"962": "الهيب هوب" أسلوب تعبير يمثل ثقافة عميقة تنشيد السلام والتسامح

"962": "الهيب هوب" أسلوب تعبير يمثل ثقافة عميقة تنشيد السلام والتسامح
"962": "الهيب هوب" أسلوب تعبير يمثل ثقافة عميقة تنشيد السلام والتسامح

فرقة موسيقية ترمز باسمها الى مفتاح الأردن الدولي

عمان-الغد- يؤمن أعضاء فرقة "962" أن "الهيب هوب" أسلوب حياة وتعبير، ويمثل ثقافة عميقة أكثر من كونها مجرد موسيقى.

اضافة اعلان

ويتميز هواة موسيقى "الهيب الهوب" التي انتشرت أخيرا في كل أنحاء العالم، بملابسهم ومصطلحاتهم وتعبيرهم عن أنفسهم.

وتتميز كلمات أغاني الهيب هوب بطابعها الإنساني واهتمامها بقيم مهمة مثل السلام والتسامح واحترام الآخر ومعرفة الذات ومقاومة العنصرية التي كان السود يعانون منها بشدة في الولايات المتحدة عندما روج مغني الراب بامباتا إلى هذا الفن.

وكان هدف بامباتا الأول هو مساعدة الأطفال الأفارقة من الخروج من دائرة العنف المنتشرة في "الجيتو" الذي يعيشون به، والذي يحولهم إلى عصابات.

أما فرقة "962" التي تحمل باسمها رمز الأردن الدولي، فقد أنشئت قبل شهرين وتعمل على تقديم هذا الفن بأسلوب خاص يتوافق والمجتمع الذي يعيشون فيه، حيث انهم يقدمون اغانيهم باللغة العربية وبأفكار مستوحاة من واقعهم.

أغاني الراب التي يقوم بادائها كل من عامر الظاهر(20 عاما) وعمر عثمان ( 23 عاما) وراكان (14 عاما)، تقدم باللغة العربية وهي من كتابتهم التي يريدون من خلالها إيصال رسالة هادفة وتوعوية للشباب.

وتضم تحت جناحها ثلاثة عشر شابا تتراوح اعمارهم بين 14 و 24 عاما ولكل منهم اسلوبه الخاص.

ويلجأ أعضاء فرقة "962" الى التعبير في كلمات اغانيهم عن الظواهر السلبية في المحتمع التي تمسهم من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواءً في البيت او المدرسة او المحيط الخارجي.

ويقدم فنانو الراب صورا نابعة من واقعهم وبلغة سلسة واضحة يكتبونها بأسلوب النثر الحر يقدمونها وأغاني ذات إيقاع سريع ومتميز، معتمدين على بعض التقنيات الخاصة في كلمات ذات سجع أو قافية كما يصاحبه الرقص المميز له.

وكثيراً ما يختلط الأمر بين "الراب" و"الهيب هوب" وإن كان الراب هو فقط أحد الجوانب الأربعة الأساسية المميزة للهيب هوب.

ويطلق على "الراب" ما كان يسمى الإم سي Master Ceremony أو"قائد الاحتفال"، وهو عادة الشخص الذي يقدم العازفين في حفل ما، ويتحدث مع الجمهور.

ومنذ أوائل السبعينيات أصبح هذا اللفظ "الإم سي" مرتبطاً بفن الهيب هوب وتغيرت التعبيرات التي يمثلها هذا الاختصار وأصبح أشهرها هو "المتحكم في الميكروفون أو Microphone Controller".

أما العنصر الثاني من عناصر الفرقة رقص الانطلاق أو Breaking dance، وهو جزء أساسي ومميز له، حيث يتحرك الراقص بكل رشاقة على رأسه وبطنه ويديه.

"البداية كانت من شارع الثقافة حيث كان شباب الفرقة يجتمعون كل خميس ليقدموا ما يبرعوا فيه من حركات راقصة تتميز بالخفة والبراعة" يقول رامي رباع (19 عاما) الذي يقدم رقصات البريك دانس.

ويضيف أن الحركات التي يقدمها كانت من خلال مشاهدة افلام خاصة عن تلك الحركات من خلال البحث عن كيفية اداء كل حركة معينة على الانترنت، ثم يحرص على التدريب المتواصل من اجل اتقانها وزملائه.

