الأربعاء 27 أيلول 2023 9:44 م
عندما ظهر «داعش» الإرهابي وأصبح كيانًا له «دولة» وأراضٍ، اجتمع العالم –حرفيًا- على تصفيته. وما تزال جهود ما تُسمى «مكافحة الإرهاب» التي تستهدف هذا الكيان وأطرافه وأشباهه جارية على قدم وساق، (من دون نسيان المستهدف الأكبر والحقيقي لهذه الحرب).
وما «داعش»؟ تنظيم يتبنى تأويلًا متطرفًا إقصائيًا للدين، ويستخدم هذا التأويل لتحقيق أهداف سياسة عدوانية، جالبًا الدمار ونزع الاستقرار. وكان التحقق العملي لعقيدته هو تعبئة وجمع مهاجرين من أطراف الأرض بنداء ديني للقتال والاستيلاء على الأرض واستيطانها، وفرض قوانينه ورؤيته بوحشية على سكان هذه الأرض، و»تطهيرها» من ذوي العقائد المختلفة، والسعي إلى التوسع بالعنف. ومن الطبيعي أن يكون مثل هذا الكيان، بتعريفه وممارساته وتكوينه، هدفًا مستحقًا للإزالة.
وما الصهيونية؟ تنظيم يتبنى تأويلًا متطرفًا إقصائيًا للدين، ويستخدم هذا التأويل لتحقيق أهداف سياسة عدوانية، جالبًا الدمار ونزع الاستقرار. وكان التحقق العملي لعقيدته هو تعبئة وجمع مهاجرين من أطراف الأرض بنداء ديني للقتال والاستيلاء على الأرض واستيطانها، وفرض قوانينه ورؤيته بوحشية على سكان هذه الأرض، و»تطهيرها» من ذوي العقائد المختلفة، والسعي إلى التوسع بالعنف. ومن الطبيعي أن يكون مثل هذا الكيان، بتعريفه وممارساته وتكوينه، هدفًا مستحقًا للإزالة.
مع ذلك، يحظى المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري والمتطرف أيديولوجيًا بالاعتراف والمساعدة، حتى في منطقة ليست منطقته ولا يشترك مع أهلها في أي شيء. وقد جعلوه قوة عسكرية هائلة، ومتعوه بتغطية مستمرة على مخالفاته للقانونين الدولي والإنساني في المؤسسات الدولية. وبالنسبة للعرب، كتبت وتُكتب مجلدات في سرد التأثيرات المميتة والنازعة للاستقرار التي أحدثها قدوم هذا الكيان الغريب على المنطقة العربية بأسرها. وقد تأثر بوجوده سلبياً، بطريقة أو بأخرى، كل مواطن عربي من كل الأجيال التي عايشت وجوده.
لم تعترف أي دولة بتكوين «داعش» ولم يدعُ أحد إلى تطبيعه. كان «داعش» كيانًا مختلقًا مثله مثل الكيان الصهوني. ولا يختلف «الوعد الإلهي» الذي أقامت عليه الصهيونية قضية استعمارها لفلسطين عن وعد «داعش» الإلهي بالنصر النهائي على الكفار، لإضفاء القداسة على المهمة. لكن الكيان يتلقى الدعم لأسباب عملية تهم الغرب. أولاً، حل إنشاء الكيان الصهيوني الذي ساعده الاستعمار البريطاني في فلسطين مشكلة اليهود في أوروبا التي عاملتهم بعنصرية. ويشهد مؤرخون يهود وازنون أن العالم العربي لم يعامل يهوده العرب بعنصرية. ثم أصبح الكيان قاعدة متقدمة للولايات المتحدة يحمي مصالحها في المنطقة. ولعل أهم مصلحة ضمنها الكيان هي إبقاء العرب مهيئين للإخضاع الدائم، وتبديد طاقاتهم ونزع استقرارهم وتسلط أنظمتهم عليهم.
