المتقاعدون العسكريون.. مسيرة بطولة وعطاء لا تنتهي

الملك بين رفاق السلاح في أحد التدريبات العسكرية
الملك بين رفاق السلاح في أحد التدريبات العسكرية
عبدالله الربيحات عمان - أكد متقاعدون عسكريون أن جلالة الملك عبدالله الثاني، "أراد أن يكون تاريخ (الخامس عشر) من شباط (فبراير) يومًا وطنيًا للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، إذْ يحمل في طياته معاني سامية ودلالات عميقة، فهذا التاريخ تحديدًا، يعتبر يومًا من أيام الأردن المشرقة، وفيه تخليد للدور الكبير الذي قام به الأبطال في التصدي للدفاع عن ثرى الأردن". وبينوا لـ"الغد"، "أن هذا اليوم فيه عبق الشهادة والقتال في يوم امتد العدوان الإسرائيلي على طول الواجهة الشمالية ولستِ ساعات متواصلة بقصف مدفعي وبالدبابات ومن الطائرات، وخاض جيشنا العربي معركة صمود، وفيه قبس من الكرامة وجذوة صمود وثبات، وهنا حق للأردن وعلى لسان قائده المغفور له الحسين بن طلال _ طيّب الله ثراه _ أن يقول في ثاني يوم المعركة، (لقد باتت البطولة، وأصبحت الرجولة صناعة قواتنا المسلحة، وشيمتها الأبدية)". وقالوا، "إن هذه الإنجازات التي يتمتع بها أبناؤنا في وقتنا الحاضر هي من صنع آبائهم وأجدادهم، فالأمم لا تنهض إلا بتكاتف أبنائها واحترامهم خاصة أننا في بلد يعيش في ظل أسرة واحدة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، فتحية لجلالته وللجيش العربي المصطفوي والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بجميع مرتباتها على ما يبذلونه من جهود في حماية الوطن والذود عنه، لما قدموه من تضحيات جسام للمحافظة على وطننا الغالي". إن المتقاعدين العسكريين هم من حملوا أرواحهم على أكفهم وقدموها مهرًا للوطن، هم من تدثروا بقطع السماء وتجللوا بمعاني الطهر، هم أبطال الجيش فبهم صمدنا وبدمائهم أزهرت الأرض سنابل حب وخير، وهم من قدموا تضحيات عظيمة في خدمة الوطن والأمة، وكانوا نموذجا حيا للبذل والعطاء. العميد المتقاعد، حسن فهد أبو زيد، قال، "جاء الاحتفال بهذا اليوم الوطني للمتقاعدين العسكريين في هذا اليوم الذي أراده جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يكون في هذا التاريخ المجيد الخامس عشر من شهر شباط (فبراير) من كل عام، وهو يوم من أيام البطولة والفداء سطر فيه أبطال من نشامى الجيش العربي الباسل من العام 1968 وقبل أيام قليلة من معركة الكرامة وفي عملية عسكرية بطولية بقيادة الرائد الركن منصور كريشان وزملاء له من كتيبة الحسين /2 كتيبة (أم الشهداء) كما سماها المغفور له الحسين طيب الله ثراه لقنوا العدو فيها درساً قاسياً لا ينسى بعد أن استشهد قائد المجموعة الشهيد البطل الرائد منصور كريشان هو وعدد من زملائه رحمهم الله جميعاً". وأضاف أبو زيد، "أن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة وطنية ومن أهم المؤسسات في الوطن فهي الدرع الواقي والحصن المنيع للأردن وخط دفاعه الأول عن الأمة ضد أي اعتداء، خارجياً كان أو داخلياً". والمتقاعدون العسكريون هم من رحم هذه المؤسسة العريقة ومن رجالها الأشاوس الذين سطروا للأردن تاريخا مشرفاً ومشرقاً عبر سني خدمتهم في القوات المسلحة ودافعوا ببسالة