عليها.
كما قدم أمين عام منتدى الفكر العربي سابقاً الدكتور الصادق الفقيه ورقة بعنوان "صورة الأردن في الفكر العربي"، إذ أوضح أن الأردن دولة عميقة الجذور الحضارية التي تعود إلى آلاف السنين، حيث ان الحضارة النبطية القديمة هي التي اكتشفت الحرف العربي، فالأردن بلد المعرفة والمحبة والسلام.
وقدم آمر كلية الدفاع الوطني العميد الدكتور عوض الطراونة ورقة بعنوان "الاستراتيجية الأردنية في مكافحة التطرف والإرهاب في ظل قيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، من الرصاصة إلى الفكرة"، اذ ان الأردن وضع خططا واستراتيجيات ضمن التوجيهات الملكية السامية لمواجهة الفكر بالفكر، والمحافظة على صورة الإسلام ناصعة بيضاء كما هو ديننا الحنيف.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز والتي جاءت بعنوان "صورة الأردن كدولة"، قدم فيها أستاذ علم الاجتماع/ جامعة تور الفرنسية الدكتور مارك لافيرن ورقة بعنوان "الأردن… أمة قادرة على التكيف والصمود".
وعرض أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين مشاقبة ورقة بعنوان "النظام السياسي الأردني بين الاستقرار والاستمرار"، فيما قدم أستاذ علم الاجتماع من جامعة تامبري الدكتور توموميلاسو في فنلندا ورقة بعنوان "الدولة التي تخلق الاستقرار والسلم.. الأردن كما تُرى من شمال أوروبا".
كما وعرض مدير مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي الدكتور مهند المبيضين ورقة بعنوان "الأردن وبناء السمعة الدولية.. قراءة في مذكرات جاك أوكونيل"، فيما تحدث أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بانتيون- أثينا الدكتور كوستاسافانتيس خلال ورقته العلمية حول "الأردن كمرتكز استراتيجي إقليمي".
في حين اختتمت فعاليات اليوم الأول في الجلسة الثالثة برئاسة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، والتي حملت عنوان "تحولات تاريخ الدولة الأردنية وصورها، اذ تحدث فيها أستاذ التاريخ والتراث في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب حول "رؤية الأردن بعين الزمان والمكان.. الإرث الحضاري"، فيما قدم الإعلامي المصري أحمد يوسف ورقة حول "الأردن رحلة روحية وإعلامية في الزمكان.. من سيرورة الإبداع إلى صيرورة المستقبل".
مثلما تحدثت أستاذة التاريخ في جامعة فيلادلفيا الدكتورة فدوى نصيرات حول "صورة الأردن من خلال دوره في الحركة القومية العربية.. دراسة تاريخية 1921 – 2021"، بينما قدم الباحث الدكتور أحمد الشريدة ورقة بعنوان "الأردن في عهد الملك عبدالله المؤسس من خلال الوثائق الدبلوماسية الإيطالية".-(بترا)