يمكن بالطبع فهم المصلحة الأميركية– التي تصبح باطراد موضع تشكيك هناك- في رعاية الكيان والتحالف معه. لكن ما لا يمكن فهمه هو قبول العرب تباعًا بتطبيعه من دون أن يطرأ أي تغيير على فلسفته وممارساته ونواياه. كما أنه طرف في قضية ليست عربية فقط، وإنما إنسانية وعالمية، طرفها الآخر شعب عربي وعالمي يتعرض للإبادة والإخراج من الحياة والتاريخ. وإذا كانت دوافع التطبيع ومبرراته عند جهات المنطقة معروفة، فإن «الديمقراطيات» الغربية، وبخاصة الديمقراطيات، تستخدم العصي والجزر لدفع أنظمة المنطقة إلى تطبيع شيء تعلم من استطلاعاتها واستخباراتها والكثير من العلامات أن الغالبية العظمى من مواطني المنطقة لا توافق على تطبيعه –على الأقل بممارساته الحالية. وبذلك تعبّر «الديمقراطيات» عن طبعها المعادي لإرادة شعوبنا و
أكمل القراءة
السبت 23 أيلول 2023 9:12 م
سوف يقول الأميركان والغربيون أن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك خلفت 3.000 قتيل. وسوف يصورون الهجمات على أنها أبشع جريمة قتل جماعي في تاريخ البشرية –خاصة وأن الذين ارتكبوها همجيون. ولم يكن الضحايا هذه المرة همجيين آخرين، وإنما المتحضرون الذين كان ذنبهم محاولة تنوير البدائيين والأخذ بيدهم –حتى بقسوة الآب المحب- إلى الحضارة.
أكمل القراءة
الأربعاء 20 أيلول 2023 10:36 م
في أمسية ما من العام 1981، شاهدت لأول مرة، على شاشة التلفزيون العربي السوري قبل الفضائيات، حفلة لفرقة أغاني العاشقين. وكانت تلك بداية تعرُّفي إلى نوع مختلف من الأغنية الفلسطينية، أو المتعلقة بالهم الإنساني.
أكمل القراءة
الأربعاء 13 أيلول 2023 10:36 م
يقول مواطن فلسطيني من المجتمعات التي يقوم الجيش والمستوطنون بمطاردتها وترحيلها من مكان إلى آخر منذ 1948 في فلسطين المحتلة: ماذا يمكننا أن نفعل؟ إنهم يريدون المنطقة (ج) لإسرائيل، ويحققون السيطرة على الأرض بواسطة المستوطنين، وإنما بلا حرب. ولكن إلى أين نذهب؟ الاحتلال في كل مكان».
أكمل القراءة
السبت 09 أيلول 2023 8:36 م
يقف السياسي المعارض أو المواطن المحتج أمام المحقق الأمني، فيتصرف كل منهم باعتبار أنه يقف على الجانب الصحيح من الوطنية. ويسافر جندي إلى أقاصي الأرض ليشارك في احتلال بلد بعيد وتدميره وإخضاع أهله على أساس الوطنية.
أكمل القراءة
الأربعاء 06 أيلول 2023 9:32 م
تصدر بعض المراكز الفكرية نوعا من أفضل المنشورات أو المطبوعات، من ناحية عمق المشاركات وأسماء الكتاب وخبرتهم. وبطبيعة الحال، ستكون المراكز الفكرية الأكثر تميزًا من هذه الناحية هي الأفضل تمويلا، سواء لجهة استكتاب خبراء والقدرة على مكافأتهم، أو إصدار مجلات وكتب ودراسات إلكترونية ومطبوعة، وأحيانا فيديوهات وتحقيقات معمقة.