عن ترابه الطهور وقدموا التضحيات الجسام في سبيل ذلك وسالت دماء الشهداء لتخط بنجيعها الزكي الطاهر صورة من صور الانتماء للأرض والولاء للقيادة. والمتقاعدون العسكريون كما وصفهم جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة في أحد لقاءاته ومع نخبة منهم بأنهم رفقاء السلاح وهم (بيت الخبرة) خبرة في الإنجاز وإتقان في العمل وهم الرديف القوي وخط الدفاع الثاني للجيش العربي الأردني، وكما نعلم ويعلم الجميع أن الخبرات لا تتقاعد أبدا، بل تزداد خبرة فوق خبرة، والدليل على ذلك الإنجازات التي يحققها المتقاعدون العسكريون في بناء الوطن من خلال عملهم في مختلف مناحي الحياة". وقال أبو زيد، "إن المتقاعدين هم النسيج الوطني المجتمعي الكبير والذي يشكلون فيه شريحة كبيرة وواسعة ومنتجة في المجتمع الأردني وتركوا بصمات واضحة سُجلت في محطات تاريخية خالدة من مسيرة الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية وسجلهم العسكري المشرّف يعترف به القاصي والداني حتى وصل إلى خارج حدود المنطقة من خلال المساهمات الإنسانية التي قدموها في قوات حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم". من هنا، وفق أبو زيد، "يأتي اهتمام جلالة الملك المعظم بهذه الشريحة الواسعة من المتقاعدين العسكريين على مستوى الوطن ويصدر توجيهاته الملكية للحكومة بتخصيص يوم 15 من شهر شباط (فبراير) من كل عام يوماً تكريمياً للمتقاعدين العسكريين، كيف لا وهم ينحدرون من المؤسسة العسكرية العتيدة (الجيش العربي) الباسل حماة الوطن وقرة عيني جلالة القائد وهو ابن هذه المؤسسة الذي نشأ وترعرع بين جنودها ومنتسبيها، فجلالة القائد الأعلى يعطي جل اهتماماته لهذه المؤسسة ومتقاعديها وأسرهم ويرعاهم ويوفر لهم ولأبنائهم سبل العيش الكريم". وأكد أبو زيد، "أن هؤلاء النشامى من المتقاعدين أثبتوا أنهم فرسان لم يترجلوا بعد ولم تكن لهم استراحة المحارب لقد استمر الكثير منهم في خدمة وطنهم من خلال وجودهم في مواقع مختلفة ومهمة في كافة مرافق الدولة، وأثبتوا وجودهم في مختلف ساحات العمل والبناء وفي مختلف الصعد وكان عطاؤهم لا ينضب، وإيمانهم لتحقيق الهدف الذي يسعون إليه لخدمة وطنهم وأمتهم إيمان كبير مفعم بالأمل بتحقيق كل ما يصبون إليه في هذا المجال، فهناك العديد من قصص النجاح سطرها هؤلاء النشامى في مختلف المجالات التي يعملون بها وعلى قدر كبير من المسؤولية سواء كانوا رؤساء حكومات أو وزراء وأعيان ونواب ومحافظين ومدراء شركات ومصانع، فهم بيد حملوا السلاح دفاعا عن الوطن وباليد الأخرى علّوا البنيان وساهموا في دفع عجلة الاقتصاد الوطني". وأضاف، "سيبقى المتقاعدون العسكريون من الجيش العربي الباسل والأجهزة الأمنية الأخرى الرديف الأول والقوي للقوات المسلحة كما سيبقى المتقاعدون عند حُسن ظن القائد بهم حماة للوطن وسيبقون قمة في العطاء قوة في الإنجاز إخلاصا في الولاء للملك والوطن والأمة". وزير الداخلية الأسبق، اللواء المتقاعد محمد الرعود، قال، "إن هذا اليوم الذي يحتفل به الوطن بالرجال الذين بنوا هذا الوطن وقدموا التضحيات الأعز والأغلى، وساروا في ظلال القيادة الهاشمية الحكيمة عبر مسيرة الوطن منذ نشأة الدولة حتى