المتقاعدون العسكريون.. مسيرة العمل تتواصل في مجالات أخرى

الملك خلال زيارته لمنطقتي الغمر والباقورة
الملك خلال زيارته لمنطقتي الغمر والباقورة
عمان - الغد - أكد متقاعدون عسكريون انهم يواصلون مرحلة البناء في مؤسسات الدولة بصفتهم بيوت خبرة، مستندين إلى الانضباطية والخبرات التي اكتسبوها من القوات المسلحة وشهاداتهم العلمية. وأشار هؤلاء المتقاعدون بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين إلى أنهم عنصر مهم في التنمية الاقتصادية في المجال الزراعي والصناعي والتجاري من خلال توظيف خبراتهم، والمساعدة في تشغيل العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة وتأمين الحماية اللازمة لها. ويرى خبير الدراسات الدفاعية اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، ان القوات المسلحة في مختلف دول العالم تكسب كوادرها مهارات مهمة في بناء الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن ما ينفق على هذه الكوادر خلال خدمتها ستعود بالنفع على بناء الدولة وحماية سياجها وثقافتها وهويتها. وقال، إن القوات المسلحة تسخر كافة إمكانياتها المالية والبشرية والفنية للرقي بكوادرها البشرية، لافتا إلى أن العسكريين بعد إحالتهم على التقاعد يصبحون بيوت خبرة ساهمت في بناء العديد من المؤسسات الوطنية والعربية والعالمية، وأهلت العديد من الموارد البشرية في الأردن والمنطقة. وبحسب أبو نوار، فإن الخبرات التي اكتسبها من القوات المسلحة عندما كان طيارا في سلاح الجو الملكي، أهلته للعمل بعد تقاعده خبيرا في النزاعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ومحللا عسكريا استراتيجيا ويقدم من خبراته العسكرية والدفاعية الكثير لمختلف وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية، مشيرا إلى أن هذه الخبرات، خاصة تحدثه بأكثر من لغة، اكتسبها اثناء الخدمة في القوات المسلحة. وأشار إلى أن هناك العديد من المتقاعدين العسكريين وظفوا خبراتهم التي اكتسبوها من خدمتهم في القوات المسلحة في الأعمال البحثية والأكاديمية وتحولوا إلى علماء وخرجوا اجيالا في الجامعات. رئيس مكتب متقاعدي الأمن العام في محافظة الكرك العميد المتقاعد عمر مد الله الخرشة قال: إن الاحتفال بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين الذي يصادف في الخامس عشر من شباط (فبراير) من كل عام جاء تجسيدا للتوجيهات السامية من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني لاهتمام جلالته بصفتهم الرديف الحقيقي والقوي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الذود عن حمى الوطن ضد أية مخاطر تهدد أمنه واستقراره على المستويين الخارجي والداخلي. ولفت الخرشة إلى ما يتمتع به المتقاعدون العسكريون من حرفية واقتدار ممزوجة بالخبرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية والانتماء لهذا الوطن، موضحا أن الأمن الوطني لا يقتصر على حماية تراب الدولة وكيانها ومواردها، بل يشمل أيضا حماية هوية المجتمع وقيمه ومبادئه. ويرى الخرشة أن المتقاعدين العسكريين عنصر مهم في التنمية الاقتصادية في المجال الزراعي والصناعي والتجاري من خلال توظيف خبراتهم وقدراتهم في المساعدة على تشغيل العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة وتأمين الحماية اللازمة لها، إضافة الى دعم المجهود الحربي في زمن الصراعات المسلحة وتحقيق مطالب الردع في فترات السلم وحفظ الأمن الداخلي، مشيرا إلى الاستعانة بالمتقاعدين العسكريين كموارد بشرية مؤهلة للمساهمة في حماية عدد من المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية والاستعانة بهم كمدربين أو خبراء سواء كان ذلك على المستوى الوطني والاقليمي والدولي. وأكد أن المتقاعد العسكري اكتسب عبر سنوات عمله خبرات واسعة في مختلف مجالات الحياة ويعتبر خزان خبرة كبيرا لدعم الاقتصاد الوطني، وموردا بشريا مؤهلا يتمتع بخبرات كافية يمكن الاستفادة منها في القطاعين الخاص والعام، مؤكدا أن انخراط هذه الشريحة في المجتمع يحقق توازنا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا. وقال، إن التقاعد ليس نهاية الحياة، بل بداية لحياة وإنجازات جديدة، وفرصة ثمينة لاكتشاف الذات بعد عقود من العمل، مشددا على أهمية وضع خبرات المتقاعدين العسكريين بين أيدي الأجيال القادمة لنقل الخبرات في المجالات التربوية والتعليمية والهندسية والطبية والثقافية وغيرها. العقيد المتقاعد وائل البداينة قال: إن المتقاعد العسكري هو الأكثر قدرة على مواصلة تحقيق طموحاتهم من المتقاعدين في القطاعين العام والخاص ومواصلة البناء والاندماج مع مجتمعه بسبب الانضباطية والالتزام في العمل، لافتا إلى الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الطبية والتمريضة، والهندسية وغيرها من التخصصات. وقال، إن الاطباء الذين كانوا بالخدمة العسكرية، انطلقوا بعد ذلك لمواصلة رسالتهم الطبية الانسانية في الحياة المدنية، ومنهم الآن قيادات في القطاع الطبي سواء على الصعيد النقابي أو وزراء أو اصحاب عيادات كبرى ومستشفيات. ويؤكد البداينة أن القوات المسلحة اكسبت منتسبيها اثناء الخدمة مهارة القيادة، ومعظم المتقاعدين العسكريين باتوا ينافسون السياسيين في حراكهم ونشاطهم في مختلف القطاعات، وكذلك الأمر على صعيد الانتخابات النيابية، أو النقابية والمشاركة بالحياة السياسية من مختلف ابوابها. وأشار إلى أن المتقاعد العسكري ينطلق من خلفية الانتماء الوطني والولاء السياسي التي اكتسبها عند دخوله الحياة العسكرية، وتتأصل بسلوكه وفكره، وهو ما ينعكس على التطبيق في حياته اليومية، حيث عقيدته حماية الوطن والمواطن والولاء للقيادة الهاشمية.اضافة اعلان