أكمل القراءة
السبت 02 أيلول 2023 9:56 م
يعرّف القاموس العربي «النكبة» بأنها «مصيبة مؤلمة توجِع الإنسانَ بما يعزُّ عليه من مالٍ أو حميمٍ». ولا يكفي هذا التعريف الموجز لوصف فظاعة النكبات الجمعية التاريخية التي أحاقت بالشعوب التي استهدفتها الاستعمارات الاستيطانية: الهنود الحمر في أميركا، وسكان أستراليا الأصليون، والفلسطينيون. إنها أحكام بالإبادة الفزيائية والثقافية لشعوب كاملة كشرط لبقاء الأمة الجديدة، بما ينطوي عليه ذلك من قصص فردية مأساوية لكل واحد من أفراد هذه الشعوب وأجيالهم.
أكمل القراءة
الأربعاء 23 آب 2023 10:50 م
من المفارقات أن الكثير من الدول تنظر إلى ألمانيا كمثال يُحتذى لمحاسبة الذات الوطنية والتكفير عن الأخطاء. وتبرز من بين هذه الأخطاء بشكل خاص المحرقة اليهودية “الهولوكوست”، على الرغم من تسبب ألمانيا النازية بمجزرة جماعية على مستوى العالم خلال الحربين العالميتين.
أكمل القراءة
السبت 19 آب 2023 9:42 م
1 / 2
ثمة مشهد تمثيلي عبقري يؤديه الفنان وكاتب السيناريو المصري محمود البزاوي. المكان موقع تصوير فيلم عن بدايات الإسلام. ونرى، جالسا إلى مائدة، ممثلا سمينا منير الوجه مترف الملابس، عليه سيماء الجاه والغنى، نفهم أنه يلعب دور “أبو جهل” في الفيلم. وإلى جواره يجلس ممثل آخر نحيل، رث الملابس بائس السحنة.
أكمل القراءة
الأربعاء 16 آب 2023 10:54 م
يشهد هذا الشهر ذكرى مجزرتي هيروشيما ونغازاكي في العام 1945، وذكرى مذابح “داعش” الوحشي في سنجار العراقية في العام 2014. ويفصل بين المذبحتين فارق زمني يقرب من سبعة عقود ومئات الآلاف من الكيلومترات، لكنهما تشتركان في أكثر من كونهما مذابح جماعية في حق المدنيين. إنهما تشتركان في المرتكِب، ضمن سلسلة غير المنقطعة من المآسي الإنسانية التي يمكن تعقبها إلى نفس المصدر: الإمبراطورية الأميركية وأذرعها.
أكمل القراءة
السبت 12 آب 2023 10:45 م
ما يزال مسعى المثقفين والقوى السياسية والثقافية التقدمية في جنوب العالم هو بناء مجتمعات جديدة لما بعد الاستعمار، تكون متحررة حقا من الاعتماد على المركز الرأسمالي والهيمنة الثقافية الغربية. ويأتي هذا المسعى في إطار رد الإمبراطورية على استخدام قوى الشمال أدوات دائمة التطور لتمكين هيمنتها على الجنوب. وإذا كان ثمة شيء تسمح تلك القوى بحصولنا عليه، فهو السلع الاستهلاكية الانتقائية المشروطة، بأثمان مادية واعتبارية باهظة، وضمان أن لا تشكل هذه السلع أساسا تمكينيا يؤهل الجنوب للإنتاج والمنافسة.
أكمل القراءة
الأربعاء 09 آب 2023 10:26 م
إذا كنتَ فلسطينيًا وأردتَ أن تؤكد اكتمال فلسطينيتك، ستذكر أنك عشت في مخيم. سوف يميزك ذلك عن فلسطيني ولد وعاش في مدينة مختلطة في أي منفى. سوف تظهر أنك عشت الخبرة الفلسطينية، المؤلمة بكل معنى، حتى العظم، بما فيها الحالة غير الطبيعية التي ينطوي عليها العيش في مخيم.
