82 ألف مخالفة عدم ارتداء كمامة

أحد الكوادر التفتيشية يقوم بتحرير مخالفة -(تصوير: أمير خليفة)
أحد الكوادر التفتيشية يقوم بتحرير مخالفة -(تصوير: أمير خليفة)
حنان الكسواني عمان - لم يكن في حسابات العامل العشريني في بقالة صغيرة بجبل النظيف في عمان أن يتحول، بلحظة، الى القضاء بعد أن أسندت اليه النيابة العامة "جنحة" مخالفة امر الدفاع رقم 11/2 لسنة 2020 والتعليمات الصادرة بموجبه المتمثلة بـ"عدم ارتداء الكمامة". في نهاية الشهر الماضي، قامت الفرق التفتيشية بتحرير مخالفة بحق هذا العامل بموجب قانون الدفاع والتعليمات الصادرة بموجب المتمثلة بعدم التقيد بمسافات التباعد والالتزام بارتداء الكمامة والحكم عليه بالغرامة 20 دينارا والرسوم وتضمينه نفقات المحاكمة. والعامل من جنسية عربية، واحد من بين 82338 ألف شخص في مختلف انحاء المملكة لم يلتزموا بارتداء الكمامة وحررت لهم مخالفات منذ منذ بداية العام الحالي وحتى يوم امس، بينما خالفت الفرق التفتيشية حوالي 1000 منشأة لم تلتزم بأوامر الدفاع، بحسب مديرية الامن العام. ونص أمر الدفاع رقم 11 لسنة 2020 على "معاقبة كل من يخالف امر الدفاع المتمثل بعدم التقيد بمسافات التباعد (...) بالغرامة بما لا يقل عن 20 دينارا ولا تزيد على 50، اذا كانت المخالفة لأول مرة ولا تتم الملاحقة اذا قام المخالف بدفع الحد الأدنى خلال اسبوع من تاريخ وقوع المخالفة". وامتدت المخالفات لتشمل بعض المواطنين الذين لم يتلزموا بوضع كمامة وتمردوا على الفرق التفتيشية التي تقوم بواجبها الوظيفي، حيث عبروا بالصراخ عن احتجاجهم، فيما ذهب آخرون الى التنمر وتمزيق المخالفات وعرقلة سير عمل تلك الفرق. الأسبوع الماضي، صدر حكم "غيابي قابل للاعتراض" بحق شابين خالفا أوامر الدفاع، وذلك عند قيام منظمي الضبط بالوظيفة الرسمية في منطقة البوليفارد العبدلي بعد مخالفتهم للمشتكى عليهما بسبب "عدم لبسهم الكمامة ومخالفتهم لقانون الدفاع" حيث قام المشتكى عليهما بـ "الصراخ والعربدة على منظمي الضبط والتنمر عليهم امام المواطنين والسخرية منهم وقاموا بالمماطلة بالتوقيع على المخالفة وعرقلة سير عملهم، وبعد ذلك قام احدهما بتمزيق المخالفة، وعليه نظم الضبط وجرت الملاحقة" بحسب ملف القرار القضائي. ووجهت للشابين، أحدهما طالب جامعي، "جنحة مقاومة الموظفين خلافا لأحكام المادة 186 من قانون العقوبات التي تنص على أن "كل مقاومة فعلية كانت ام سلبية توقف عملا مشروعا يقوم به احد الاشخاص الذين وصفتهم المادة السابقة، يعاقب عليها بالحبس من ثلاثة اشهر إلى سنتين او بالغرامة من مائة دينار الى ثلاثمائة دينار". يشار أن مديرية الامن العام وزعت نماذج المخالفات على موظفيها في بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لمراقبة الالتزام في الأماكن العامة وتحرير المخالفات بحق المخالفين وفق الأصول القانونية وتسليم نسخة من المخالفة للمخالفين، وإحالة المخالفات المحررة إلى المدعي العام في محكمة البداية المختصة. كما يعاقب أمر الدفاع المخالفين من المنشآت بغرامة لا تقل عن 100 دينار ولا تزيد على 200 واغلاق المنشأة