75 ألف وفاة في العالم بكورونا وأوروبا ترزح تحت وطأة الوباء

لندن - أودى وباء "كوفيد- 19" بحياة أكثر من 75 ألف شخص في العالم معظمهم تقريباً في أوروبا حيث يبدو التراجع في أعداد الضحايا الذي أملت به أوروبا غير ثابت، فيما يقبع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المصاب بالفيروس الثلاثاء في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات بريطانيا بعد أن تدهور وضعه الصحي فجأة.اضافة اعلان
وتجاوز عدد الوفيات بكوفيد- 19 في العالم 75 ألفا، معظمهم في أوروبا، منذ ظهر الوباء في الصين في كانون الأول/ديسمبر، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس بناء على مصادر رسمية.
وكانت أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء الوباء العالمي، تأمل بترسيخ بوادر الأمل التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع الفائت عندما تراجع عدد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا، الدولتين الأكثر تأثراً.
لكن عادت الحصيلة اليومية للوفيات الى الارتفاع من جديد في إسبانيا بعد أربعة أيام من الانخفاض، فسجلت 743 وفاة الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 13798، لكن السلطات تعتبر أن الميل نحو الانخفاض مستمرّ.
في السويد، أعلن عن وفاة أكثر من مائة شخص جراء الإصابة بوباء كوفيد- 19 خلال 24 ساعة، بحسب حصيلة نشرتها امس الثلاثاء وكالة الصحة العامة السويدية. ولم تعتمد السويد التي تعد 10,3 مليون نسمة حتى الآن تدابير صارمة لاحتواء الفيروس. وتسجل 7693 إصابة و591 وفاة وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي سجلت لدى الدول المجاورة لها.
وتبرز الخشية من نقص الأدوية في القارة: إذ إن الوباء يستهلك المخزون من المهدئات المستخدمة من أجل تطبيب المرضى إلى الأدوية المضادة للملاريا.
ويأمل وزراء المالية الأوروبيون تجاوز انقساماتهم والتوصل إلى اتفاق الثلاثاء حول التدابير الاقتصادية المشتركة الأولى لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجدّ، لكن غياب الاتفاق بشأن مسألة الديون المشتركة التي ناشدت بها باريس وروما ومدريد، يرخي بظلاله على فرص التوصل إلى اتفاق.
في إيران، أودى الفيروس بحياة قرابة 3900 شخص، وفق الأرقام الرسمية التي نُشرت الثلاثاء والتي تشير إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة لليوم السابع على التوالي.
وتحقق ما كانت الصين تنتظره منذ ثلاثة أشهر: للمرة الأولى الثلاثاء لم تسجّل الثلاثاء أي وفاة جديدة في حصيلتها اليومية، قبل بضع ساعات من رفع العزل عن مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر.
ويدور نقاش عالمي أيضاً بشأن إلغاء إجراءات العزل، ما يثير الخشية من أن يتراجع الالتزام بالتدابير من جانب قرابة أربعة مليارات شخص أي أكثر من نصف سكان العالم، تُرغمهم أو تدعوهم السلطات للبقاء في منازلهم حاليا.
وتحدثت النمسا عن تخفيف تدريجي لتدابير العزل اعتباراً من 14 نيسان/أبريل.
في المقابل، قررت اليابان إعلان حال الطوارئ لمدة شهر واحد كمرحلة أولى في طوكيو وست مناطق أخرى في الأرخبيل، في موجهة الارتفاع الجديد لعدد إصابات وباء كوفيد- 19 في البلاد.
ولا تسمح حال الطوارئ للسلطات اليابانية أن تفرض عزلاً مشدداً كما في الدول الأخرى، لكنها تعطي لحكام المناطق المعنية إمكانية التشديد على السكان البقاء في بيوتهم وطلب إغلاق مؤقت لبعض المتاجر غير الأساسية.
في الولايات المتحدة حيث تجاوز عدد الوفيات الـ10 آلاف، مدّد أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، تدابير العزل حتى 29 نيسان/أبريل، معتبراً أن "الوقت الحالي غير مناسب للتراخي".
وتُطرح في نيويورك مسألة مصير الموتى الذين تتزايد أعدادهم إلى درجة الكلام عن احتمال "دفن موقت" للجثث في حدائق للتخفيف عن دور تنظيم الجنازات المشغولة للغاية في الوقت الحالي.
وأوضح بات مارمو الذي يدير خمسة دور لتنظيم الجنازات في المدينة أن هناك عدد وفيات حاليا أكبر "بثلاثة أضعاف" من الأيام العادية. وقال إن الوضع "أشبه بـ11 أيلول/سبتمبر يستمرّ على مدى أيام".
ويجري تحويل كاتدرائية القديس يوحنا الواقعة في مانهاتن، إلى مستشفى ميداني عبر نصب خيم طبية في داخلها.
وبعد ثلاثة أشهر على بدء انتشار الوباء، يخيّم الموت على المستشفيات والقلق على المنازل والعزلة في المنازل. وروى مصابون بفيروس كورونا المستجدّ لوكالة فرانس برس آلامهم ومخاوفهم.
وقالت جميلة كيروش، وهي ربة منزل فرنسية تبلغ 47 عاماً متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، إنها أُصيبت بكورونا المستجدّ في 17 آذار/مارس وعزلت نفسها في منزلها في مولوز في شرق فرنسا حيث يتفشى المرض كثيراً.
وأضافت "نفسيتي غير مرتاحة على الإطلاق. لا أكفّ عن البكاء، لا راحة، هذا الوضع يفوق قدراتي". - (ا ف ب)