أكمل القراءة
الأربعاء 02 آب 2023 10:53 م
قبل ثلاث سنوات بالضبط، في 4 آب (أغسطس) 2020، في الساعة السادسة وثماني دقائق مساءً، ضربت عاصمة لبنان الشقيق واحدة من أسوأ الكوارث التي يمكن تصورها على الإطلاق. فجأة، من دون حرب ولا سبب للحذر، ضرب بيروت انفجار وُصف بأنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ العالمي. وأرسل الانفجار موجات صدمة عبر المدينة، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 220 شخصًا، وإصابة أكثر من 7.000 آخرين. ونجمت عن الانفجار خسائر مادية زادت على 8 مليارات دولار، وتشريد نحو 250 ألف مواطن على الأقل، وأضرار وتصدعات نالت من نصف مباني المدينة، إلى جانب إتلاف 85 في المائة من احتياطات البلد من القمح، التي كانت مخزنة في إهراءات الميناء التي دمرها الانفجار بالكامل.
أكمل القراءة
السبت 29 تموز 2023 10:24 م
في مستقبل الما بعد إنسان، يتصور المفكرون أن يخضع مفهوم «العالم الثالث» إلى تحول كبير في سياق إعادة تشكيل العديد من البنى المجتمعية الأخرى. ومن المتوقع أن تتحدى الما بعد إنسانية المفاهيم التقليدية للهوية، والمحدوديات البشرية والتسلسل الهرمي، بما في ذلك متعلقات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتفاوتات العالمية التي تُرشد تصنيف العوالم.
أكمل القراءة
الأربعاء 26 تموز 2023 11:38 م
في حين أن الاحتمالات التي تعرضها الـ»ما بعد إنسانية» مثيرة للاهتمام، فإنها تظل ارتيادًا لأرض مجهولة مليئة بالمخاطر. وهي تثير، فيما تثير، جملة من الأسئلة الأخلاقية والنقدية المهمة. وبقدر ما قد تكون مخرجاتها واعدة في بعض النواحي، فإنها عُرضة لسوء الاستخدام غالبًا، لأنه ليس من المعتاد أن تنتصر المسؤولية الأخلاقية على المصالح والأهواء في التفاعلات البشرية.
أكمل القراءة
السبت 22 تموز 2023 10:35 م
ما يزال الإطار النظري لـ»الما بعد إنسانية» غير مُحكم بسبب كثرة الحقول النظرية التي تقدم رؤاها للمفهوم من مواقعها الخاصة. وتشير الوفرة في المداخلات إلى أن الانتقال من «إنسانية»، أو «إنسانوية»، عصر النهضة إلى حتمي بحيث يتعذر تجاهله.
أكمل القراءة
الأربعاء 19 تموز 2023 10:42 م
لم يتوقف الإنسان منذ وُجد عن خلق المتاعب لنفسه. وكان عنوان مساعيه هو الفوز في منافسة هي المعطى الذي يحتاج إلى الوسائل. وأي تطور حدث في العلم وتطبيقاته، كان يخدم أخيرًا في مخرجاته العملية تعظيم الربح وتأكيد التفوق والفروقات.
أكمل القراءة
السبت 15 تموز 2023 10:36 م
في القرآن الكريم، قال تعالى عن قوم نبي الله، هود: “قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”. وقال عن موقف قوم صالح من نبيهم: “أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ”.
هذان مثالان فقط من القرآن الكريم، ربما يصلحان للتمثيل على ما يقصده هذا المقال من فكرة المُنشأ والمنقول. في هاتين الآيتين، نسمع كلاما سلبيا جدا عن أنبياء، قالته فيهم أقوامهم. وتقص علينا الآيات الكريمة المذكورة حدثا، كما حدث. وبالتأكيد، لا يمكن التفكير في أن سبحانه وتعالى قصد إلى ذم أنبيائه بنقل هذه المواقف. كما لن تعني تلاوة هذه الآيات في الصلاة، أو في أي موقف، تبنيا لموقف قومي هود وصالح. ولن تكون على القارئ والراوي مسؤولية يحاسَب عليها لمجرد نقل قول، وليس إنشاءه، منسوبا إلى صاحبه، كما هو.
