65 % من لاجئي سورية بالأردن يؤكدون أولوية التعليم لأطفالهم

figuur-i
figuur-i

نادين النمري

عمان- أظهر استطلاع للرأي نظمته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن 65 % من اللاجئين السوريين، الذين يقيمون في الأردن، يرون أن إعادة الأطفال الى التعليم بدوام كامل بمجرد انتهاء النزاع هو أولوية قصوى لهم.اضافة اعلان
وحسب الاستطلاع الذي أجري على عينة من السوريين في كل من سورية والأردن ولبنان لسؤالهم عن أكبر التحديات والمخاوف التي تواجههم وتواجه أطفالهم منذ حوالي عقد على بدء الحرب، أفاد ثلث المستطلعة آراؤهم في الأردن ولبنان أن طفلا واحدا من عائلتهم على الأقل لا يذهب الى المدرسة.
وفي مقابل هذه النتائج، جددت "يونيسف" مطالبتها لمجتمع المانحين بمواصلة الدعم تجاه أطفال سورية والدول المجاورة لكي يتمكنوا من تعويض ما فاتهم من سنوات التعليم أو مواصلة تعليمهم.
وقال المدير الإقليمي لـ"يونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تيد شيبان، إن التعليم غير الرسمي تعطل جزئيا في بعض المراكز التي تدعمها المنظمة والأماكن الصديقة للأطفال بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، مضيفا "أن التمويل على نطاق واسع أصبح أكثر أهمية. هذا الأمر أساسي جدّا لمستقبل الأطفال، كما لمستقبل سورية".
وأوضح "لكي تواصل "يونيسف" تقديم المساعدة الحيوية للأطفال السوريين، فإنها تحتاج حاليا إلى 575 مليون دولار أميركي للبرامج داخل سورية وفي الدول المجاورة، من ضمنها 241.2 مليون دولار لبرامج التعليم".
وتابع شيبان "يخبرنا السوريون في هذا الاستطلاع كيف أثرت الحرب مباشرة على حياتهم وحياة أطفالهم، وكيف أنهم، وبكل بساطة، نجوا من إحدى أكثر الحروب قسوة في التاريخ الحديث"، مبينا "الواضح أن الجراح قد أثّرت بعمق، وأن التأثير على صحة السوريين النفسية هائل. كما ندرك من هذا الاستطلاع أن تعليم الأطفال والفقر هما من بين أهمّ الهموم وأكبر التحديات".
ومن جهته، علق المكتب الإقليمي للمنظمة على نتائج التقرير بالقول "إن الحرب التي تَمُرّ على أطفال سورية هي إحدى أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث. لقد وُلد حوالي 6 ملايين طفل سوري منذ بدء الأزمة. ولا يعرف هؤلاء الأطفال سوى الحرب والنزوح. يتعرّض للقتل في سورية ما معدله طفلٌ كل 10 ساعات بسبب العنف، وقد اقتُلِعَ أكثر من 2.5 مليون طفل وتم إرغامهم على الفرار إلى البلدان المجاورة، بحثًا عن الأمان".
إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر من ثلث الأشخاص، المستطلعة آراؤهم، يؤكدون "أن أحد أفراد عائلتهم أصيب أثناء النزاع"، مشيرة إلى أن السوريين في كل مكان ذكروا "أن الأطفال هم من دفع الثمن الأغلى بهذا النزاع، كما عانى معظم السوريين وبشكل شخصيّ، من النزوح أو الإصابة أو وفاة شخص عزيز".
وأوضحت النتائج أن السوريين الذين يعيشون داخل سورية "يميلون إلى الشعور بالتفاؤل أكثر من أولئك الذين يعيشون في البلدان المجاورة، بشأن مستقبل أطفالهم. وتميل العائلات التي لديها أطفال إلى التفاؤل أقل بكثير من تلك التي لا أطفال لها".
وأفادت أنه في بعض مناطق سورية، قال أكثر من نصف الأشخاص "إن طفلًا واحدًا على الأقل في عائلتهم لا يذهب إلى المدرسة، مقارنة باللاجئين السوريين في الأردن ولبنان، حيث تصل النسبة إلى الثلث".
وفيما لا يذهب إلى المدرسة 2.8 مليون طفل سوري، هناك حوالي 5 ملايين طفل داخل سورية وفي البلدان المجاورة ما يزالون يحصلون على التعليم رغم كل الصعوبات.