لمدة 14 يوماً. ولم يقتصر تحرير مخالفات على محلات تجارية وأصحاب مهن بعمان بل تعداها الى منشآت في مختلف محافظات المملكة، فقد تم تحرير مخالفة لأحد العاملين بمخبز في محافظة الطفيلة بسبب "عدم ارتداء كمامة وقفازات، وذلك بالاستناد الى مخالفة امر الدفاع رقم 11 لسنة 2020. وعقب قيام منظمي الضبط من موظفي مديرية الصناعة والتجارة بمحافظة الطفيلة بالوظيفة الرسمية بالتفتيش على المحلات التجارية واصحاب المهن تم تحويل المخالف الى المحكمة التي قررت بعد اجراءات التقاضي تغريمه مائة دينار والرسوم. غير ان المشتكى عليه اعترف بـ"عدم ارتداء الكمامة" الأمر الذي سهل مهمة المحكمة واعتبرته من قبيل الاسباب المخففة التقديرية وعملا بأحكام المادة 100 من قانون العقوبات قررت المحكمة تخفيض عقوبة الغرامة المقضي بها لتصبح 20 دينارا والرسوم. وما بين استهتار عدد كبير من المواطنين واصحاب منشآت بعدم الالتزام بشروط السلامة العامة واحتجاجهم على تحرير مخالفات مالية، أجمع خبراء في الرعاية الصحية على أهمية تنفيذ العقوبات والتشديد عليها وتكثيف العمليات التوعوية لتغيير سلوكيات المواطنين ورفع المستوى المعرفي لديهم بمخاطر انتقال الفيروس. مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي وزارة الصحة د. عبير موسوس أكدت ان المديرية "وجدت من خلال استطلاعات الرأي العام التي تم إجراؤها مؤخرا، ومقارنة نتائج المخالفات الرسمية بأن تغييرا ملموسا قد حدث في سلوكيات الجمهور مقارنة مع بداية الجائحة". واشارت الى ان جميع الجهود تضافرت بتصميم وتنفيذ الحملة الوطنية "الك وفيد" بالتعاون مع منظمات صحية اردنية وعالمية لنشر الوعي لدى المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، من خلال بث رسائل لتبني السلوكيات السليمة والصحية لدى الأطفال، واليافعين والأهل، بما يحد من انتشار المرض والوقاية منه. كما أطلقت الوزارة مؤخرا، بحسب موسوس، حملة وطنية ثانية لتغيير السلوكيات المتعلقة بجائحة كورونا تحت عنوان "بحميهم" بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بهدف تشجيع المواطنين على تبني السلوكيات الوقائية لحماية أنفسهم من التركيز على لبس الكمامة بالطريقة الصحيحة على الأنف والفم والتباعد الجسدي. مدير الرعاية الصحية الاولية السابق الدكتور عادل البلبيسي، يرى أن الكمامة لم تحم فقط من انتقال فيروس "كورونا" وسلالاته المتحورة بل ايضا من انتقال الانفلونزا الموسمية (N1H1) التي تنتشر بكثرة خلال موسم الشتاء وتحصد حياة عدد من المصابين. وحذر البلبيسي من التهاون أو الاستخفاف بعدم ارتداء الكمامة التي تقلل من انتشار الفيروس المسبب للعدوى في جميع الاماكن، وذلك تحسبا من عودة مختلف انواع الفيروسات التي تتشابه أعراضها مع أعراض فيروس كورونا". ويتفق البلبيسي مع مدير عام مستشفى البشير الحكومي الدكتور محمود زريقات من حيث أهمية تشديد العقوبات على ارتداء الكمامة وتحرير مخالفات مالية، غير أن زريقات ذهب الى تطبيق نظام الارشاد والتوعية للمخالفين من بعض كوادره الطبية والتمريضية قبل تحرير المخالفة بحقهم.اضافة اعلان