ثمة قاعدة: “ناقل الكفر ليس بكافر” -ويعبر عنها أيضاً بقول “حاكي الكفر ليس بكافر”، وردت على لسان بعض من أهل العلم. وتحكم معظم المقاربات عليها بالصحة، ولو أن بعضا يشترك أن يحكي الناقل الكفر فقط، أو يحكيه ويرد عليه من دون أن يقرّ به ويوافق عليه صراحة. و”مثل هذا النقل في القرآن والسنة كثير”، كما يشير المعلقون. وفي هذا الحكم منطق صريح.
يصبح الأمر معضلة معرفية عندما تتبنى الثقافة السائدة لا يميز بين الإنشاء والنقل. في أحد المواقف، كنتُ أحلل لطلابي مسرحية “موت بائع متجول” للكاتب الأميركي آرثر ميلر. وكما يقترح العمل، فإن أحد محاور الحبكة يتعلق بالفرز الطبقي ومعضلات الطبقات الوسطى في المجتمع الرأسمالي. وعندما ذكرت ذلك، رفع أحد الطلبة يده، ليسأل: أستاذ، هل أنت شيوعي؟ وكان استدلاله مبنيا على أنني استخدمت مصطلحات، مثل الصراع الطبقي والرأسمالية، التي تصوّر أنها تنتمي إلى خطاب الشيوعيين بالضرورة. فإذا رددت هذه المصطلحات، فلا بد أن أكون شيوعيا. لم يفكر الطالب في أنني ربما أنقل فقط إحدى المقاربات التحليلية للمسرحية، من دون أن أكون منشِئا لها بالضرورة، ومن دون حتمية الانتماء إلى مذهب أيديولوجي إذا رددتُ مقولاته. بها.
على مستوى مختلف، سمعت من شخص مطلع عن حيرة “المجلس الأعلى للترجمة” في مصر عندما فكر في ترجمة كتاب داروين “أصل الأنواع”. كانت المعضلة هي أن الجمهور يغلب أن يتهم القائمين على الجهد بالإلحاد والتجديف، لأنهم ينقلون “الكفر” إلى الثقافة العربية الإسلامية بتعريضها إلى تفسير آخر، غير لاهوتي، لنشأة وتطور الحياة. وفي سياق قريب، راسلني أحد القراء معاتبا على استخدام كلمة “إرهاب” لوصف المقاومة الفلسطينية. وكان ذلك في مقال مترجم فيه اقتباس لبنيامين نتنياهو ورد فيه الوصف على لسانه، وبين أقواس النص. وكأن القارئ أراد أن أكتب، مثلا: وقال نتنياهو: “واستشهد المناضل الفلسطيني الذي قام بالعملية الفدائية على يد جيوش الاحتلال”، بدلا من “قُتل الإرهابي الفلسطيني الذي قام بالعملية التخريبية على يد جيش الدفاع الإسرائيلي”. وبخلاف ذلك أكون مسيئا للنضال الفلسطيني، حسب القارئ. (بالمناسبة: هذا مذهب في الترجمة، حيث يضيف المترجم، مثلا، إلى قول مستشرق داخل أقواس النص: “النبي محمد صلى الله عليه وسلم” بينما المستشرق المعادي لا يصلي ولا يسلم في الحقيقة.
وإذن، ماذا ننقل إذا كنا عُرضة لتحمُّل مسؤولية المُنشئ عندما ننقل فحسب؟ العالم مليء بالمعرفة. وما تزال البشرية كلها عاجزة عن فهم حركته ومحاولة تفسيره. ومهما قرأ المرء من مقاربات، فإنه سيظل يصادف صعوبة في تكوين نظرة عالمية –ضرورية وجوديا للبقاء في صراع يغلب أن تحسمه المعرفة بالذات.
