68 عاما على النكبة

في الخامس عشر من أيار (مايو) في كل عام يحيي الفلسطينيون والعرب ذكرى احتلال فلسطين التي أطلق عليها مصطلح "النكبة" والتي أدت لتشريد شعب فلسطين، واحتلال ارضه وإقامة كيان اسرائيلي استيطاني ومجرم وقاتل. اضافة اعلان
وللأسف، فان القضية الفلسطينية تعيش هذه الأيام في الذكرى الـ68 لاحتلال فلسطين، أياما صعبة، نتيجة تعقيدات كثيرة فلسطينية وعربية وعالمية، أدت إلى ازدياد عدوانية اسرائيل والتي تمثلت بمخططات استيطانية تقضم كل يوم أراضي جديدة من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967. وأيضا ارتفعت عمليات اسرائيل العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، كما ارتفعت المخططات التهويدية للقدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وفي الضفة الغربية.
ومن آثار العوامل الداخلية والخارجية التي أثرت على القضية الفلسطينية عرقلة اسرائيل المتواصلة لمفاوضات التسوية ورفضها حتى الالتزام بما تعهدت به. ومن الواضح للجميع، وعلى الأخص الفلسطينيون، أن الانقسام الفلسطيني أحد أبرز العوامل التي تؤثر سلبا على القضية الفلسطينية. فهذا الانقسام بالرغم من اعتراف القوى الأساسية المسؤولة عنه بخطورته، إلا أنها لم تحقق أي اختراق فعلي على الأرض لإعادة اللحمة الفلسطينية. وبالرغم من كل التصريحات التي يطلقها المسؤولون الفلسطينيون في حركة فتح والسلطة الفلسطينية من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى حول ضرورة إيجاد قواسم مشتركة واستعادة الوحدة الفلسطينية، إلا أنهم لا يقومون على الأرض بأي فعل لتحقيق الوحدة، وعلى العكس فإنهم يقومون بكل شيء لتكريس الانقسام. ومن غير المتوقع، بالرغم من الآثار المدمرة للانقسام الفلسطيني، أن يتحقق إي شيء إيجابي على هذا الصعيد في المدى المنظور.
كما أن الأحداث المؤسفة الداخلية في العديد من الدول العربية، دفعت إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربيا على المستويين الشعبي والرسمي، فهذه الدول العربية منشغلة بشؤونها الداخلية التي للأسف تزداد سوءا يوما بعد يوم. وقد أدى ابتعاد الدول العربية رسميا وشعبيا عن القضية الفلسطينية، إلى استفراد المحتل الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني، ومحاولته استغلال هذه الظروف، بالإضافة إلى الظروف الداخلية الفلسطينية إلى تهويد الأرض واستيطانها، وتجلى ذلك بمئات المخططات والمشاريع الاستيطانية في القدس والضفة الغربية المحتلتين. كما تجلى ذلك، بالاعتداء المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الأقصى الذي يتعرض يوميا لاقتحامات وانتهاكات اسرائيلية متواصلة بهدف تكريس الأمر الواقع وتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا بين المستوطنين والفلسطينيين، في خطوة أولى تمهيدا لتهويده بالكامل.
القضية الفلسطينية وفق هذه المعطيات وغيرها تمر باحلك أيامها. ولكن ذلك لا يعني أن الشعب الفلسطيني سيستسلم، وأن العرب سيقبلون بهذا الواقع. ان الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته وسيُفشِل، بالرغم من كل الظروف والمعطيات، المؤامرات الإسرائيلية. والدليل على ذلك الهبّة الفلسطينية المتواصلة التي تقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن فلسطين، وعن مقدساتها وأرضها وشعبها.