يومنا هذا، وقدموا الغالي والنفيس ولم يترددوا أو يتوانوا أو يوفروا جهداً ولا روحاً ولا دماً من أجل رفع راية الوطن وبنائه وأمن وسلامة أبنائه". وأضاف الرعود، "أن هذه الإنجازات التي يتمتع بها أبناؤنا في وقتنا الحاضر هي من صنع آبائهم وأجدادهم، فالأمم لا تنهض إلا بتكاتف أبنائها واحترامهم خاصة أننا في بلد يعيش في ظل أسرة واحدة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، فتحية لجلالته وللجيش العربي المصطفوي والقوات المسلحة والأجهز الأمنية بجميع مرتباتها على ما يبذلونه من جهود في حماية الوطن والذود عنه، لما قدموه من تضحيات جسام للمحافظة على وطننا الغالي". من جهته، قال العميد المتقاعد، موسى العدوان، "إنه بمناسبة الاحتفال بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين، لا أجد أبلغ مما خط قلمه المؤرخ الأردني سليمان موسى، في كتابه المرجعي (أيام لا تنسى)، إذ تحدث المؤرخ عما قدمه أبطال الجيش العربي الأردني، من تضحيات وأعمال مجيدة في حرب عام 1948، فمنهم من روّى بدمه الطاهر ثرى فلسطين وفاز بالشهادة فداء للأقصى والأرض المقدسة، ومنهم من توفاه الله دون أن تُكتب له الشهادة، وآخرون من رفاقهم كُتبت لهم الحياة لأعوام لاحقة". وأضاف، "لا يسعنا في هذا اليوم وبعد ما يقارب 70 عاما، إلا أن نترحم على أرواح الشهداء والمتوفين جميعا، ونتمنى الصحة وحسن الختام لمن هم على قيد الحياة. وتجسيدا لما أسلفت سأورد تاليا اقتباسا مما كتبه المؤرخ سليمان موسى رحمه الله، (إنّ الخامس عشر من شباط يوم وطني للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، إذْ يحمل في طياته معاني سامية ودلالات عميقة فهذا التاريخ تحديدًا، يعتبر يومًا من أيام الأردن المشرقة ، ففيه تخليد للدور الكبير الذي قام به الأبطال في التصدي للدفاع عن ثرى الأردن، وفيه عبق الشهادة والقتال في يوم امتد العدوان الاسرائيلي على طول الواجهة الشمالية ولستِ ساعات متواصلة بقصف مدفعي وبالدبابات ومن الطائرات، وخاض جيشنا العربي معركة صمود، وفيه قبس من الكرامة وجذوة صمود وثبات، وهنا حق للأردن وعلى لسان قائده المغفور له الحسين بن طلال _ طيّب الله ثراه _ أن يقول في ثاني يوم المعركة، "لقد باتت البطولة، وأصبحت الرجولة صناعة قواتنا المسلحة، وشيمتها الأبدية". وقال العدوان، "كمحطة من محطات الوفاء والتقدير لهم فقد أكرمهم جلالة الملك عبدالله الثاني بتخصيص هذا اليوم من كل عام كيوم وطني للوفاء لهم، تقديرًا للعطاء الذي قدّموه خلال خدمتهم العسكرية وعطائهم المميز، وتضحياتهم الجليلة في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور، إذْ يشهد لهم دم الشهداء على أسوار القدس وجبال الخليل ونابلس، ويوم الكرامة صدع مثل الشمس نوراً على غور البسالة وجبال البلقاء الشامخة وسفوح مادبا والكرك". وأضاف، "في يوم الوفاء أيها المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى إننا نرنو إلى العسكرية والوفاء لمنتسبيها، فتقدّر نفوسنا تقديراً بالغاً الذين يمضون أكثر من نصف شبابهم وهم يستذكرون أيام التدريب ورفاق السلاح والواجبات التي أُسندت لهم، والروح التي جمعتهم بآلاف الضباط والجنود الذين جاءوا من