ينبغي
أكمل القراءة
الأربعاء 12 تموز 2023 10:31 م
من المفارقات الجديرة بالانتباه في العالم العربي الغريب، أن لبنان، الصغير سكانا ومساحة وإمكانيات، هو الجهة العربية الوحيدة التي يعمل لها الكيان الصهيوني أكبر الحساب. وبقدر ما هو البلد الصغير العزيز عصي على الترتيب لكثرة مداولاته التي لا تصل إلى أي مكان، فإنه يقدم درسا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بموازين القوة الإقليمية والصراع مع النقيض الحتمي الصهيوني (أو أي منافس أو نقيض): ما يخيف العدو فوق كل شيء هو إرادة مقاومته، واجتراح السبل لتسليح هذه الإرادة.
أكمل القراءة
السبت 08 تموز 2023 10:33 م
تعرض فيديوهات متداولة بشأن عملية الكيان الوحشية الأخيرة في جنين مواطنين فلسطينيين يطردون ممثلي السلطة الفلسطينية الذين جاءوا لتقديم العزاء بالشهداء، معلنين بذلك أنهم ضيوف وليسوا من العائلة. ويعبر هؤلاء الفلسطينيون المقاومون المكلومين عن مدى الانفصال حد التناقض بين «القيادة» والشعب، سواء في الداخل المحتل أو الشتات –بمظاهر وتداعيات أسوأ بكثير من انفصال القيادات في العالم العربي عن شعوبها عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
أكمل القراءة
الأربعاء 05 تموز 2023 10:05 م
وقف المجتمع الغربي على رِجل واحدة مباشرة بعيد دخول القوات الروسية أوكرانيا. عقدت المؤتمرات العادية والصحفية، وتحولت المواقف الخطابية مباشرة إلى نجدة عينية، عسكرية ومدنية، وفُرضت العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا. وفي وقت قصير، تم إعلان الرئيس الروسي مجرم حرب مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
أكمل القراءة
السبت 01 تموز 2023 10:32 م
أثارت بعض البنود القاسية في قانون السير الجديد ردود فعل مؤيدة ومعارضة. من ناحية، العقوبات الرادعة للمخالفات الخطيرة ضرورية حين لا تردع المرء أخلاقه وضميره والالتزام بالقانون. ومن ناحية أخرى، يقترح البعض أن تكون العقوبات متدرجة نحو الشدة مشروطة بتكرار المخالفة، وصولا إلى الحبس.
أكمل القراءة
السبت 24 حزيران 2023 10:37 م
في ما يُسمى "المجتمع الدولي"، يرتاحون إلى فكرة أن ما يجري في فلسطين المحتلة هو صراع بين دولتين متكافئتين، تتفاوضان من موقع النظير على إنهاء احتلال ليس إنهاؤه مُلحًّا بالنسبة لهذا "المجتمع". وقد دفع هذا التصور، الذي ساعدته اتفاقات أوسلو وإنتاج "السلطة الفلسطينية"، إلى الظل بحقيقة أن الضفة وغزة منطقتان مُحتلتان، ينتمي أي رد فعل عنيف يصدر منهما إلى المقاومة المشروعة.
أكمل القراءة
السبت 17 حزيران 2023 11:04 م
تحتفل الدول العربية بلا استثناء بالاستقلال في تواريخ وطنية خاصة. لكن نظرة أعمق إلى هذه الاحتفالات ستكشف عن خطأ في التعريف. يتعامل العرب، كأمة وكأقطار، مع الاستقلال على أنه شأن ناجز، تحقق بمجرد خروج جيوش المستعمِرين من الأرض. ويجري التعامل إعلاميًا مع أي منجزات تكون قد تحققت "منذ الاستقلال" على أنها "نتائج" له، بينما هي الحقيقة مقدمات لإنجازه باعتباره "عملية" وليس لحظة تاريخية.
