عجلون: مواقع أثرية خارج الخريطة السياحية

1
1

عامر خطاطبة

عجلون- تزخر منطقة وادي أبومحمود التابعة لمنطقة الساخنة في منطقة الصفا التي تضم قرى الساخنة والشكارة والفاخرة والصفصافة والسوق والجبل الأخضر والخشيبة، بعشرات القبور الصخرية التي ترجع للعصور الرومانية والبيزنطية، لكنها ما تزال خارج الخريطة السياحية للمحافظة.اضافة اعلان
ويؤكد السكان أن المنطقة وعشرات المواقع الأثرية في المحافظة، تحتاج إلى الاهتمام بها وإبرازها كمعالم أثرية وسياحية، بحيث يمكن استثمار محيطها بمشاريع سياحية.
ويقول منذر الزغول، إن منطقة وادي أبومحمود من المناطق السياحية الجميلة جداً؛ حيث تزخر بينابيع المياه وبوادي مياه كان يخترق المنطقة، مؤكدا أن المنطقة يزورها آلاف الزوار في فصل الربيع للتمتع بأجواء الطبيعة الخلابة فيها.
ويزيد أن المنطقة تكثر فيها أشجار اللزاب والصنوبر والسنديان والأشجار المثمرة كأشجار الزيتون والعنب وغيرها؛ إذ يعد زيتون المنطقة من أجود أنواع الزيتون في المملكة، وغالبا ما يأتي العديد من أهالي المحافظات الأردنية للتزود من زيت وزيتون المنطقة.
ويشير خبير الآثار ومدير آثار عجلون الأسبق الدكتور محمد أبوعبيلة، الى أن المنطقة سكنها الرومان والبيزنطيون، لافتا الى أن هذه الرانات انتشرت في المنطقة ومناطق أخرى في جرش وعجلون؛ حيث كانت تستخدم كقبور صخرية في العصرين الروماني والبيزنطي، مؤكدا أن عادات الدفن كانت على هذا الشكل في هذه العصور؛ حيث يتم حفر الران بالصخر وحسب حجم المتوفى، موضحا أن القبور اتخذت نماذج متعددة ومنها ما يكون على شكل بئر أسطوانية كما هو الحال بخربة أم زيتونة.
ويزيد أبوعبيلة، أنه بعد دفن المتوفى في هذه القبور الصخرية يتم إغلاق القبر بواسطة حجر إغلاق من صخور المنطقة نفسها حتى لا يتم التفريق بين القبر والمنطقة الموجود فيها القبر، مبينا أن بعض هذه الرانات قد يكون استخدم كمتاريس في الحروب التي كانت دائرة في تلك الأزمنة، لافتا الى أن استخدامها كقبور هو الاحتمال الكبير والأكيد.
الى ذلك، أكد أحمد قريشات أن هذه المنطقة من المناطق المهملة وغير المدرجة على الخريطة السياحية لمحافظة عجلون بالرغم من جمالها الأخاذ والميزات السياحية والأثرية والزراعية التي تتمتع بها، لافتا الى أن المنطقة التي يزورها سنويا آلاف الزوار بحاجة ماسة لخدمات البنية التحتية، وخاصة في مجال إكمال تعبيد طريق الصفصافة الساخنة، لاسيما وأن غالبية زوار منطقة راجب يسلكون هذه الطريق في رحلتهم من وإلى المناطق السياحية في بلدة راجب.
وطالب بإدراج منطقة وادي أبومحمود والقبور الصخرية فيها على الخريطة السياحية لمحافظة عجلون، لافتا الى أن المنطقة، إضافة الى منطقة الساخنة، يوجد فيها المئات من القبور الصخرية، التي تستحق أن تدرج على الخريطة السياحية للمحافظة، إضافة الى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بالحفاظ عليها لأنها توثق لعصرين مهمين تعاقبا على المنطقة وهما: العصر الروماني والعصر البيزنطي.
ومن جانبه، أكد مدير آثار عجلون الدكتور إسماعيل ملحم، أن محافظة عجلون غنية بالمواقع الأثرية، لافتا الى أن المحافظة يوجد فيها أكثر من 200 موقع أثري. وأوضح أن دائرة الآثار العامة تبذل جهودا استثنائية للحفاظ على هذه المواقع من العبث والخراب.
وقال ملحم إنه سيتم زيارة منطقة وادي أبومحمود وغيرها من المناطق، التي يوجد فيها قبور صخرية للوقوف على واقعها، واتخاذ الإجراءات الممكنة للحفاظ على هذه الكنوز الأثرية التي تزخر بها محافظة عجلون.
وأوضح أن "الران" هو حفر يأتي في وسط الصخر إما بشكل مستطيل أو مربع أو مثلث أو دائري، ويعد هذا الأخير هو السائد والأكثر وجودا نظرا لسهولة حفره، أما الأشكال المستطيلة والمربعة فتحتاج إلى صخرة كبيرة وممتدة، بحيث استخدمته جميع الحضارات في جميع الأزمنة، ويتم غلقه بخلطة طينة الحكمة، ومنها ما كان يستعمل أيضا لدفن مواد أخرى كالمواد الزراعية أو الحبوب أو الأسلحة أو الزجاجيات، خاصة الرانات الكبيرة التي يتجاوز قطرها المتر.