ويشير رامي الى الدور الكبير الذي قام به مركز هيا الثقافي بدعمه واعضاء الفرقة بتوفير قاعة لهم بالتدريب ودعمهم وتشجيعهم من خلال مديرة المركز دينا ابو حمدان.

وتؤكد ابو حمدان على دور المركز في البحث عن الاطفال والشباب الموهوبين وصقل مواهبهم من خلال توفير كل ما يلزم لتنميتها.

وتلفت الى أن المركز لديه استراتيجية من اجل استغلال طاقات الشباب والعمل على تغيير ثقافة العيب وهو ما قدموه لأعضاء فرقة "962".

وركزت على أن أعضاء الفرقة يقومون حاليا بتدريب بعض اطفال المركز على رقص الانطلاق، كما وعقدت لهم ورش عمل تدريبية بإستمرار خلال العام الماضي.

وتبين أنه تم تأسيس فرقة اطفال لرقص "الهيب هوب" حيث يقوم رامي رباع احد اعضاء الفرقة بتدريبهم وذلك بدعم وتشحيع من اهالي الاطفال لما له من تأثير نفسي جيد عليهم.

وقدمت ابو حمدان الفرقة للجمهور المحلي من خلال تقديمهم لعرض امام الجمهور الأردني في مهرجان صيف عمان 2008، مشيرة الى القبول والإعجاب الذي لاقوه من الجمهور.

وتشيد ابو حمدان بنشاط اعضاء فرقة "962" وحماسهم وايمانهم بما يقومون به، لافتة إلى أن المركز عمل على توفير قاعة لأعضاء الفرقة للتدريب ولتطوير مهاراتهم.

وعن الصعوبات التي واجهها الفريق يقول عمر عثمان "ان الناس في البداية ظنوا بأننا نقلد الغرب. ولكنهم غيروا انطباعهم عنا عندما شاهدوا أداءنا واستمعوا لكلماتنا التي نؤديها باللغة العربية".

ومن الأعضاء الآخرين عبدالله المصري الذي يمتاز بصوت قوي ومخارج قوية للحروف منطوقة بلغة عربية صحيحة تتلاءم والإيقاع الموسيقي السريع لموسيقى الهيب هوب.

وكذلك فادي ابو غزالة (24 عاما) الذي يمتاز بالقدرة على اداء ثلاثين كلمة وغنائها باللغة الإنجليزية خلال ثانية بلحن سريع يقوم بتلحينه ملحن خاص به يدعى Eqube.

ويشير همام سامي (16 عاما) إلى أن الجرافيتي هو فن الرسم أو الكتابة على الجدران، ويجيد فن beat box وهو القدرة على صنع اصالة موسيقية ذات ايقاع سريع وبطبقات صوت تتراوح بين العالية والمنخفضة بواسطة الفم، تكون مصاحبة لأداء المغنين على المسرح.

وتهدف فرقة "962" الى العمل على إيصال فكرة ان الفن إبداع ولا حدود له، وان الشباب الأردني العربي قادر على الغناء بلغته، رافضا كل ما يتنافى مع معتقداته وبثقة بأنهم سيصبحون الأفضل بين منافسيهم في هذا المجال.

وتسعى الى تأسيس حركة شبابية واعية من خلال الفن الذي يستخدمونه للتعبير عن انفسهم، طاردين وقت الفراغ من خلال الخبرات الوطنية التي يحملونها سعيا للعالمية، وإيمانا بقدرتهم على التغيير أن الموسيقى تقارب بين الثقافات مؤكدين على عمل الفريق الذي ساهم في نجاحهم.

وللفرقة العديد من الأغاني التي قاموا بتأليفها وتحمل مضمونا عميقا بأسلوب غنائي عربي حديث منها "سلام يا سلام" و"راب حربي" وأغنية "القرار النا" وهي موجهة للأطفال وقام بتأليفها اصغر عضو بالفرقة راكان.

وقدمت الفرقة حملة لتوعية الشباب اثناء الانتخابات البرلمانية 2007 وبالتعاون مع رسام الكاريكاتير عماد حجاج تحت عنوان "اوعى" بالإضافة الى أغنية خاصة بهم تدعى "a-city" h، او مدينة عمان.