أكمل القراءة
الأربعاء 14 حزيران 2023 11:33 م
يمكن أن تكون الفوضى خلّاقة، وإنما ليس على طريقة إغراق الأميركان منطقتنا في فوضى مُدارة بحيث يُجلس العرب على ممسحة الأقدام عند باب العالَم.
أكمل القراءة
السبت 10 حزيران 2023 10:16 م
ثمة أناس يمارسون هواية –وأحياناً مهنة- يُسمونها «الاستعادة» restoration. قد يبحث الهاوي، حسب ميوله، على سيف قديم جدا وصدئ، أو ماكينة يدوية قديمة من أي نوع وما شابه، ويشتغل عليها حتى يعيدها جديدة تقريبا. ويصل الأمر ببعضهم إلى العثور على سيارة كاملة مهجورة، يشحنها إلى باب منزله و»يستعيدها» ويستخدمها. والمحترفون من هؤلاء، يشتغلون مثلًا باستعادة اللوحات الفنية الثمينة وصيانتها، أو بترميم الآثار التاريخية، أو بترميم المخطوطات، إلخ.
أكمل القراءة
الأربعاء 07 حزيران 2023 10:48 م
سمّوها “نكسة”، بمعنى “معاودة المرض بعد البُرء”. وتصور توفيق زياد، استجلابًا لأمل بأنها “كبوةٌ هذي، وكم يحدُث أن يكبو الهُمامْ/ إنها للخلف كانت خطوة، من أجلِ عشرٍ للأمامْ”. لكنّ ما حدَث هو أن هزيمة 1967 كانت الختْم النهائي على نكبة 1948 وغرس خنجرٍ قاتل في قلب القضية الفلسطينية وظهر الشعب الفلسطيني.
سمّوها “نكسة”، بمعنى “معاودة المرض بعد البُرء”. وتصور توفيق زياد، استجلابًا لأمل بأنها “كبوةٌ هذي، وكم يحدُث أن يكبو الهُمامْ/ إنها للخلف كانت خطوة، من أجلِ عشرٍ للأمامْ”. لكنّ ما حدَث هو أن هزيمة 1967 كانت الختْم النهائي على نكبة 1948 وغرس خنجرٍ قاتل في قلب القضية الفلسطينية وظهر الشعب الفلسطيني.
جسّدت كارثة 1967، عمليًا، فكرة الشيء الذي يَجبُّ ما قبله. قبلها، كانت القضية فلسطين التاريخية، التي تم استعمار أكثر من ثلاثة أرباعها وطرد أصحابها منها بالإرهاب والقوة الغاشمة (وربما، على الأقل، تأمل “قرار التقسيم” الذي منح الفلسطينيين 47 في المائة من وطنهم التاريخي). أما بعدها، فأصبح الأمر يتعلق، بقدرة قادر باستعادة “الأراضي التي احتلت في العام 1967”، بخجل ومن موقع التسُّول الذليل.
سمّوا هذا “حل الدولتين”. وتم تسويقه على كل نطاق باعتباره “الحل النهائي والعادل” لقضية الفلسطينيين، الذي يجلب الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة. وكان يمكن أن يُسمّوه “الحل الممكن” إذا أرادوا جبر خاطر الفلسطينيين، على اعتبار أن موازين القوى لا تسمح حاليًا بأكثر من ذلك. لكنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن العدالة. ويمكن فقط تصوّر مشاعر أصحاب أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية الذين يُفرض عليهم “حل” هو إلغاء علاقتهم بوطنهم مرة وإلى الأبد.
“النكبة”، وفق كل تعريف، هي الأحداث التي وقعت في العام 1948، وأدت إلى النزوح تحت سياط الرعب والتهجير القسري لقرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني من مدنهم وقراهم، وفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وعنى ذلك فقدانهم ممتلكاتهم وسبل عيشهم وأمنهم وتشتيت مجتمعهم، وقيام كيان استعماري استيطاني إحلالي محلهم على أراضيهم المغتصبة بالقوة.