جوانب البلاد لتنصهر رؤاهم وتتوحد أحلامهم وأهدافهم في طقوس المسير العادي والبطيء وميادين الرماية وقيم الجندية التي تلازمهم مدى الحياة، فكلّ الذين عملوا في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية يتذكرون اصطفافهم في طوابير المجندين ومقابلات اللجان والفحص الطبي والرحلة الأولى من بلداتهم نحو معسكرات التدريب التي ترامت شرق مدينة الزرقاء مدينة العسكر الأولى". وقال العدوان، "رغم أنّها سُنّة الحياة إذْ تقتضي أن يعطي الإنسان وهو في موقع العطاء فيستفيد الآخرون من ذلك، وعندما ينتهي عمله يأتي من يكمله، إلّا أنّ الرجال منهم والنساء يتذكرون بشيء من الأسى لحظة إبلاغهم قرارات التقاعد، عندها يأخذون بالعودةِ إلى بلداتهم وقراهم وبواديهم بعد رحلة عمل دامت أعواما، وعيونهم على الميادين وقلوبهم مع الرفاق الذين تركوا في المواقع التي شكلت فضاءات علمهم وحبّهم وعطائهم، فالجميع يعلم أن ترك العمل في منتصف الاربعينيات بعد تعبئة وإعداد خاص دون أن يجدوا الدور المناسب ليستمروا في رحلة العطاء، لهو أمرٌ يقلق المتقاعدين ويضعهم في مواقف لا تخلو من القلق". العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، قال، "إن يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء في الخامس عشر من شباط (فبراير) في كل عام نعتز به ونقدره ونجله ونحترمه لأنه جاء مكرمة بإرادة ملكية سامية من لدن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة، أن يكون هنالك أيضا وفاء متبادلا من قبل أصحاب القرار والمسؤولين المعنيين للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء أيضا الذين تقاعدوا ماقبل عام 1990 ليكون الوفاء متبادلا بحب وإخلاص، حيث إن هذه الشريحة الوفية المضحية بدمائها في معارك الأردن ضد العدو الإسرائيلي والمدافعين عن حمى وكرامة الوطن في حوادث الأمن الداخلي وخاصة المصابين العسكريين وتحديدا العقداء منهم". وأضاف السحيم، "أن المحاربين القدامى مع أنهم تقاعدوا من الخدمة إلا أنهم لم يتقاعدوا عن إخلاصهم وحبهم للوطن، فهم ما زالوا يمتلكون الخبرات والكفاءات ويعملون بجد، مقدرين جهد جلالة الملك الموصول لنا، والذي لا يترك أي مناسبة إلا ويستغلها في تكريم وشكر المتقاعدين والمحاربين، فنحن ما زلنا على عهده باقون، ناذرين أنفسنا لخدمة الوطن ليبقى قويا يتعافى بإذن الله من أزمته الاقتصادية، ويوم الوفاء جاء لتذكير الأجيال الجديدة بما قدمه المحاربون القدامى والمتقاعدون العسكريون من تضحيات جسام في سبيل نهضة الوطن والذود عنه". وأكد السحيم، "أن المطلوب في هذه المرحلة، يكمن في التركيز على رص الصفوف وتماسكنا مع بعضنا بعضا، إلى جانب العمل والعطاء بمختلف أشكاله، إضافة إلى أهمية إدراك حجم الجهود التي تبذلها قواتنا المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية لحماية الوطن والدفاع عنه، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطرف ومغالاة، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجميع خلف القيادة الهاشمية الحكيمة، لتجاوز مختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة والعمل في سبيل استقرارها بوجه عام".اضافة اعلان