الآن، تضاعف عدد الفلسطينيين نحو عشر مرات، وما تزال النكبة ترافق أجيالهم. ما يزال الكيان الاستعماري الصهيوني قائمًا على حسابهم وفي أرضهم. وما يزال ملايينهم منفيين. وما يزالون شعبًا كاملاً بلا دولة. وما يزالون يواجهون الإبادة، والتهجير، والإذلال، والقتل، والأسر والتمييز العنصري. وما يزالون حتى آخر طفل يصارعون الأقدار التي غيرتها النكبة بطريقة لا رجعة فيها.
إذا كانت هذه هي النكبة، وهذه تجسُّداتها الحية. وإذا كانت الأمم المتحدة نفسها تحيي ذكراها بهذا التعريف، فالمنطقي أن يكون الشيء الوحيد الذي “يلغيها” – ولو أن شيئًا لن يلغيها- هو إزالة أسبابها وتصحيح نتائجها. إذا كنتُ فلسطينيًا طُرد أبي أو جدي من أي مدينة أو قرية في فلسطين التاريخية بالإرهاب، في 48 مثلما هو 67، فإن الاعتراف للغاصب بمشروعية الاستيلاء على حقي في وطني هو نكبتي الحقيقية. وهو الشعور الطبيعي لكل فلسطيني من أي مكان في فلسطين، بقدر ما هو حُكم أي تقدير منصف، باعتماد أدلة التاريخ، والوثائق، وشهادة الأحياء، وأي فهم سويّ للعدالة. وسيكون أي اقتراح يسلبني حقي في استعادة بلدي وأملاك أسلافي حُكمًا غاشمًا بتأبيد نكبة ذريتي إلى يوم الدين، وحُكمًا جائرًا على مطالباتي بالسفَه. وتأييد هذا الحكم التعسفي مشاركة أصلية في نكبة 1948 نفسها- بتطبيع نتائجها والمصادقة على ديمومتها.
هكذا سجل المشروع الاستعماري الصهيوني انتصاره الحقيقي، في 1967 وليس في 1948. لقد أنسى استيلاؤه ا
أكمل القراءة
السبت 03 حزيران 2023 10:57 م
نقرأ الكثير عن “الذكاء الاصطناعي” الخارق في استخراج المعلومات ومعالجتها في وقت قياسي. والآن، تعرض عليك تطبيقات الحواسيب المحدثة خيار “الدردشة” مع روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بها. وقد “دردشت”. جربتُ أن أتحاور مع “تشات جي. بي. تي”، أحد أبرز روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي. وباعتبار أنه قادر على جمع المعلومات بسرعة كبيرة من كل محتويات شبكة الإنترنت وكليّ المعرفة تقريبًا، كما نقرأ، جربت سؤاله عن اسمي، عله يكتب لي سيرة ذاتية ما: “من هو علاء الدين أبو زينة”؟
أكمل القراءة
السبت 27 أيار 2023 10:17 م
يوم الخميس، 25 أيار (مايو) 2023، في منفاه في دمشق، رحل عن الدنيا فلسطيني آخر قبل أن يدركه قطار العودة إلى الوطن؛ الموسيقار العظيم حسين نازك. وإذا قلت حسين نازك، ستقول «فرقة العاشقين» التي ساهمت في تشكيل وعي الفلسطينيين وعشاق فلسطين في مرحلة مهمة من النضال الوطني.
أكمل القراءة
الأربعاء 17 أيار 2023 11:11 م
علاء الدين أبو زينة
من بين أشهر مقولات الاستعمار، كان ما قاله شاعر الإمبراطورية الإنجليزي، روديارد كيبلينغ: "الشرق شرق والغرب غرب، والاثنان لن يلتقيا". ويبدو أن الجغرافيا والتاريخ وضعا تركيا أمام مهمة تحقيق هذا اللقاء الذي اعتبره كيبلينغ مستحيلاً.
أكمل القراءة